ترددت كثيراً قبل أن أبدأ في كتابة هذه السطور، وكان وراء ترددي أصل المشكلة التي نقلتني من مشجع يفضل الجلوس في المدرجات إلى مستجدٍ لرؤساء التحرير لكي ينقلوا صدى المدرجات، هذه المدرجات التي تعتبر بكل المقاييس أساس الحركة الرياضية في أي بلد، ولا يشترط لهذه المدرجات أن تكون مليئة من أصحاب الشهادات العليا والمراكز الرفيعة حتى ينعكس ذلك على مسيرة الحركة الرياضية بدليل سيطرة البرازيل وهي إحدى دول العالم الثالث الفقيرة مادياً وعلمياً.
ما اضطرني إلى اختيار هذه المقدمة هو التصريح الإعلامي الذي أدلى به أحد أعضاء إدارة الهلال واصفاً شريحة من جمهور الهلال بالسفه، وحتى أكون صريحاً بشكل أكبر فإني لا أعلم إن كان هذا الوصف سيشملني بعد هذه المقالة أم لا؟ ليس ذلك مهماً ولكن المهم برأيي هو: بغضّ النظر عما بدر من هذه الشريحة التي يقصدها عضو إدارة الهلال. لماذا اختارت إدارة الهلال أن تصعّد الموضوع إعلامياً بدلا من محاولة استيعاب أخطاء الجماهير؟
إن إجابة السؤال السابق تجعلني مضطراً لأن أجيب على أسئلة أخرى لم تطرح..
فالإدارة الهلالية استغلت الموضوع للانتقال من موقع الدفاع عن نفسها إلى موقع الهجوم على شريحة من الجمهور الهلالي لتحقق من ذلك عدة أهداف منها إشغال الإعلام الرياضي بالكتابة عن المثاليات المفترضة بالوسط الرياضي الصحي وكنتيجة طبيعية لهذا الانشغال يخف الضغط الإعلامي عن الإدارة.
ومن جهة أخرى لن تتجرأ شريحة أخرى من الجماهير الغاضبة من إدارة الهلال في الاستمرار بمعارضة الإدارة خوفاً من أن يطالها شيء من هجوم هذه الإدارة الضاري.
لنكن أكثر صراحة مع أنفسنا ونسأل هذا السؤال المهم: هل كانت تلك العبارات التي أطلقها جمهور الهلال ضد آدديموس مصطلحات جديدة على المدرجات؟.
سأعفيكم من الإجابة فالإجابة المؤكدة لا. هي ليست جديدة رغم اختلافنا معها فقد سبق أن استخدمت ضد فرق منافسة وحكام غير مرضيّ عن قراراتهم وغيره كثير.
إذاً ما الجديد هذه المرة؟ سأعفيكم أيضا من الإجابة.. الجديد هو هذه الإدارة الهلالية التي اتخذت المثالية المطلقة رداء ترتديه في مواضيع كثيرة، ولست بحاجة لأن أسهب كثيراً بحثاً عن تعزيز لما قلت فالوصف الذي استخدمته الإدارة ضد شريحة مخطئة من جماهيرها يبرئها من صفة المثالية.
إن الحديث عن الإدارة الهلالية وأخطائها الكثيرة ومواقفها المستبدة لا يكتمل إلا بالإشارة إلى الحرب الخفية التي تقودها هذه الإدارة ضد رمز من رموز الهلال سامي الجابر.
فمنذ قدوم الإدارة الحالية خرج لنا من أدراج هذه الإدارة الاقتراح خفيف الظل بسحب شارة القيادة من سامي بعد افتعال سبب واهٍ، إلا أن الإدارة فوجئت بحجم الاعتراض الجماهيري ضد ذلك التوجه وعزز هذا التوجه ببيان وقعته جماهير الهلال وسلم لإدارة النادي في ذلك الوقت.
لم يغير هذا الاحتجاج الجماهيري من نوايا الإدارة ضد سامي ولكن أجبرها على تغيير منهجيتها واستراتيجيتها بحيث تكون حربها على هذا النجم حرباً خفية وغير معلنة.
وها هو سامي منذ قدوم طيب الذكر آدديموس وهو حبيس لدكة الاحتياط.
هل يصدق عاقل أن سامي طوال هذه الفترة (ثلاثة عشر شهراً) لم يكن جاهزاً لياقياً للمشاركة لمدة 90 دقيقة علماً بأن الفترات التي أصيب فيها سامي أو تغيب لأي ظرف لم تتعد في مجموعها ثلاثة أشهر.
هل تصدقون ذلك؟ هذا السؤال أترك جوابه لكم.
كمشجع للهلال فإني أرى أن سامي هو الهلال والهلال هو الهلال بكل نجومه، كي لا يزيد عليّ أحد بقول الهلال أهم.
وأستعين بتصريح عضو الشرف الهلالي الشيخ فيصل الشهيل بقوله (سيبقى سامي ويرحل آدديموس) وأضيف أنا (ومن معه).
خاتمة:
على إدارة الهلال إعادة مبلغ الألف ريال لي أو أن تتركها أمانة للإدارة القادمة حيث إن حقها بهذا المبلغ سقط بعد امتناعها عن شرط استفادتها من هذا المبلغ.
مشعل الخالدي |