إلحاقاً لما كتب ويكتب عن معاناة شبابنا - المؤهل - اليوم من عدم توفر فرص العمل التي تحفظه وتفعّل دوره إيجابياً في هذا المجتمع، فإني أرى أن هناك مجالاً رحباً يستوعب أعداداً كثيرة من الشباب، ألا وهو وظائف المؤذن.
فكما يعلم الجميع حرص المسئولون في هذه البلاد المباركة على استقطاب الشباب واحتوائهم وخصوصاً المؤهل منهم، فإني أعرض لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد فكرة قصر وظائف المؤذنين في المساجد على الشباب المؤهل الذي يحمل مؤهلاً شرعياً ولم تتح له الفرصة للالتحاق بوظيفة أخرى، حيث إن المتأمل لوضع مساجدنا اليوم ليجد أن أغلب المؤذنين فيها هم من فئة الموظفين الحكوميين سواء في قطاع التعليم أو أي قطاع آخر، وأن من الملاحظ عليهم أنهم يفرطون تفريطاً ظاهراً في هذه الأمانة التي حملوها نظراً لارتباطهم بوظائف أخرى, وأغلب مساجدنا اليوم تئنّ من إهمال هؤلاء، وخصوصاً أيام إجازة الأعياد، ونهاية الأسبوع، وأيام الإجازة الصيفية، والجيد منهم يقوم بتوكيل عامل المسجد - الذي لا يقيم الفاتحة - ليؤذن بالناس ويقيم بهم بل قد يصلي بهم أحياناً!!.
بينما يقبع الشباب الذي يحمل المؤهل الجامعي أو الثانوي في البيوت يندب حظه ويعيب زمانه!!
إنني من هذا المنبر الإعلامي أناشد المسئولين في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد إلى استقطاب هؤلاء الشباب وتعيينهم مؤذنين في المساجد، وهذا بدوره سيؤدي إلى انفراج نسبي في مشكلة البطالة التي نعاني منها، حيث سيحصل الشاب على السكن المناسب إضافة إلى استفادته من تلك المكافأة التي تعينه على تحمل ظروف الحياة، وأيضاً سيؤدي ذلك إلى الاهتمام ببيوت الله عز وجل وإقامة شعائر الله الظاهرة بكل حرص واهتمام نظراً لتفرغ هذا الشاب لهذه المهمة العظيمة.
وكلي أملٌ في أن يفعّل اقتراحي هذا من المسئولين في هذه الدولة المباركة وأن يتم طرحه للمناقشة، وأن تدرس مدى فاعليته، ولا سيما لكون وظيفة المؤذن لا تتطلب ما تتطلبه وظيفة الإمام.
عبدالعزيز بن صالح التميمي
ص ب 173- الرياض 11342 |