في مثل هذا اليوم من عام 1984، غادرت آخر القوات البحرية الأمريكية، التي أُرسلت إلى لبنان كجزء من قوات حفظ السلام متعددة الجنسيات، العاصمة اللبنانية بيروت التي مزقتها الحرب بعد أن فقدت أرواح 250 جندي من جنود المارينز البالغ عددهم 800 أثناء الكارثة التي نزلت بالجنود هناك.
وكانت الحرب الأهلية قد اندلعت في لبنان عام 1975، وفي أغسطس عام 1982، تم إصدار أوامر بذهاب قوات حفظ سلام متعددة الجنسيات من ضمنها 800 من قوات المارينز الأمريكية إلى بيروت للمساعدة في تهدئة الوضع هناك.
وغادرت قوات المارينز الأراضي اللبنانية في 10 سبتمبر لكنها عادت بأعداد كبيرة في 29 سبتمبر بعد مذبحة اللاجئين الفلسطينيين على يد مليشيا مسيحية.
وفي اليوم التالي، قُتل أول جندي من قوات المارينز أثناء محاولة إبطال مفعول قنبلة. وسقطت قوات المارينز الأخرى فريسة للقناصة.
وفي 18 أبريل عام 1983، قام أحد الانتحاريين بقيادة عربة واقتحم السفارة الأمريكية في بيروت وقتل 63 فرداً من بينهم 17 أمريكياً.
وفي 23 أكتوبر، تم اقتحام ثكنات قوات المارينز في بيروت عن طريق شاحنة معبأة بالمتفجرات، حيث خلف الحادث 241 قتيلاً من أفراد القوات العسكرية الأمريكية.
وفي صباح نفس اليوم، لقي 58 جندياً فرنسياً مصرعهم في ثكنات على بُعد ميلين في عملية إرهابية انتحارية منفصلة.
هذا ولم يتم معرفة هوية مفجري السفارة والثكنات.
وبعد تفجير الثكنات، ظهرت العديد من الأسئلة حول ما إذا كان رونالد ريجان له هدف سياسي قوي في لبنان. كما أُثيرت العديد من الأسئلة الأخرى حول الحماية الأمنية في القطاع الأمريكي ببيروت.
هذا وقد احتلت قوات حفظ السلام الأمريكية منطقة مكشوفة بالقرب من المطار، لكن لأسباب سياسية لم يسمح قائد المارينز بالإبقاء على تأمين الحدود الخارجية تماماً قبل الهجوم على الثكنات.
وفي خطاب قومي ليلة 23 أكتوبر، تعهد الرئيس ريجان ببقاء قوات المارينز في لبنان، لكن بعد أربعة أشهر أعلن نهاية الدور الأمريكي في قوات حفظ السلام.
وفي 26 فبراير 1984، غادرت القوات الأساسية للمارينز لبنان تاركة فرقة عسكرية صغيرة لحماية السفارة الأمريكية في بيروت.
|