دع الأيام تفعل ما تشاء
وطب نفساً إذا حكم القضاء
ولا تجزع لحادثة الليالي
فما لحوادث الدنيا بقاء |
في صبيحة يوم السابع عشر من ذي الحجة من العام 1424هـ تلقيت نبأ وفاة المرحوم بإذن الله الشيخ سعود بن ناصر السيف، الذي عرفناه بكرمه، وجوده، وتنافسه في دروب الخير والصلاح والفلاح،فحملت مشاعري وحبست احزاني ولملمت ذكرياتي،فاخذت بعنان قلمي، واستحضرت أمسي بحزنه، ويومي بخبره، بالأمس في بداية العام ودع القلب ومعه المحبون أخاً شهماً ودوداً وهو (بدر بن سعود السيف رحمه الله) وهو ابن للمتوفى، واليوم وفي آخر فصول هذه السنة، نودع والده الشيخ الكريم الصبور، فتناثرت دموعي بكلمات الأسى، وكتبت حروفي بحبر الصبر والدعاء. المصيبة كبيرة قال عنها رب العباد في كتابه الشريف {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (11) سورة التغابن.. وداعاً ايها الشيخ الكريم لقد بذرت بذور الصلاح، وسقيت زرع الفلاح، واستزرعت الحب والصبر والمثابرة على الطاعة في قلوب الشباب الذين عرفوك عن قرب، وصابرت، وصليت، وصمت، والكل لك في ثناء وشكر، الجنائز والمساجد تشهد لك بالحضور، زيارة المريض لك عادة، والجار يحمد لك الفضل، والفقير يلهج لك بالدعاء، وأبناؤك وبناتك وزوجتك تلهج ألسنتهم لك بالدعاء على ما ربيت، وقدمت، وزوجت، الرحمة شعارك في التعامل، والإشفاق صفة سارية في قلبك الطاهر، الحرم المكي تشهد ساحاته لك ومصابيحه بأنك من حمائمه في رمضان الكريم، الصائم هناك افطر على مائدتك رفع يده لربه وتضرع، لقد عملت وأطمأننت وتوكلت وصبرت ونمت نومة الحق، تحسبك من أهل الجنان أهل الفردوس الأعلى والله حسيبك. ندعو الله ان يجمعك مع ابنك المغفور له ان شاء الله (بدر) في جنة الرضا. وعظم الله اجر والدته وأخوته وإخوانه في أحبائهم، وألبسهم ثوب الصبر واليقين والسلوان.
فجائع الدهر الوان منوعة
وللزمان مسرات واحزان
وهذه الدار لا تبقى على احدٍ
و لا يدوم على الحال لها شان |
|