في ربيع الثاني القادم، ستربع أراضي المدينة المنورة بمؤتمر الحوار الوطني الثالث، وسيضرب عمود ثالث في خيمته التي تضيء حلكة الصمت وتورم الظلمة.
وفي الحوار نحظى بنعمة الاختلاف، نعمة اكتشاف مجالنا الحيوي الذي يحيط بنا وحدودنا الواضحة التي تجاور حدود الآخرين دون إقصاء أو اقتحام أو إلغاء.
في الحوار سنعيد اكتشاف بدهية طبيعية قديمة وهي أن الرجل والمرأة جميعهما معا يتكلمان بلسان عربي مبين، وستحاول المرأة أن تسترد بعضا من صوتها الذي اختلس منذ مئات السنين وتنكر خلف أردية ذكورية.
سنحاول أن نكتشف بأن الاختلاف ينحصر بطبقة الصوت فقط وليس بالفحوى وليس بالقيمة والإنجاز.
وفي الحوار سنحدق وندقق بألوان بشرتنا ونكتشف أن هناك ألوانا غامقة وهناك ألوان داكنة وألوان نابضة وأخرى فاتحة ولكنها جميعا تشارك في مهرجان اللوحة الكبير.
وعندما تربع المدينة المنورة بميدان آخر للصهيل سنكتشف اختلاف الكتب التي تحتويها مكتبة كل منا واختلاف المسارات والدروب التي نطرقها للوصول إلى الأجوبة، تختلف الكتب وتتنوع وتتحد جميعا حول (القرآن) والسنة فقط لا غير، وما دون ذلك فهو خاضع للقصور البشري.
في المدينة لم يعد هناك مجال أو حيز لوجود لون واحد شرس طاغية يحاول أن يلتقم اللوحة ويفرض لونه الرمادي الكئيب.
فقط رجاء حار لوسائل الإعلام قبل بدء الجولة الثالثة من الحوار الوطني.....
أن تكون أكثر رأفة به.... بأعضائه.... بحضوره..... بتوصياته، وأن تحاول أن تعي عظم المسؤولية الوطنية فتنأى به عن اللعبة الصحفية الماكرة.
أيها الإعلاميون كونوا أكثر حدبا ورأفة بالوليد الذي يكابد خطواته الأولى وساهموا في حمايته من عوادي الدهر وقطيع الضباع المتربص.
| 
