Thursday 26th February,200411473العددالخميس 6 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

السلام على وطن السلام ولا عزاء للإرهاب السلام على وطن السلام ولا عزاء للإرهاب
فيصل محمد العواضي /رئيس تحرير صحيفة التصحيح اليمانية

وأخيراً عدت والعود أحمد كما يقول المثل العربي ، عدت إلى المملكة بعد فراق وغياب امتد لعقدين من الزمان لم يكن عن قصد ولكنني عدت هذه المرة وبي من الشوق مالا يمكن وصفه أو التعبير عنه، شوق لأرضها الطيبة التي تضم أطهر وأقدس البقاع التي تهفو إليها القلوب والأفئدة بأمر الله في مكة المكرمة وطيبة الطيبة، شوق إلى الزملاء والمعارف من أروقة العروبة الذين عرفتهم في هذا البلد، شوق لكل ما في المملكة ومن في المملكة وخوف عليها ولا أكتمه ولا أخفيه لأنه خوف على الذات.
خفت كثيراً ووضعت يدي على قلبي وأنا أتابع أخبار المحاولات الإرهابية التي تحاول النيل من أمن وسلامة بلد الأمن والسلام لأن أمن المملكة وسلامتها يعني أمن كل العرب وكل المسلمين ولا أقول هذا اعتباطاً لأن المملكة بالنسبة للعرب الأخ الأكبر ورب العائلة الذي لو حصل له أي مكروه لضاع الآخرون من بعده ولأن المملكة بالنسبة للمسلمين رأس الحربة ففيها قبلة المسلمين ومثوى نبيهم ومهبط الوحي الذي كرمهم الله به.
وإن كان تبعاً لمفردات الزمن العربي والإسلامي الرديء ألا يستبعد استهداف المملكة للأسباب التي ذكرت أي أن استهداف المملكة هو استهداف للجميع وهو أمر لا يتأتى باستهداف أي قطر آخر وأضرب مثالاً هنا بالحملات الإعلامية الصهيونية المسعورة ضد الإسلام وبنيه التي نجدها تستهدف المملكة كما استهدفت الإسلام أو العروبة وذلك للتماهي الحاصل بين المملكة والإسلام وصدق انتمائها لأمتها ومواقفها الرائدة والمتميزة في الشدائد ليس من اليوم ولكن منذ وضع أسس بنائها المغفور له - بإذن الله تعالى - جلالة الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه.
والمتأمل أو المستقرئ لأبعاد المؤامرة التي تُحاك ضد المملكة سيجدها من الخطورة والخبث ما لو كانت ضد أي بلد آخر لكان قد انتهى وزال ظله من الخريطة ولكن عناية الله قيضت لهذا البلد حكاماً يمتلكون من الحكمة والبصيرة وحسن الرأي ما يستطيعون به مواجهة الشدائد بعقول وجسارة الرجال وكذلك ما أبداه أبناء هذا البلد وفي طليعتهم العلماء واقتدار القائمين على الأمن ووعي الجميع بما يعنيه الإرهاب على بلدهم قد فوَّت الفرصة وما حدث لا يمثل إلا قمة جبل الثلج بالنسبة لما تم احتواؤه وإحباطه.
ويتبدى لنا الإرهاب أكثر غرابة وقماءة وهو يتقنع بقناع الإسلام ويستهدف امريكا كما يدعي في الرياض وجدة ومكة المكرمة، هذه الأباطيل والخدع التي يزينها الشيطان لمن باعوا أنفسهم له وتحالفوا مع أتباعه لكنها مكشوفة لكل ذي لب وكل ذي بصيرة.
فمتى كان القتل والترويع وإخافة الآمنين من النساء والشيوخ والأطفال والمدنيين العزل من الإسلام حتى لو افترضنا جدلاً أنهم من غير المسلمين فقد جعل الله النفس البشرية الواحدة مساوية لكل البشرية في محكم كتابه المبين دون تمييز بلون أو جنس أو معتقد.
ثم هل من الإسلام أن نعلن العداء لكل شعوب البشرية الذين حملنا الله رسالته إليهم وكيف وبأية لغة نستطيع إيصال رسالة الإسلام إليهم وقد ناصبناهم العداء ووضعنا بيننا وبينهم الحواجز والحوائل متجاهلين منهج الإسلام في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.
ثم هل من الإسلام وادعاء الوطنية أن نعمد إلى أمن أوطاننا فنخربها ونسعى فيها فساداً ونهلك الحرث والنسل بحجة وجود غير مسلم دخل إلى أوطاننا بترتيب مع حكومة شرعية وولي أمر نحن ملزمون بطاعته في محكم كتاب الله وسنة رسوله.
أسئلة كثيرة وقوية نطلقها في وجه الإرهاب الأرعن ولكن هل يمكن لهذا الإرهاب أن يفت في عضد المملكة أو يثنيها عن مواقفها المبدئية والصادقة عربياً وإسلامياً لا وألف لا فقد جاءت صريحة وجريئة على ألسنة أولي الأمر في المملكة وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء قالوها صريحة وجريئة :إن المملكة ستظل ماضية في دربها مؤمنة بقدرها ومتحملة مسؤوليتها تجاه دينها وأمتها مهما حاول المبطلون ويصدق عليهم في ذلك قول الله تعالى: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ}.(الأحزاب ـ 23)
فالسلام عليك يا وطن السلام وليحفظك الله ويرعاك ولا عزاء للإرهاب.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved