Thursday 26th February,200411473العددالخميس 6 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

المشرف على مشروع أمراض الدم الوراثية د. السعدون لـ ( الجزيرة ): المشرف على مشروع أمراض الدم الوراثية د. السعدون لـ ( الجزيرة ):
الأحساء كباقي مناطق المملكة في الإصابة بأمراض الدم
إجراء الفحص قبل الزواج لا يتطلب أكثر من خمس دقائق في المستشفيات ويجنبنا الكثير من الجهد والمال

* نجران - أحمد معيدي:
قال الدكتور سعدون السعدون رئيس لجنة خدمة المجتمع بالاحساء والمشرف على مشروع أمراض الدم الوراثية على مستوى المملكة: إن مشروع مكافحة أمراض الدم الوراثية وجد للحد من إصابة المواليد المتزايدة بأمراض الدم المستعصية.
وقال: إن سبب انتشار أمراض الدم مرتبط بتاريخ قديم وبالذات في المناطق التي تكثر فيه إصابات الملاريا مما أحدث طفرة جينية أدت بدورها إلى تغيير الخلايا الدموية الحمراء.
وأشار الدكتور السعدون إلى أن احتمالية ازدياد الإصابة ستكون في ارتفاع في حال عدم الالتزام بإجراء الفحص قبل الزواج.
******
جاء ذلك في الحوار الذي اجرته الجزيرة معه حيث بدأ الدكتور السعدون حديثه قائلاً: إن لجنة خدمة المجتمع التابعة للغرفة التجارية الصناعية بالأحساء تبني العديد من المشاريع الاجتماعية التي يحتاجها ابناء المجتمع مثل مشروع تأهيل المساجين حيث تم عمل ورش تدريبية داخل السجن وعقد دورات تدريبية مع كلية التقنية بالاحساء، ومشاريع اجتماعية اخرى لعل اهمها مشروع مكافحة امراض الدم الوراثية على مستوى المملكة (ويحظى هذا المشروع برعاية برنامج الخليج العربي برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبدالعزيز ويدار هذا المشروع من قبل الاخصائية/ هدى عبدالرحمن المنصور على مستوى المملكة تطوعا وجميع الأعضاء العاملين متطوعون بالعمل في هذا المشروع رغبة منهم في تحقيق اهدافه، وقد نشأ هذا المشروع عندما لمست لجنة خدمة المجتمع بالأحساء الآثار السلبية التي نتجت عن تزايد حالات الإصابة بأشد أمراض الدم الوراثية الأنيميا المنجلية والثلاسيميا بالمملكة رغم الجهود التي تبذلها وزارة الصحة في مجال التوعية وتوصياتها بضرورة إلزام المأذون بطلب إظهار إستمارة الفحص للطرفين المقبلين على الزواج قبل عقد القران كحل جذري للوقاية من هذه الأمراض التي لم تطبق حتى الآن، فتبنت اللجنة هذا المشروع لمكافحة أمراض الدم الوراثية لدعم توصيات وزارة الصحة والعمل على استصدار قرار الفحص قبل الزواج وذلك للحد من معاناة الطفولة، وقد تم تأسيس أفرع للمشروع في معظم مناطق المملكة وذلك للحد من انتشار هذه الأمراض.
وكما ترى فلجنة خدمة المجتمع بالأحساء تعتني دائماً بالمشاريع الاجتماعية التي يحتاجها أبناء المجتمع وتعتمد هذه اللجنة على تبرعات أهل الخير في أبناء هذا الوطن ولرجال الأعمال والمؤسسات الدور الكبير في المساهمة في دعم هذه اللجنة. ولهم الشكر هم وجميع الأفراد الذين يساهمون لإنجاح هذه المشاريع الخيرية.
ومن أهم أهداف مشروع مكافحة أمراض الدم الوراثية الحد من إصابة المواليد بهذه الأمراض المستعصية التي لا علاج لها، وإبراز دور المجتمع بجميع شرائحه في حل هذه القضية، ولزيادة الوعي والتثقيف بأخطر امراض الدم الوراثية وطرق وسبل الوقاية الصحية .
وقد انطلق هذا المشروع عام 1419هـ من الأحساء ليصل إلى مختلف أنحاء المملكة بخطة موحدة وبرامج مدروسة.
ويعتمد هذا المشروع على المتطوعين من الأهالي لتنفيذ تلك البرامج ومنهم الطلبة والاساتذة والاطباء والامهات وخطباء المساجد وعلماء الدين حيث توظف قدراتهم حسب البرامج العديدة الهادفة الى رفع مستوى الوعي الصحي والاجتماعي حيال قضية الإلزام بالفحص الطبي قبل عقد القران كحل جذري لوقف الإصابة، ويسير هذا المشروع والحمد لله بخطى متسارعة لاجل تحقيق الهدف وجميع أعضاء هذا المشروع هم من الاهالي المتطوعين واعضاؤه يتزايدون بصورة سريعة حتى الآن، وتم افتتاح ستة أفرع له (فرع بالرياض - وفرع بالأحساء - وفرع بالمدينة - وفرع بجدة - وفرع بالجبيل - وفرع بجازان).
المنجلية
* ما أبرز أمراض الدم الوراثية التي تنادون بالفحص عنها؟
- أبرز أمراض الدم الوراثية التي ننادي بالفحص عنها مرضى الأنيميا الوراثية (المنجلية والثلاسيميا) مما لا شك فيه أن هناك فحوصات كثيرة يمكن أن تتم قبل عقد القران لوقاية الأطفال ولكننا كمشروع رأينا تفعيل آلية الفحص اولاً عن أشد هذه الأمراض وأخطرها انتشاراً (المنجلية والثلاسيميا) لتكون الخطوة الأولى في سلم الوقاية.
وذلك نظراً لأن العديد من الأطفال المصابين بهذين المرضين يولدون يومياً ونسبتهم عالية جداً مقارنة بأمراض اخرى، كما ان الفحص عنهما متوفر في القطاع الحكومي.
أما عن تواجد هذه الأمراض بالمملكة فهي منتشرة في جميع أنحاء المملكة مع تفاوت في النسب ولكن التأخير في تطبيق الآلية الوقائية سوف يجعل هذه النسب تزداد مع مرور الوقت في جميع المناطق، ونحن لا نود أن يصبح في كل بيت طفل معاق حتى نستشعر الخطر طالما أن هناك سبيلا للوقاية والحد من تزايد المصابين، فالمملكة كما يعلم الجميع من أكثر الدول في معدل الإنجاب والحمد لله، ونحن نود بإذن الله أن يكون جميع هؤلاء الاطفال بمشيئة الله هم من الأطفال الاصحاء فهم عماد المستقبل، وقد جعل الله لكل شيء سببا وامرنا بالأخذ بالأسباب، وقد عرف السبب والحمد لله وما علينا سوى أن نعقلها ونتوكل.
ارتباطها بالملاريا
* هل للطبيعة الجغرافية المناخية في المملكة أي علامة بتوزيع نسب الأمراض الوراثية بشكل عام؟
- يقال أن تواجد هذه الأمراض مرتبط بتاريخ قديم والمناطق التي كانت تكثر فيها الملاريا وسكنتها لحقبة من الزمن مما ادى الى حدوث طفرة جينية أدت الى تغيير شكل الخلايا الدموية الحمراء وتناقلت الأجيال هذه الطفرة، وحاملو هذه الصفة لا تبدو عليهم الأعراض ولكن عند زواجهم بحاملين لنفس الصفة قد تظهر الإصابة في اطفالهم.
ونظرا لأن حاملي الصفة اصبحوا منتشرين بالمملكة ولا يمكن تمييزهم من السليمين ويشكلون نسبة كبيرة في المجتمع لذا فالمجتمع ككل بحاجة للحماية وتمكين جميع المقبلين على الزواج من الاطلاع على نتيجة الطرف الآخر وهذا لا يمكن ان يتم الا عند المأذون وقبل عقد القران.
حيث إن المصابين وحاملي الصفة يمكنهم الارتباط وانجاب أطفال اصحاء ولكن بعد أن يتأكد من أن الطرف الآخر لا يحمل نفس الصفة (الجينية) التي يحملها.
وقد طبقت آلية الفحص في دول مثل الاردن ولبنان وسوريا والبحرين وإيران وغيرها من الدول العربية المسلمة حيث انه لا سبيل آخر لوقف الإصابة، وقد كانت هذه هي توصيات الاتحاد العالمي الثلاسيمي للحد من تزايد الإصابة بإذن الله.
توعية مستمرة
* في مجتمعات تسود فيها القبلية وأنظمة (العوائل) هل من حل جذري ملائم يساند قرار الفحص الإلزامي قبل عقد القران؟
- نحن قبل أن نكون مجتمعا قبليا فنحن مجتمع إسلامي يسوده التكافل الاجتماعي وقد جاء الإسلام وفيما يعتبره ويعتز به الحفاظ على النفس والعناية بالانسان وبصحته وعقله وجعلها مطلبا من مطالب الشريعة ومقاصدها.
وقد أوصى الرسول الكريم بالذرية خيراً والحل الجذري الوحيد لإنقاذ الذرية من أخطر أمراض الدم الوراثية هو الفحص قبل عقد القران.
وحيث إننا مجتمع إسلامي ويثق بعلماء الدين فنحن نرى أن ما يساند هذا الحل هو توجيهات من الشيوخ وخطباء المساجد وعلماء الدين للعامة من الناس بأهمية القيام بالفحص عن هذين المرضين قبل عقد القران، كما أن التوعية وحدها لا تكفي والمساند الكبير هو صدور قرار يلزم عاقدي الانكحة بطلب استمارة الفحص من الطرفين قبل عقد القران حيث إن وجود هذه الاستمارة يسهل على المواطنين التوجه للمراكز المخصصة لذلك، فنحن بقيامنا ببرامج توعوية كبيرة نجعل المواطن في تساؤلات كثيرة: أين اذهب لاجري الفحص؟ وأين هي هذه الاستمارة؟ ومن سيستقبلني؟ وكيف استطيع الاطلاع على نتيجة الفحص للطرف الآخر؟
- لذا وكما ترون فإن التزام عاقدي الانكحة بطلب هذه الاستمارة سوف يرفع الغرر والحرج عن الطرفين، وهذا هو المساند الكبير للقضية وسبب غياب هذا القرار يؤخر قطف ثمار حملات التوعية المستمرة.
كما أن وجود قرار يطبق على الجميع بصفة رسمية سوف يهون الأمر على المقبلين على الزواج ويزيل هذا الحرج عنهم لا سيما ان الفحص المطلوب هو قطرة دم تؤخذ من الذراع ولا يستغرق هذا الفحص اكثر من خمس دقائق بينما قد يكلف غياب هذا الفحص عذاب العمر كله لهذه الاسرة حينما تفاجأ بأطفال مصابين.
واذ كنا سوف نعتبر مسألة حرج الشباب من هذا الفحص مسألة كبيرة جداً ومؤلمة فكيف تصور مسألة معاناة الطفل وشقائه مدى الحياة.
واعتقد أن يجب أن يضحي هذا الجيل بمعاناة الخجل لو وجدت لكي يرفع عن هؤلاء الاطفال معاناة الم وعذاب وقسوة والم العمر كله. ومشوار الالف ميل يبدأ بخطوة فعلينا أن نخطوها لتحقيق الأهداف ولا داعي للخجل فهذه الأمراض تعتبر وراثية لا ذنب لأي شخص فيها.
ستنخفض النسبة
* ما احتمالية استمرار انتشار الأمراض الوراثية بين الأسر السعودية خلال الأعوام القادمة؟
- هذه الاحتمالية تعتمد على تطبيق الآلية الوقائية التي تحدثنا عنها، ففي حال طبقت بإذن الله فنحن نتوقع أن تخلو الاسر التي تم زواجها بعد هذا القرار من الاصابة كما اثبتت ذلك الدول التي طبقت القرار، ولكن في حال عدم تطبيق الآلية المطلوبة والمتمثلة (بقرار الإلزام باجراء الفحص قبل الزواج) فزيادة المصابين سوف تكون مستمرة وهذا من واقع تزايد اعداد المصابين بمراكز الدم المنتشرة بالمملكة.
* هل تتحول هذه الأمراض الوراثية إلى أمراض معدية؟
- لا يمكن ذلك، فالمصاب بالانيميا المنجلية او الثلاسيميا هو شخص يحمل مرضا وراثيا وغير معدٍ ولا يمكن أن يعدي، ولكن عند زواجه بشخص يحمل نفس الصفة التي يحملها فقد يصاب الأبناء.
وعند زواج المصاب بزوجة لا تحمل هذه الصفة او العكس فجميع الابناء سوف يكونون باذن الله اصحاء رغم أن احد والديهم مصاب وهذا يتبع قانون الوراثة، أي ان سلامة احد الطرفين تكفي بإذن الله لحماية الأطفال وانجابهم جميعاً أصحاء.
* هل تنصح بضرورة الزواج من خارج المنطقة تجنباً لهذه الأمراض وضماناً لأطفال أصحاء؟
- نحن ننصح ونشجع لحياة سعيدة والفحص قبل عقد القران هو السبيل لذلك لوقاية الأطفال سواء أكان الزواج من خارج المملكة ام من خارج المنطقة وهناك عديد من السعوديين الذين تم زواجهم من الخارج ولكن تم الزواج قبل صدور (قرار الفحص لزواج السعودي بالأجنبي) وانجبوا أطفالا مصابين لا يمكننا أن نضمن عدم إنجاب اطفال مصابين سواء تزوج من الخارج ام من الداخل من قريب او من بعيد دون قرار إلزام الفحص قبل الزواج، حيث انه سبيل الوقاية الوحيد بإذن الله وليس في الأحساء فقط.
* اتخاذ الأحساء مقرا رئيسا للمشروع هل يعود لواقع حاجة مرضية أم أن هناك جوانب أخرى لهذا الاختيار؟
- إن اتخاذ الاحساء مقرا رئيسا للمشروع في الواقع يعود الى أن لجنة خدمة المجتمع بالاحساء تحسست خطر هذه الأمراض على مستوى المملكة وتبنت هذا المشروع. وليس كما قد يعتقد البعض أن المرض موجود في الاحساء فقط فالمرض منتشر في مختلف مناطق المملكة وهناك مناطق اعلى اصابة من الأحساء، ولكن كانت لجنة المجتمع بالاحساء هي الرائدة بهذا المشروع لينطلق على مستوى المملكة. وقد افتتح له فروع في جميع المناطق وتعتمد على المتطوعين من الاهالي والدعم السخي من اهل الخير من جميع انحاء المملكة.
* هل انتم جهة وقائية أم علاجية بمعنى هل لديكم برامج توعوية وورش عمل على مستوى مناطق العمل للتوعية بهذه الأمراض؟
نحن جهة اجتماعية تعنى بأمور المجتمع، وحيث إن الجانب الوقائي لقضية انتشار امراض الدم الوراثية يعتمد اعتماداً كبيراً على الجانب الاجتماعي لذا فقد توجهنا للمجتمع وقمنا بدراسة اسباب تأخر تطبيق الآلية الوقائية وهذه الآلية هي اجتماعية بحتة فهي تتعلق بالزواج والأهالي والمأذون وما الى ذلك، فالمشكلة في تأخر الوقاية كما علمنا هي مشكلة اجتماعية لذلك كان تدخلنا وأصبحت برامجنا تحمل طابعاً اجتماعيا تثقيفيا يستهدف جميع شرائح المجتمع وخاصة فئة المقبلين على الزواج. ومن هذه البرامج:
- برنامج التوعية والفحص الشامل للطلبة وطالبات الثانوية العامة والكليات.
- برنامج التوعية والتثقيف الذاتي لربات البيوت.
- برنامج سلسلة المعارض.
- برنامج التطوير وتبادل الخبرات.
- برنامج اصدقاء المرض.
واخيراً فاننا نجد تقبلاً كبيراً (لإلزام الفحص قبل عقد القران) وانخفاض اعداد المصابين مرتبط بتطبيق هذه الآلية التي يسعى لها جميع الأعضاء الذين تتزايد اعدادهم بسرعة كبيرة مما يعطينا الامل الكبير في ان هذه الآلية التي سوف تطبق قريباً ونتيجة لها تنخفض الإصابة بإذن الله.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved