Thursday 26th February,200411473العددالخميس 6 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الإبل: مزايين وجمال وقيمة الإبل: مزايين وجمال وقيمة

  حاوره: -عبد الكريم الدريبي - الصمّان
مالك الإبل المعروف محمد بن حمدان البقمي نشأت بداخله وترعرعت هواية الإبل وعشقها وبات يقضي جل وقت فراغه بعد ساعات العمل معها، وعلى بعد مئات الكيلومترات من العاصمة يذهب إليها ويقصدها لإمتاع ناظريه بها، لم يدخل هذه الهواية للوجاهة أو للبحث عن المال بل لغايات أسمى وأكبر لأنها بحسب تأكيده هي مصدر عز وفخر وقوة.
ضيفنا الذي قام بواجب الضيافة في مخيمه ب(الصمان) هو واحد من أشهر ملاك إبل (المجاهيم) في الخليج العربي، استطاع أن يأخذ مراكز أولى في مسابقات مزاين الإبل، وهو بلا شك من أكثر الملاك معرفة بالإبل وشجونها ويملك قرابة ال(200) رأس كان من أبرزها :نواش، صغيرة، مشيحة، دجارة، مهيوبة، الحرشا بنت وطبان، جحادة، الصايمة، جحادة الفاطر، الطموح ووطبان.
****
* كيف كانت بدايتك مع الإبل؟
- أنا بيئتي بدوية، ونوعاً ما (متحضرة)، وطبيعتنا في بلدنا أهل نخيل نسكن أيام الحر البلاد وفي الشتاء والربيع نطلع للبر والحلال، وليس لي بداية معينة فأنا نشأت مع الإبل وترعرعت معها، وابن البادية لازم يحن لبيئته التي نشأ فيها وين ما يروح.
* هناك قصة جددت بداخلك ذكريات جميلة وأعادتك للإبل فما هي؟
- القصة وما فيها كان جلالة الملك خالد بن عبدالعزيز (رحمه الله) في زيارة لمنطقة القصيم فقال مولاي خادم الحرمين الشريفين أطال الله في عمره يا ليت يكون هناك إبل نشريها ونهديها للملك خالد، فكان لي زميل من القصيم سألته: هل عندكم إبل؟ قال: نعم، شرينا الإبل وأخذت معنا يومين حتى جهزناها وأمر خادم الحرمين الشريفين بعرضها على الملك خالد، وخلال اليومين تجدد بداخلي حب الإبل وحركت ما كان في الماضي.
* والدكم الشيخ حمدان (رحمه الله) كان له رأي ما هو؟
- نعم، الوالد الله يسكنه جنات النعيم قال: (سمعت انك شاري إبل صحيح هالكلام؟) وكان كلامه فيه شبه انتقاد.. قلت إن شاء الله أنك راضي عنها.. فأخذ يقلب يديه متعجباً كيف سأستطيع التوفيق بين العمل ورعايتها.. وقلت الشيء اللي أنت غير راضي عنه مهوب مبروك ولا يمكن يصير.. قال (الإبل شيء طيب ومن اللي ما يحبها وهي لها حق وإذا كنت توفيها حقوقها ما فيه مانع أما تعبث فيها وتتخبط فلا، ويا محمد ترى الإبل وداعه عندك وأمانة لا تهينها وعطها حقها كامل يعني إذا صار هناك عشب ودها له وين ما كان وإذا اقتنيت خذ شيء ينفعك).
* اشتهرتم في تحقيق المراكز الأولى في المزايين الأخيرة؟
- نعم حققنا المركز الأول في مزاين أم رقيبة في عيد الفطر الماضي والعام الماضي حققت الأول مكرر والعام الذي قبله المركز الأول واللي قبله المركز الثاني.
* وكم وصل عدد رؤوس الإبل لديكم؟
- بحمد الله وفضله يصل إلى (200) رأس مجاهيم وأنا لا أحاول أن أزيد عن هذا العدد ولا ينقص عن (150) رأس.
* وما العدد الذي تدخلون به المزاين وهل هناك حركة بيع؟
- الحمد لله أنا داخل المزاين بـ(100) رأس وهو النصاب المطلوب أما عن بيعنا فبعت حوالي (70) رأساً من الأسفل.
* على ذكر المزاين، علمت أنكم حضرتم فكرة اقامة أول مزاين على أرض المملكة هل هذا صحيح؟
- صحيح، في يوم من الأيام كنا جيران في البر للأمير الراحل عبدالله بن محمد بن سعود الكبير (رحمه الله ) وأهل الإبل كما تعلم (يتمارون) كل واحد يقول ناقتي هي الطيبة وأنا أفضل انتاج ومن هالكلام، فقال الأمير أنا (ابعمل) جائزة ونظم مزاين للإبل وكان معنا تقريباً (10) ملاك يملكون رؤوس طيبة أكثرهم توفوا رحمهم الله ومنهم من هو على قيد الحياة أذكر منهم ناصر بن مهنا وفايز بن طهيف وابن هلال وابن مهدي، وكان الأمير عبدالله -الله يسكنه الجنة- يقول جائزة الأول سيارة والثاني سيارة واللي بعده موتور سيكل وآخر واحد (بسكليته) وترانا نبي ندخل للرياض على الجوائز، في ذلك الوقت كنت خايف مع أن إبلي كانت هي أفضل الموجود قلت للأمير يا ليت المسابقة تكون في الربيع القادم بإذن الله لأن السنة هذه منتهية وفي نيتي أيضاً استعد للمزاين؟ مات الأمير الله يرحمه ولا اقيم المزاين.. الخبر وصل أخوه الأمير سلطان بن محمد الله يطول في عمره فكانت اقامة أول مسابقة مزاين على مستوى جميع مناطق المملكة لـ(10) نياق من كل نوع وكانت فكرة الأمير عبدالله هي سبب اقامة هذا المزاين من عشر سنوات إلى الآن.
* ماذا عن مزاين الإبل الذي يتكفل به الأمير مشعل بن عبدالعزيز - حفظه الله؟
- الأمير مشعل الله يطول عمره له اليد الطولى والفضل بعد الله فهو الذي رفع مكانة الإبل وحسّن من انتاجها وشجع الملاك وصار الناس يعتنون أكثر من ذي قبل أضف إلى ذلك الاهتمام بالسلالة بأن تكون أصيلة وجميلة وعلى سبيل المثال أذكر هنا أن أهل الإبل كانوا بصدد الابتعاد عنها وغير قادرين على أن يعيّشوها، أما الوقت الحاضر أصبحوا بخير ونعمة والبدوي اللي ابنه لايقرأ ولا يكتب ويبجث عن وظيفة اكتفى بالمزاين اللي أصبح مصدر رزق لأهل الإبل.
* وكيف تنظرون إلى الاقبال الهائل على المزاين؟
- الأمير مشعل مهما شكرته لن أوفيه حقه وهذا ليس (تزلف) فسموه وعد أهل الإبل أن المزاين ستستمر باقية طوال حياته والله يطول بعمره ولكن سموه جهة واحدة ومجهود انسان واحد ونتمنى وجود أكثر من جهة تساهم مع سموه لأنه يسيِّر المزاين وفق رؤيته وتقديره ومعرفته وهذا الموضوع بحاجة لعدة أشخاص للمساهمة معه في البحث والدراسة وهو ما قصر وعمل الشيء اللي ما يتصور وكذلك أصحاب السمو الأمراء ابناؤه.
* ألا توجد لديكم مشاركات في مزايين الخليج؟
- لا، لا يوجد لنا حضور لأن المزاين الذي يقام هناك لايقارن بمهرجان مزاين الأمير مشعل بن عبدالعزيز ولا مهرجان مزاين الامير سلطان بن محمد بسبب عدم وجود الإقبال عليه لمحدوديته على أفراد قبيلة معينة أو منطقة واحدة أو على مستوى البلد وحدها.
* كواحد من ملاك الإبل هل أنت راض عن وضع الإبل الحالي؟
- لا، لست راضياً على الوضع الراهن فالإبل كالحيوانات البرية الأخرى التي أعطتها الدولة عناية ولها محميات وميزانية فما بالك بالإبل التي هي أولى وأحق بأن تعطى عناية ورعاية كاملة وهنا أشير إلى أنني كتبت تقريراً أتوقع بأنه وصل للجهات المعنية.
* ما هي نظرتكم لمستقبل الإبل في المملكة العربية السعودية؟
- في حال أعطيت الاهتمام والرعاية فإنها ستبقى وتزدهر وأنا استغرب ممن يبحث عن وظيفة أو لا يجد رزقاً فالإبل فيها رزق كبير جداً وستخفف العبء على الدولة لأنهم سيجدون رزقهم في الإبل فقط نريد العناية والعطاء القليل الذي سيريح الدولة، وأناشد المسؤولين بألا تهمل هذه الفئة الجميلة من ثروتنا الغالية وألا تنسى ولولا الله ثم هالمزاين التي يقيمها سمو الأمير مشعل بن عبدالعزيز وسمو الأمير سلطان بن محمد لكانت الإبل في طريقها للانقراض وأتمنى أن تكون هناك حلول من قبل الدولة وأن يكون المزاين على نفقة الدولة صحيح إن سمو الأمير مشعل والأمير سلطان لم يقصروا ويعطوا الكثير ولهم اليد الطولى لكن نريد من الدولة الرشيدة التدخل وتضع للإبل كما وضعت للهجن وللخيل ومحميات الصيد وأن يكون لها نادي وميزانية للمحافظة على بقائها.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved