مرشح الرئاسة الأمريكية يكشف عن نزعته الإسرائيلية مؤيداً للجدار ومهاجماً عرفات
البرلمان الأوروبي: الجدار يجعل من المستحيل قيام الدولة الفلسطينية

  * لاهاي - القاهرة - القدس المحتلة - الوكالات:
كال مرشح الديموقراطيين المحتمل للرئاسة الأمريكية جون كيري عبارات هجوم قاسية ضد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات معربا عن تأييده في ذات الوقت عن جدار إسرائيل العنصري الذي يتعرض لأكبر هجوم دولي حاليا في محكمة العدل الدولية، وجدد البرلمان الأوروبي تنديده بالجدار فيما واصلت الوفود العربية الإسلامية تأييدها لوجهة النظر الفلسطينية في اليوم الأخير لانعقاد المحكمة الدولية.
******
وقال بات كوكس رئيس البرلمان الأوروبي: إن الاتحاد الأوروبي يعتقد ويؤمن
بخطة خارطة الطريق والحل المرتكز على قيام دولتين، ولكن الجدار الإسرائيلي العازل يجعل من قيام دولة فلسطينية أمرا شبه مستحيل.
وأضاف في تصريحات نقلها موقع صحيفة ها أرتس على الإنترنت أن البرلمان الأوروبي يخشى من أن يخترق الجدار العازل أراضي الضفة الغربية بصورة تشكل من الناحية العملية كانتونات للفلسطينيين وتثير تساؤلات بشأن إمكانية إنشاء دولة فلسطينية.
وجاءت هذه التصريحات متوائمة مع تصريحات الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الذي قال في كلمة قبيل بدء جلسات محكمة العدل الدولية بلاهاي يوم الاثنين إن الجدار هدفه منع قيام دولة فلسطينية. وأضاف عرفات: (أن جدار الضم والتوسع والفصل العنصري إنما يهدف إلى ابتلاع 58 في المئة من أراضي الضفة الفلسطينية ويحول أرضنا ومدننا إلى بانتوستانات.. معزولة تسيطر عليها المستوطنات.. وضد القانون وبالعدوان على أرضنا ومقدساتنا الإسلامية والمسيحية لحرمان شعبنا من أرضه ولمنعنا من إقامة دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف طبقاً لقرارات الشرعية الدولية والاتفاقات الموقَّعة بيننا وللحيلولة دون التنفيذ العاجل لخارطة الطريق والمبادرة السعودية التي أقرت في القمة العربية في بيروت، وكذلك رؤية الرئيس بوش واللجنة الرباعية لاقامة الدولة الفلسطينية).
أما في لاهاي فقد بدأت عشرات الدول الإسلامية أمس الأربعاء مساندة طعن الفلسطينيين في مشروعية بناء إسرائيل الجدار العنصري في نهاية ثلاثة أيام من جلسات محكمة العدل الدولية التي تنظر في القضية. وأعربت الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي اللتان تمثلان أكثر من خمسين دولة عن اعتراضاتهما في محكمة العدل الدولية على شبكة جدران من الأسلاك الشائكة والأسوار الخرسانية تقيمها إسرائيل وتتوغل في الأراضي المحتلة. والمنظمتان
اللتان تضمان نحو خمس سكان العالم خاطبتا قضاة المحكمة الدولية الخمسة عشر في واحدة من القضايا التي تحظى بأكثر قدر من المتابعة عن كثب منذ إنشاء المحكمة قبل 58 عاما. وقد يصدر قضاة المحكمة الدولية قرارا غير ملزم في غضون أشهر. وسيكون حكم المحكمة رأيا استشاريا فقط. إلا أنه قد يؤثر على الرأي العام العالمي، ويأمل الفلسطينيون أن يمهد الطريق إلى فرض عقوبات دولية على إسرائيل، حيث تجد الكثير من الدول أن هناك مسوغا قانونيا يبرر هذه العقوبات. وقاطعت جلسات المحكمة أيضا الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي رغم انتقادهما للجدار وقالا: إن تدخل المحكمة قد يضر بجهود إقرار السلام في الشرق الأوسط.
وفي لاهاي أضاف نحو عشر دول من بينها المملكة العربية السعودية والأردن وإندونيسيا وماليزيا وكوبا وجنوب إفريقيا أصواتها يوم الثلاثاء لصالح الملف الفلسطيني. وافتتح السودان الجلسة الختامية أمس الأربعاء تلته الجامعة العربية التي تضم 22 عضوا ومنظمة المؤتمر الإسلامي التي تضم 57 عضوا. وقالت الجامعة العربية في عريضة مكتوبة نشرتها بعد بداية الجلسات (بناء جدار تمييزي عنصري على الأراضي الفلسطينية ينفي الحقوق الاجتماعية والسياسية الأكثر ضرورة لآلاف عدة من الفلسطينيين.
وفي الولايات المتحدة أعرب عضو مجلس الشيوخ جون كيري الذي ترجِّح التوقعات فوزه بمساندة الحزب الديمقراطي لترشيح نفسه في انتخابات الرئاسة الأمريكية يوم الثلاثاء عن تأييده لموقف إسرائيل في موضوع الجدار الفاصل بين إسرائيل والضفة الغربية. وزعم كيري الذي انتقد في نفس الوقت المداولات الجارية في محكمة العدل الدولية في لاهاي بشأن الجدار (إن تشييد الجدار الفاصل عمل قانوني هدفه الدفاع عن النفس). ونقل موقع صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية على الإنترنت عن بيان أصدره كيري في أعقاب العملية الفدائية في القدس المحتلة وبدء محكمة العدل الدولية النظر في قضية الجدار الفاصل إن (وقوع العملية عشية افتتاح جلسات المحكمة في لاهاي لمناقشة مسألة الجدار الأمني الإسرائيلي مثير للسخرية). وأضاف (لا ينبغي ولا يمكن أن تكون للمحكمة صلاحية قانونية في هذا الموضوع.
وزعم كيري أن جدار إسرائيل الأمني عمل قانوني للدفاع عن النفس). وأضاف المرشح الديمقراطي أن الرئيس الأمريكي جورج بوش (على حق في مناقشته مع إسرائيل المسار المحدد للجدار الفاصل من أجل التخفيف عن الفلسطينيين الأبرياء. لكن في نفس الوقت من حق إسرائيل وواجبها الدفاع عن حياة مواطنيه).
واتهم كيري الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات شخصياً بدعم الهجمات الفلسطينية، حيث قال: (إن دعم عرفات للإرهاب جعله شخصا غير مناسب لأن يكون شريكا في مفاوضات السلام، ومن أجل تحقيق تقدم ما نحو السلام يجب على القيادة الفلسطينية القضاء على الإرهاب وهي قادرة على ذلك).