فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
أكد وزير الصحة الفلسطيني، د. جواد الطيبي، أن أكثر من (73%) من الفلسطينيين القاطنين إلى الغرب من جدار الفصل العنصري الذي تقيمه حكومة شارون حالياً، يعانون من نقص وصعوبات في الحصول على الخدمات الطبية الأساسية التي يحتاجونها.. وقال الوزير الفلسطيني في لقاء خاص مع الجزيرة: إن الفلسطينيين هناك، مقبلون على كارثة صحية بكل ما تعنيه الكلمة، في حال استمرار دولة الاحتلال بناءها لجدار الفصل العنصري.. وأشار الطيبي: إلى أن أكثر من (220 ألف فلسطيني) يعانون حالياً مشاكل في المرور والوصول إلى الخدمات الصحية الأساسية، التي تتركز في المدن وتفتقر إليها القرى، ويتركز هؤلاء في مدن (جنين وطولكرم وقلقيلية والقدس المحتلة وبيت لحم)، كما سيتضرر عمل الأجهزة والطواقم الطبية في المدن والقرى في الضفة الغربية..
مضيفا: إن الجدار العنصري أدى إلى عزل بلدات بكاملها، عن الخدمات الطبية والمدارس وغيرها، وبالتالي توقفت حياتهم العملية ومزاولة أنشطتهم الحياتية.. وأكد الوزير الفلسطيني على أن أكثر الفئات تضرراً من بين الفلسطينيين القاطنين إلى الغرب من الجدار، هم الأطفال دون سن الخامسة، الذين يحتاجون إلى تطعيمات شهرية ضد الأمراض ، إضافةً إلى كبار السن المصابين بأمراض مزمنة، كذلك النساء الحوامل، اللواتي يحتجن إلى رعاية صحية دورية أثناء الحمل.. واتهم الوزير الفلسطيني دولة الاحتلال بفرض واقع فصل عنصري على الأرض، بين أبناء الشعب الفلسطيني في مدنهم وقراهم ومزارعهم، مما يعطل جميع جوانب حياتهم اليومية ويسبب أضراراً وأوضاعاً صحية غاية في الصعوبة..مشيراً إلى أن الدولة العبرية تنتهج عملية تدمير مبرمجة وشاملة للبنية الاجتماعية والاقتصادية في مدينة القدس المحتلة، بهدف تفريغ المدينة المقدسة من سكانها الفلسطينيين، حيث إن أكثر من (مائة ألف مقدسي) من داخل المدينة، سيصبحون خارجها بعد انتهاء سلطات الاحتلال من بناء الجدار المسمى ب (عازل القدس)، إضافةً إلى (120 ألف آخرين)، من سكان قرى المدينة سيمنعون من دخولها والعمل فيها ، مما يسبب لهم كارثة صحية واقتصادية واجتماعية.
ووجه الوزير الفلسطيني عبر الجزيرة رسالة عاجلة إلى المجتمع الدولي ومحكمة لاهاي، للتدخل لإيقاف الكارثة الصحية المقبلة على الفلسطينيين، جراء إقامة هذا الجدار العنصري..
وكان تقرير صادر عن الهيئة العامة للاستعلامات في فلسطين المحتلة، وصلت الجزيرة نسخة منه، قال: إن الجدار الذي تقيمه إسرائيل، تسبب في فصل (30 تجمعاً فلسطينيا) عن المراكز الصحية، وهو ما سيحرم (220 ألف مواطن ) من الوصول للخدمات الطبية..
وفي دراسة أصدرها معهد الإعلام والسياسات الصحية الفلسطينية وصلت نسخة من نتائجها لمكتب الجزيرة، جاء فيها : إن الجدار الفاصل سيتسبب في تدمير الجهاز الصحي الفلسطيني بشكل كامل، في حال الانتهاء من بنائه..نظراً لتركز الخدمات الطبية في المدن والتجمعات السكنية الكبيرة.. وأضافت الدراسة : أن (40 %) من التجمعات الفلسطينية تتأثر بالجدار الفاصل، بالإضافة إلى أن (20 %) من الأطفال الفلسطينيين يتوفون بسبب الجدار الفاصل والحواجز المنتشرة في أنحاء الضفة الغربية.. وأحصت الدراسة الفلسطينية وفاة (55 امرأة على الحواجز) خلال سنوات الانتفاضة الثلاث الماضية، وأن الجدار سيعزل (22 تجمعاً فلسطينياً صغيراً ) في المرحلة القادمة.. بالإضافة إلى أن (50 % ) من العيادات الصحية الأولية سيتم عزلها، وستواجه صعوبات في تقديم الخدمات لجمهور المرضى، ويبلغ عددها (46 عيادة) عزلت لغاية الآن..
|