فيما أغلقت جميع محلات الذهب في الليث أبوابها
محافظ الليث لـ ( الجزيرة ): نتابع تطبيق القرار وندرس إقامة دورات تأهيلية للشباب

* الليث - عبدالعزيز القرمطي:
أغلقت جميع محلات الذهب بمدينة الليث أبوابها منذ يوم السبت الماضي حيث بدأ تطبيق قرار سعودة محلات بيع الذهب والمجوهرات بنسبة 100% مع بداية العام الهجري الجديد، مما أثار العديد من التساؤلات لدى المواطنين الذين أبدوا ترحيبهم بهذا القرار الذي يهدف إلى القضاء على البطالة لدى الشباب السعودي واتاحة الفرصة لهم لأخذ أماكنهم في سوق العمل ومحاربة التستر الذي ينتشر لدى مثل هذه المحلات مما يهدر العديد من فرص العمل على الشباب السعودي.
كما يتطلعون في نفس الوقت إلى معرفة السر في اقفال هذه المحلات وهل ستطول المدة حيث سيجلب هذا بعض المعاناة في التوجه إلى المدن الأخرى لبيع وشراء الذهب والمجوهرات.. والملاحظ ان كل هذه المحلات القائمة في مدينة الليث هي فروع لمحلات رئيسية في مدن أخرى مما صعّب الالتقاء بأصحابها والتعرف على وجهة نظرهم حول هذا الموضوع.
من جهته قال محافظ الليث الأستاذ عبدالرحمن بن نوار الحربي: ان تطبيق هذا القرار يأتي تنفيذاً للتعليمات الواردة بشأن التدرج في سعودة محلات الذهب على مراحل كان آخرها مع بداية العام الهجري الجديد لسعودة هذه المحلات بنسبة 100% .
ويأتي هذا القرار إدراكا من الجهات المختصة بخطورة البطالة وأهمية استثمار أوقات الشباب في عمل شريف يخدمون به أنفسهم ومجتمعهم.
وقال ان هناك جولات ميدانية يومية ومسح شامل لهذه المحلات من قبل لجنة السعودة بالمحافظة لمتابعة الموضوع والتأكد من تطبيق القرار. وبيّن المحافظ ان جميع هذه المحلات هي فروع لمراكز رئيسية في مدن أخرى وقد بادر أصحابها إلى اغلاق محلاتها من تلقاء أنفسهم وقد يكون ذلك من باب جس النبض وانتظار ما تسفر عنه الأيام القادمة حول الموضوع.
كما قد يعود ذلك لعدم الاستعداد الكافي لتطبيق هذا القرار من قبلهم قبل موعد تطبيقه بفترة مناسبة مع علم الجميع ان هناك فترة كافية امتدت لأربع سنوات قبل تطبيق هذا القرار وكان بإمكانهم العمل والاستعداد خلالها لتدريب وتهيئة موظفين سعوديين يعملون لديهم في محلاتهم، مبينا ان أي قرار جديد من الطبيعي ان تكتنفه صعوبات ومعوقات عند بداية تطبيقه لكنها ستزول مع الجدية والاستمرار في التطبيق.
وأشار سعادة المحافظ إلى أنه قد تقدم للجنة السعودية عدد من الشباب ذوي الخبرة والتأهيل للعمل في محلات الذهب خلال هذا الأسبوع وسيتم توجيههم في حال توفر الفرصة المناسبة مع أصحاب هذه المحلات.
أما الراغبون في العمل في هذه المحلات غير المؤهلين الذين يتقدمون إلى لجنة السعودة فيتم توجيههم إلى المشروع الوطني للتدريب والتوظيف بإمارة منطقة مكة المكرمة للاستفادة من الدورات التي ينظمها في هذا المجال لتأهيلهم.
وأضاف في تصريحه: ان الشباب السعودي يريد العمل ولديه الرغبة في اثبات ذاته والاعتماد على نفسه، إلا انه توجد بعض الصعوبات كقلة الخبرة احيانا وضعف التأهيل.
كما يتعرض للمضايقات احيانا من صاحب العمل مثل طول فترة الدوام وضعف الرواتب وعدم وجود الحوافز والعلاوات.
كما انه يؤخذ في الاعتبار معاناة رجال الأعمال من بعض السلوكيات والممارسات من قبل الشباب السعودي مثل عدم المحافظة على أوقات الدوام أو عدم الاستمرارية وغيرها.. ولهذا ستدرس المحافظة حاليا إقامة دورات تأهيلية أولية للشباب عن أخلاقيات العمل وواجبات العامل وحقوقه وغيرها من الموضوعات المهمة وذلك بالتعاون مع الجهات المختصة ورجال الأعمال لتأهيل الشباب المتقدمين للعمل في القطاع الخاص، بحيث يكون الالتحاق به شرطا لالحاقه بالعمل في القطاع من قبل لجنة السعودة بالمحافظة.
وسيتم مناقشة هذه الفكرة ودراستها ثم الرفع بها إلى مقام إمارة منطقة مكة المكرمة لاعتمادها لتسهم في تحقيق هذا الهدف الوطني الكبير.