في مثل هذا اليوم من عام 1935 قام الزعيم النازي أدولف هتلر بتوقيع قرار سري يقضي بتنظيم قوات (لوفتوافي) كخدمة عسكرية ألمانية ثالثة تنضم إلى جيش وبحرية الدولة النازية، وفي نفس القرار قام هتلر بتعيين هرمان جورينج البطل الجوي في الحرب العالمية الأولى كقائد للقوات الجوية الألمانية الجديدة. هذا وكانت معاهدة فرساي التي انتهت بموجبها الحرب العالمية الأولى، قد منعت الطيران العسكري في ألمانيا، بيد أن الخطوط الجوية المدنية الألمانية لوفتهانزا قامت بالتدريب الجوي للرجال الذين أصبحوا بعد ذلك الطيارين الحربيين (للوفتوافي)، وبعد مجيئه إلى السلطة، بدأ الزعيم النازي أدولف هتلر في تطوير القوات الجوية بصورة سرية، وقام بتعيين جورينج وزيراً للطيران الألماني. وأمر هتلر رسمياً بتنظيم قوات (لوفتوافي) كخطوة متقدمة في برنامج إعادة تسليح ألمانيا، وبدأت تظهر قوات (لوفتوافي) تدريجياً حتى لا تثير انتباه الحكومات الأجنبية، وظل حجم وتكوين وحداتها أمراً سرياً. وفي ذلك الوقت أعلنت بريطانيا أنها تقوم بتقوية القوات الجوية الملكية، وقام هتلر بإزاحة الستار عن لوفتوافي والتي كانت قد تطورت بسرعة كبيرة إلى قوة جوية هائلة. وقد شكلت (لوفتوافي) الجانب الحاسم فيما أطلق عليه (الحرب الخاطفة) الألمانية، فقد كانت قذائف الانقضاض القاتلة تدمر إمدادات العدو وخطوط الاتصالات وتصيبه بالرعب. ومع اندلاع الحرب العالمية الثانية، كانت قوات (لوفتوافي) تمتلك 1000 طائرة مقاتلة و1050 قاذفة. وقد سقطت بولندا أولاً ثم الدنمارك، والنرويج، وهولندا، وبلجيكا، وفرنسا، في هذه (الحرب الخاطفة)، وبعد استسلام فرنسا، حولت ألمانيا (لوفتوافي) إلى بريطانيا على أمل تدمير القوات الجوية الملكية استعداداً لإنزال القوات الألمانية على الأرض، ورغم ذلك، ففي المعركة الجوية المعروفة بمعركة بريطانيا، استطاعت القوات الجوية الملكية مقاومة (لوفتوافي) بنجاح وذلك من خلال تكنولوجيا الرادار الجديدة والنفاثات الحربية المتقدمة وشجاعة القوات، وكان في كل مرة يتم فيها قذف طائرة بريطانية يتم تدمير طائرتين ألمانيتين، وفي مواجهة مقاومة القوات البريطانية العنيفة، اضطر هتلر إلى التنازل عن خطة الغزو وانتهت الحرب بالفشل في معركة بريطانيا. وبذلك ألحقت بريطانيا بلوفتوافي أول هزيمة لها، وفي وقت لاحق من نفس العام، أصدر هتلر الأوامر بغزو الاتحاد السوفيتي، والتي تحولت بعد عدة انتصارات إلى هزيمة منكرة، وكانت نتيجة تصميم هتلر على التغلب على المقاومة الروسية الشديدة أن تم استنزاف لوفتوافي حتى خسرت تفوقها على أوروبا في مواجهة الهجمات الجوية البريطانية والأمريكية المتزايدة، وفي يوم ذكرى غزو نورماندا في يونيو 1944 ، كانت لوفتوافي قد أصبحت هيكلا للأسطول الجوي السابق.
|