سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أشير إلى المقال المنشور في صحيفتكم الموقرة في عددها 11468 يوم السبت الموافق 1-1- 1425هـ صفحة (39) بقلم د. الحسن محمد المغيدي - جامعة الملك خالد، وحيث إن المقال تعرض لانتقاد بعض الجوانب في اختبار القدرات العامة الذي يقدمه المركز، ومن الواضح أن الكاتب لم يطلع على منهج المركز وأسلوبه وخطته في إعداد الاختبارات، آمل نشر التعقيب التالي لإيضاح الحقيقة للجميع.
فقد كنا نتمنى أن يقوم الدكتور المغيدي، وخصوصاً أنه من أعضاء هيئة التدريس بالجامعة بتقصي بعض الحقائق من المركز أو من الجامعة لديه في معرفة ما قدمه المركز فيما طالب به، فالمفترض أن أساتذة الجامعات هم من يعرفون أكثر الحقائق عن الاختبار.
والمركز يسعى دائماً ويقرر أن مبدأه المعلن هو المساواة والإنصاف بين الطلاب، وما ذهب إليه الدكتور المغيدي من أن الطالب لم يحظ بالتهيئة والإعداد للاختبار وخصوصاً طلاب القرى والهجر أمر غير صحيح إطلاقاً، فقد قدم المركز لجميع الطلاب والمعلمين وبشكل متساوٍ معلومات وافية عن الاختبار ولم يتأثر الطالب لكونه في مدرسة بالمدينة أو القرية، وأن جميع الطلاب في الصف الثالث ثانوي ومعلمي المرحلة الثانوية تصلهم كل عام نشرات خاصة بالتثقيف بماهية الاختبار وأقسامه وطريقته وأمثلة من الأسئلة مع تعليمات للمعلم تفيده في تهيئة الطالب وتثقيفه ومساعدته، وبعد ذلك يرسل لكل طالب على عنوان مدرسته مباشرة نشرة إرشادات التسجيل للاختبار مشتملة على أساليب الاستعداد للاختبار والتسجيل، كما أن المركز لم يترك مسؤولية تدريب الطلاب على الاختبار للمعاهد أو المؤسسات الخاصة، بل أصدر حقيبة تدريبية متكاملة بالنص والصوت ووفرها للطالب بسعر رمزي، ويمكن أن يحصل عليها الطالب في أي مدينة من مدن المملكة الصغيرة أو الكبيرة وهذا مما يحقق العدل والإنصاف بين الطلاب.
كما يجب أن يعلم ان التدريب للاختبار يحتاج إلى تهيئة بسيطة وتعليم بأسلوب الاختبار وأسئلته وتدريب على نماذج منه، حيث إن إجابة الطالب تعتمد على قدراته التي بنيت لمدة طويلة وهي حصيلة تراكمية لمسيرته التعليمية ولا تحتاج إلى تذكر أي من النظريات أو المفاهيم قبل دخول الاختبار.
ودعوى أن الاختبار يلغي جهد الطالب طيلة دراسته غير صحيح، بل إن اختبار القدرات يقدر جهد الطالب على مدى سنوات دراسته.
أما اتهام الدكتور المغيدي للاختبار بأنه لم يصل إلى مرحلة المصداقية والموثوقية المطلوبة وأنه تعجّل كعادة البلاد العربية والمملكة خاصة، غير صحيح على الإطلاق وينبئ بعدم معرفة جيدة لتاريخ الاختبار، بل إن دعوى الكاتب بأن الاختبار يشتمل على (300) سؤال لدليل آخر على صدق ذلك، إذ إن الاختبار يشتمل على أقل من (150) سؤالا خلال ساعتين ونصف الساعة، والاختبار معمول به في كثير من الدول المتقدمة وطبق قبل إنشاء المركز في جامعة الملك فهد لمدة خمس سنوات، فما هو الاستعجال في نظر الكاتب؟! وكيف حكم ان الاختبار يركز على كم الأسئلة وليس الكيف؟ وهو من يجب ان يعلم ان الاختبار إذا قلت أسئلته أصبح ثباته ضعيفاً.
إن من شأننا لو ظللنا نسمع ونصغي لبعض الانتقادات غير المدروسة أن نراوح في أماكننا دون تقدم، وأن نستمر في نقد واقعنا دون تقديم الحلول، والسؤال للكاتب: هل الأفضل أن تنتظم الاختبارات التي كانت موجودة في كل جامعة ويلم شتاتها ويتولاها مركز متخصص في القياس والتقويم، أم أن نستمر على وضعنا السابق حيث إن كل جامعة تطلب من المتقدمين لها دخول اختبارات خاصة بها دون أن يعرف الطالب ما هو مقدم عليه، كما نود أن نشير إلى ان أسئلة الاختبارات لا تقدم للطلبة إلا بعد تجريبها ودراسة خصائصها الإحصائية واستبعاد غير المناسب منها.
خلاصة القول إن الاتهامات التي أوردها الدكتور المغيدي تنطبق تماما على الوضع السابق ولا تنطبق على اختبارات المركز وأن ما يطالب به موجود حاليا فليطمئن سعادته.. وتقبلوا وافر تحياتي وتقديري..
إبراهيم بن محمد الرشيد
إدارة العلاقات العامة والإعلام - المركز الوطني للقياس والتقويم. |