لا أحسب أن الابتكار يتوقَّف على الأفكار التي تكون محصِّلتها ناتجاً مادياً كصناعة آلة، أو الوصول إلى نظرية قابلة للتطوير، وتنتج عنها محصِّلات فرعية في مجالات العلوم، والصناعة، ...و...
بل الابتكار الذي يؤول إلى (تحديث) مفيد ناجع للإنسان يغيِّر من نمط حياته، أو يضيف إلى معارفه، أو يزوّد خبراته فيحفزه إلى (سلوك) فكري أو وجداني أو حركي قد يكون له من الدَّافعية ما يهيِّئ له حياة جيدة على الأقل من حيث رفدها بمشاعر مستقرة والتعامل معها بطموح ناهض سعيد...
إنَّ السعادة (مبتكر) معنوي يؤدي إلى ابتكارات متناغمة في حياة فرد، ومجموعة وأكثر إنْ بحثنا في تفاصيل (أيامهم) الدقيقة لوجدناها أكثر تناغماً وتناسقاً مع ما حولهم، ويكفي الخلوص بناتج الاستقرار النفسي الذي يفقده الإنسان الذي لا يبتكر في حياته ما ينتج سعادته...
وعلى سبيل المثال: في مجتمعنا بعض الأسر التي (ابتكرت) طريقة لجمع الشمل بين أفرادها، وتوحيد الهدف، وتطوير المهارات، وإبراز القدرات، والكشف عن المواهب، وتحفيزها عن طريق تخصيص جائزة سنوية تعلن في حفل عام يحصل عليها كلُّ متفوق- متفوقة في الأسرة، ممَّا يحدو بكل فرد في هذه الأسرة بمن فيهم من أطفال ونساء ورجال في المستويات العمرية المختلفة والتحصيلية المتفاوتة لأن يعملوا لهذا اليوم بجد وحماس فيظهر منهم الأديب، والطبيب، والباحث، والاقتصادي والتربوي بين نسائهم ورجالهم... وعلى ذلك أسرة المهيدب...
ومنهم من أسس مطبوعة مطوية تصدر كل شهر باسم العائلة تنقل الأخبار، وتوجه إلى الفضائل، وتذكر بالقيم، وتشجع المواهب، وتجعل (العائلة) المنتشرة متقاربة بمعرفة الأخبار والوقوف على الأفكار كنشرة آل (مقرن) الموسومة (القُرَّان)... التي تصدر عن اللَّجنة الإعلامية لدورية آل مقرن.
ولئن كنت قد تناولت الوجه التربوي في ابتكار جائزة المهيدب السنوية لأفراد الأسرة والبنائي للذات المبدعة والمنتجة بين أفرادها.
فإنِّي اليوم أكتب عن ابتكار هذه الدورية الأسرية التي خصِّص لها محررون، وإدارة علاقات، وميزانية... وما ينشر فيها يعبر عن وجهة نظر كاتبها إتاحة لفرصة الحرية في التعبير، بينما تشمل أخبار الأسرة وتربط الصغير بالكبير... ولعلَّها الأسلوب المبتكر الحديث في (لمَّ الشَّمل) بعد أن عملت الحياة بأسلوبها الحديث في (فُرْقة) الناس على تباعد الأسر، وجهل الصغار من أفرادها بكبارها ممَّا يجعل من هذا المشروع فكرة مبتكرة جميلة ذات أبعاد اجتماعية مميزة...قابلةللاقتداء.
فمزيداً من المبتكرات المواكبة لروح العصر، والموافقة لآليته والمسدِّدة لحاجاته.
| 
