* الرياض - وهيب الوهيبي:
استضافت ثلوثية الشيخ محمد المشوح مساء أمس الأول فضيلة الشيخ عقيل بن عبدالعزيز العقيل مدير عام مؤسسة الحرمين الخيرية سابقاً وعضو مجلس الإدارة حالياً، ضمن نشاط الثلوثية في استضافة الرموز الثقافية والدعوية والاجتماعية لهذا العام، وفي بداية الأمسية رحب الشيخ المشوح بفضيلته على تلبية الدعوة وعلى جهوده المميزة في قطاع العمل الخيري والدعوي، ثم استهل الشيخ عقيل العقيل حديثه عن (العمل الخيري رؤية مستقبلية بين الإسهام والاتهام) حيث قال في حديثه: ان الاتهام والشنشنة حول دور مؤسسة الحرمين الخيرية ليس له أساس من الصحة، فلا علاقة إطلاقاً بين المؤسسة وبين ما يسمى بالإرهاب، ولا حتى بخيط رفيع، بل ان المؤسسة أنشئت على أساس سلفي ومنهج يعتمد الوسطية والاعتدال.
وأشار إلى ان المؤسسة انطلقت عام 1408هـ في باكستان، وأكد ان المنطقة آنذاك كانت مليئة بالأحزاب والجماعات بلغت قرابة أربعين مؤسسة، كان معظمها يهتم بقضايا الجهاد ودعم المجاهدين الأفغان ومساعدة المهاجرين في باكستان، وهذه المؤسسات كانت مختلفة المشارب لكن القليل منها كان يهتم بقضية الدعوة والتعليم، ولم يكن بينها مؤسسات سلفية إلا القلة القليلة.
واستطرد قائلاً: ومن هذا المنطلق جاء التفكير في إنشاء مؤسسة الحرمين الخيرية لتسهم في سد هذا النقص ولتنأى بالعمل الخيري عن المعتركات السياسية والصراعات التي من طبيعتها العنف، كما انها خطت لنفسها طريقاً وسطاً معتدلاً بعيداً عن الغلو.
وأشار الشيخ العقيل إلى ان المؤسسة نجحت في تحقيق أهدافها الدعوية والتعليمية في أكثر من 70 دولة، وأشار إلى ان المؤسسة عند افتتاح فرعها في الرياض عام 1412هـ ارتبطت بالعلماء أمثال الشيخ ابن باز وابن عثيمين يرحمهما الله، والشيخ عبدالله بن عقيل، والشيخ ابن جبرين حفظهما الله.
وحول أسباب الاتهام والهجمة الشرسة التي يتعرض لها القطاع الخيري حالياً، أفاد العقيل أن السبب هو ان العدو يملك القوة المادية فجعل من نفسه خصماً وحكماً، والمقصود هو تجفيف منابع القطاع الخيري الإسلامي لإتاحة الفرصة لجمعياتهم للدخول إلى بلدان المسلمين، وهذا ما حصل فعلا في العراق وغيرها.
وأشار العقيل إلى أن الهجوم على المملكة العربية السعودية ومؤسساتها ورموزها وراءه إسرائيل واللوبي اليهودي في الغرب.
وقال العقيل انه استقال من مؤسسة الحرمين الخيرية ولكنه تركها قوية بفضل الله يتولى إدارة فروعها قرابة مائتين من القياديين المؤهلين لريادة القطاع الخيري، وحذر من ان يؤدي اليأس والخور إلى ضعف العمل الخيري الإسلامي وضياع مكتسباته.
ودعا العلماء والمحسنين إلى الوقوف مع المؤسسات الخيرية السعودية مادياً ومعنوياً، كما ذكر ان المملكة تقوم بواجبها في مساعدة المحتاجين ونشر الدعوة إلى الله في أنحاء العالم منذ عهد الملك عبدالعزيز رحمه الله، وسارت على هذا المنهج خلال مسيرتها المباركة، ولا زالت توجيهات ولاة الأمر حفظهم الله بمد يد العون إلى المحتاجين نبراساً تسير عليه المؤسسات الخيرية في المملكة.
وأضاف ان العمل الخيري يجب ان لا يتوقف عند ذوات الأشخاص بل ينطلق بالعمل المؤسسي المنظم.
وبين العقيل ان وجود المؤسسات الخيرية صمام أمان للمجتمع من الانحراف، مستشهداً بان المفسدين المطلوبين لم يثبت انتماء أي منهم لأي مؤسسة خيرية، كما ان دور هذه المؤسسات في إغاثة المحتاج وتعليم الجاهل وإدخال السرور على الناس لا يخفى على أحد.
وفي نهاية الأمسية أجاب العقيل على بعض الأسئلة واستمع الجميع إلى بعض المداخلات حول الموضوع، ثم قدم الشيخ محمد المشوح درعاً تكريمياً للشيخ عقيل العقيل بهذه المناسبة.
|