Thursday 26th February,200411473العددالخميس 6 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

غياب واضح للرقابة والمتابعة والبلدية تغمض عينيها غياب واضح للرقابة والمتابعة والبلدية تغمض عينيها
سوق التلفزيون بالدمام أصبح مرتعاً للنفايات وموظفو الدولة ينافسون التجار في المهنة

* استطلاع - ظافر الدوسري:
يعاني تجار ومتسوقو التلفزيون أو ما يسمى (حراج الدمام) من انخفاض مستوى النظافة في الشوارع وأمام الأبواب ومن سوء عمليات رفع المخلفات التي تتم بطريقة بطيئة مما ساهم في تراكمها في معظم شوارع السوق، إضافة إلى ذلك طفح المياه؛ وبالتالي انتشار الذباب والبعوض وتشوه مظهر السوق الذي يحتوي على مبان تجارية حديثة ذات مظهر جمالي.
كما تصاعدت شكاوى تجار وباعة السوق من انتشار كثير من الموظفين الحكوميين والعسكريين لدخولهم في مهنة الحراج بالسوق من بيع وشراء لينافسوا بذلك أصحاب المهن الحقيقية الذين لا يملكون وظائف حكومية أو غيرها. ورصدت (الجزيرة) المعاناة من قِبل رواد الحراج وتجار السوق الذين طالبوا أمانة مدينة الدمام بسرعة التدخل لحل تلك المشاكل.
(أبو مشاري الفزيع) تاجر قديم بالسوق أوضح أنه دائماً ما يرى عمال النظافة موجودين لكن عددهم غير كاف نسبة لحجم الحراج (وجودهم مثل عدمهم) وأضاف يقول: إن النفايات المكدسة والملقاة في عرض الشوارع وروائحها المنبعثة أصبحت هماً ثقيلاً على قاطني وزوار السوق، فهذه المناظر المؤسفة باتت تسكن في أعيننا نحن تجار السوق، فقد ضقنا ذرعا بهذا الوضع المتردي، فالإهمال الشديد من قبل عمال وشركات النظافة داخل السوق يكاد يخرجنا من طورنا، لقد أصبنا بالإحباط وخيبة الأمل من جراء هذه المعاملة غير الحضارية؛ فالسوق عامة تعاني من سوء النظافة وتفتقر إلى أبسط مقومات العناية والصيانة، ولو كانت هناك رقابة وشعور بالمسؤولية لما وصل الحال إلى ما وصل إليه.
روائح كريهة وانتشار البعوض
وقال س. غرم الزهراني أيضاً من كبار تجار السوق: إن الأوساخ بدأت في التكاثر في أرجاء الحراج وفي كل مكان على الرغم من مطالبتنا مراقبي الحراج بسرعة التدخل ومناقشتها ولكن ليس هناك جدوى حيث بدأت النفايات تتكدس في شوارع الحراج بشكل لافت للنظر، وكذلك انتشر الذباب والبعوض والروائح الكريهة نتيجة تكدس العديد من الملابس المستعملة وسكب السوائل عليها.
البيع بجوار قمامات
بائع يبيع بضاعته بجوار أكوام من القمامة (أثاث منزلي وملابس متراكمة) دفعنا شكله وهو غارق وسط مبيعاته لسؤاله عن سبب وجوده بهذا الشكل بالسوق فقال: لو أنني وجدت مكانا أفضل من هذا لأبيع به بضاعتي لما جلست دقيقة واحدة ولكن اضطررت أن أجلس هنا وانتظر عمال شركات النظافة ليزيلوا هذه الأكوام لأن هذه النفايات المكدسة ليست مسؤوليتي فالمهم أنني أجد مكانا أضع به بضاعتي.
سألته: هل تجد من يشتري بضاعتك في هذا المكان؟ فقال: كل شخص له طريقته في عرض ما لديه وكسب الزبون خاصة حينما تعرض البضاعة من فئات الريالات فيكون صداها في أذن المتسوق أقوى وتشده للنظر إليك.
موظفون حكوميون يزاولون المهنة
وقال أحد الباعة السعوديين - رفض ذكر اسمه: إن مما يزعجنا اكثر بهذا السوق هو كثرة الموظفين من المعلمين والعسكريين الذين ينافسوننا في البيع ومزاولة مهنة الحراج على الرغم من التعليمات التي تمنع الموظف الحكومي مزاولة التجارة في أي موقع، إذ إن هذه الفئات من الموظفين تعمل دون رقابة ولا يوجد أحد يمنعهم فهم يعملون بحرية كبيرة بل ويسحبون أحياناً البساط منا.
سلبية المواطن هي السبب
بعد ذلك التقينا بالمواطنين المتسوقين في هذا السوق حيث أشار (صارم حمد البلوي) إلى أن سلبية المواطن إزاء هذه الظاهرة وعدم شعوره بالمسؤولية تجاه وطنه وموقعه جعلا الوضع يتردى ويصل إلى ما وصل إليه، فالبعض ينصب جل اهتمامه على نظافة بيته فقط معتقدا أن دوره انتهى عند هذا الحد ولا يعنيه نظافة المكان الذي أمام محله أو المكان الذي يجلس به كما نشاهد بعض الباعة يبيع وسط تلك الأكوام المكدسة.
فوضى وارتباك داخل السوق
متسوق آخر (أبو ناصر فيصل السبيعي) قال إن هذا الوضع والمخالفات الواقعة لتراكم الأثاث نتج عنها مضايقة للسيارات الداخلة وكذلك سيارات النظافة التي وجدت صعوبة كبيرة في الوصول لبعض المناطق لدرجة انك لا تجد ممرا تستطيع أن تسير فيه براحة فما بالك بالسيارات؟ حيث اصبح تنظيم الحراج سيئا ويشكل خطرا بالإضافة إلى المظهر غير الحضاري بالنسبة لمدينة الدمام.
ويشير أبو ناصر إلى أن أصحاب محلات الخردة والأثاث المستعمل لم يلتزموا بالأماكن المسموح لهم بها مما أحدث نوعاً من الفوضى والارتباك داخل السوق وحتى في أطرافه.
كما أبدى استغرابه من أمانة الدمام التي لم يعد لها نشاط ومراقبة ملموسة لأصحاب المحلات ووضع السوق، ويتساءل ما السر في ذلك؟ مناشدا بضرورة وضع دراسة هندسية جادة بهذا الشأن وذلك تحقيقاً للأهداف العامة التي من شأنها الحفاظ على مصلحة وصحة الجميع.
انتقال عدوى الأمراض
أبو عبيد مبارك الدوسري مواطن آخر أضاف للموضوع بعدا آخر من الناحية الصحية قائلاً: لا يتوقف ضرر الأكوام والنفايات المكدسة على إفساد الذوق العام والجمال بل يتعداه إلى احتمال الإصابة بالأمراض المختلفة فهذه النفايات تشكل مرتعا خصبا لتكاثر وانتشار الحشرات التي تنقل بدورها الكثير من الأمراض مما سيترتب عليه آثار صحية خاصة إذا استمر الوضع على ما هو عليه في مثل هذه المواسم الممطرة، وهذا نداء أوجهه إلى المسؤولين: هل سترضون هذا الوضع لو كان لكم تجارة وأعمال في هذا السوق؟
أغلب المرجوعات تالفة
أما أبو مبارك راشد المري فيقول: إن هذا السوق تسوده العشوائية في التنظيم وشعاره الفوضى في كل شيء في التعامل والبيع والشراء.. فلا أدري أين الجهات المعنية من هذا السوق، فعندما تزور هذا السوق تجد فيه العجب فأغلب المرجوعات من الأثاث تالفة وكل الأدوات مقلدة وتباع بأسعار باهظة ولكن لا فائدة منها وتشكل نزفا لأموال المحتاجين الذين يأتون لشراء أدوات منزلية بأبخس الأثمان كما تجد بعض الأدوات والفرش والسجاد قد أتلفتها الشمس وما إن تذهب بها إلى المنزل إلا وتتلف فلا يستفيد منها الزبون أبداً.. انهم يستغلون ذوي الدخل المتوسط لأنهم أكثر الشرائح التي تأتي للشراء من السوق.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved