وماذا يعني أن ياكل النصر ستة أهداف مدوية من الشباب! ولماذا نصرُّ على تسمية ما حدث بالكارثة والحدث المفجع!
ثم دعونا نتساءل باندهاش أيضاً؟!
هل لو تلقى الأهلي أو الاتحاد أو الهلال هذا الكم المزعج من الأهداف من الشباب.. سيتعامل معه الجميع كما تعاملوا مع ما أصاب النصر.
كرة القدم - يا سادة - فوز وخسارة..
ولكن في الظاهرة النصراوية تختلف الموازين وتنعكس الآيات.. فحينما ينهزم النصر تقوم الدنيا ولا تقعد. وحينما يفوز تضج الأرض حركة وعنفواناً.
وحينما تتسرب أنباء عن تعاقده مع لاعب ما، يقف الإعلام المحلي والإقليمي فارداً صفحاته وعناوينه لذلك بالتحليلات والآراء..
وعندما نقول إن النصر ظاهرة تستحق الوقوف أمامها، لا نبالغ أو نتجاوز.
فهذا الكيان مدهش وملفت في كل شيء، ويكفي أنه تبوأ حديث المجالس والمنتديات وتصدر جميع نقاشاتها سواء سلباً أو إيجاباً.
دعونا نغضُّ النظر قليلاً عن الهزيمة وآثارها، ونعترف ان النصر منح الدوري بريقاً وضجيجاً لا مثيل له فما تعرض له من هزيمة مرة، ثم فشله في التعاقد مع أكثر من لاعب عربي ثم إعلانه التعاقد مع محسن صالح كمدرب، جعل الجميع يتمعن جيداً في مسيرة الدوري ويقبل على مبارياته وما ستؤول إليه الأحداث.
ماذا بعد الاستقالة!
* أختلف تماماً مع الآراء التي تطالب باستقالة الإدارة النصراوية بعد هزيمة الشباب التاريخية، فالاستقالة في تصوري ستزيد من الهموم والأعباء على ثقل الفريق النصراوي، والذين طالبوا بالاستقالة السريعة تناسوا.. (البديل!) ومن سيكون وكيف سيكون.
إن العلاج المنطقي العقلاني للأمور هي الحكمة التي يجب أن تسود عند الشدائد، واذا كان البعض من محبي الفريق الأصفر اعتقد أن هزيمة ال(ستة أهداف) من نادي الشباب هي نهاية المطاف فذلك من أكبر الأخطاء، فهناك فرق عالمية انهزمت بالخمسة والستة ولم يحرك محبوها ساكناً.. بل إن النصر نفسه وفي أكثر من مناسبة أكل بالأربعة والخمسة، ولعل مباراة نيسان الياباني الشهيرة خير مثال وقبلها رباعية الهلال وخماسية الاتحاد.
يجب أن نعي حقيقة هامة هنا تقول: (بما أنك تلعب وتفوز توقع الهزيمة).
إن ذلك الجمع الهائل من المنظِّرين والمفتين بالشأن النصراوي.. ومن طالب بإبعاد اللاعبين او الرئيس أو المدرب..غابت عن أذهانهم العديد من الحقائق الهامة أولها.. الإفلاس المادي للنادي.. ثم تواضع 70% من لاعبيه ثم تغريد الفريق وحيداً وبعيداً عن دعم أعضاء الشرف. وتناسوا أيضاً أن مصلحة النصر ككيان ومسيرته في ركب الدوري هي الأهم، فمعنى إقالة الرئيس واللاعبين ومزيد من القرارات العصبية (العشوائية) تعني التدهور المؤدي إلى النهاية.
على محبي الأصفر وعقلائه.. التريث والانتظار حتى نهاية الموسم أولاً.. ثم نبدأ بالقرارات التصحيحية العقلانية.. ولكن أن نعالج الخطأ باخطاء فاحشة فتلك المصيبة.
فريق الأحلام!!
* اعتدت أن ألقِّب الشباب.. كإدارة.. وفريق.. وجماهير بفريق (الاحلام).
فاغلبية إدارته شابة.. ولاعبوه شباب ومشجعوه جيل طلبة الثانوية والمتوسطة. وفريق كهذا.. سيكون له شأن غير عادي في المواسم القادمة على الرغم من أنه محروم من الإعلام المنصف له. فحتى حينما افترس النصر بالستة. لم يشر أحد إلى إبداعية لاعبيه ومهاراتهم، بل اعتبروا ذلك تقصيراً نصراوياً لا أكثر.
بالمناسبة فالشباب (فريق الاحلام) قادر على تحقيق المزيد من الفواجع بحق الكبار.. والأيام قادمة.
لن يخرج خالي الوفاض
* يخطئ من يعتقد أنَّ الفريق النصراوي سيخرج خالي الوفاض من بطولات هذا الموسم. وقد يندهش الكثيرون من هذه الرؤية بالنظر لحال وواقع الفريق النصراوي إلا أن الحقائق تقول.. ان الشدائد والأزمات تصنع الرجال وتفعل المستحيل.
ويتراءى لي أن هذا الفارس سينهض بشدة ويعود إلى سابق توهجه في بداية الدوري وسيحقق إحدى البطولتين إن لم تكن كلتيهما.
تساؤلات سريعة
** لماذا المسارعة في الإعلان عن تعاقدات مع ابوشروان المغربي وعماد النحاس المصري والمدرب العجلاني التونسي.. في وقت لم تتضح الصورة النهائية لهم. لتصطدم الجماهير النصراوية بفشل جميع المفاوضات.
** إلى متى سيظل الحارس الخوجلي أسير دكة الاحتياط على الرغم من أنه في كامل جاهزيته؟ ومن المسؤول عن وضعه هكذا!
** عبدالله الهويشل -الإداري النصراوي- أحد عباقرة التخطيط وجلب اللاعبين صغار السن لخارطة الصفراء. لماذا لا تسند اليه مهام أخرى غير الاستقبال والتوديع.
** الجنوبي عبدالله والحلوي والداود وماطر اثبتوا للمرة الألف عدم القدرة على تقديم الجديد ومع ذلك هناك إصرار غريب على الابقاء عليهم.
** إلى كل عاشق للفريق الاصفر.. هذه المقولة: (عالم الكرة مليء بالمفاجآت.. وحتى تفوز يجب أن تخسر وتخسر والأهم أن تصل لهدفك في النهاية).
|