* الرياض - واس:
أكد صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية أن الجدار الفاصل الذي أنشأته إسرائيل لا يشكل عزلا للفلسطينيين فحسب ولكنه يقف عائقا أمام جميع المبادرات والحلول السلمية المطروحة لايجاد حل عادل للنزاع في خطوة أحادية الجانب تجعل من الصعوبة بمكان التوصل لأية تسوية مستقبلية اضافة الى كونها تفرض واقعا جديدا على الارض من شأنه زيادة تعقيد الاوضاع واضافة أعباء جديدة على القضايا الجوهرية القائمة في النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي.
جاء ذلك في البيان الصحفي الافتتاحي للايجاز الصحفي الدوري الذي عقده سمو وزير الخارجية في مقر وزارة الخارجية بالرياض أمس وفيما يلي نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
في اطار المداولات الجارية في محكمة العدل الدولية حيال الوضع القانوني للجدار الفاصل الذي انشأته إسرائيل بالضفة الغربية المحتلة القت المملكة بيانها القانوني أمام المحكمة مع بداية المداولات حيث اكدت من خلاله على عدم شرعية الجدار وكونه يشكل انتهاكا صارخا لاتفاقية جنيف الرابعة وجميع القرارات والمواثيق الدولية ذات الصلة.
ان هذا الجدار لا يشكل عزلا للفلسطينيين فحسب ولكنه يقف عائقا أمام جميع المبادرات والحلول السلمية المطروحة لايجاد حل عادل للنزاع في خطوة احادية الجانب تجعل من الصعوبة بمكان التوصل لأية تسوية مستقبلية اضافة الى كونها تفرض واقعا جديدا على الارض من شأنه زيادة تعقيد الاوضاع واضافة أعباء جديدة على القضايا الجوهرية القائمة في النزاع الفلسطينى الإسرائيلي.
وفيما يتعلق بالعراق ترحب المملكة بالنتائج التي تمخض عنها المؤتمر الخامس لدول الجوار الذي عقد بالكويت مؤخرا حيث جاءت مشاركة العراق للمرة الاولى لتضفي الكثير من الاهمية والايجابية واتاحت الفرصة للتعرف على ما يحتاجه العراق من جيرانه وما يحتاجه جيران العراق منه حيث جرى التأكيد على وحدة الاراضي العراقية واحترام سيادته واستقلاله وحق الشعب العراقى في تقرير مصيره ومستقبله السياسي.
وأكدت دول الجوار على استعدادها لدعم ومساندة كافة الجهود الدبلوماسية والسياسية الهادفة الى تحقيق الاهداف المأمولة لتمكين العراق من ممارسة دوره الايجابي كعضو فاعل في المجتمع الدولي وبناء علاقات ايجابية مع جيرانه يسودها الود والاحترام والسلام وفق قواعد القانون الدولي والالتزام بالمواثيق الدولية.
وكانت لمشاركة ممثل الامم المتحدة في مؤتمر دول الجوار أهمية في التأكيد على محورية دور الامم المتحدة في العراق وخاصة في المرحلة الانتقالية بما في ذلك نقل السلطة للشعب العراقي وتمكينه من استعادة حقوقه وسيادته الكاملة على أراضيه في اطار وحدته الوطنية.
وفي إطار الزيارات الرسمية التي شهدتها المملكة مؤخرا استقبلت القيادة السعودية فخامة رئيس الجمهورية اليمنية الشقيقة الرئيس علي عبدالله صالح في زيارة رسمية تم خلالها بحث جوانب العلاقات الاخوية في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والامنية اضافة الى استعراض الاوضاع الراهنة في المنطقة وتطوراتها وتنسيق الجهود من اجل تفعيل العمل العربي المشترك وتطوير آلياته.
كما استقبلت المملكة فخامة الرئيس محمد حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية في إطار التنسيق والتشاور المستمرين بين بلدينا الشقيقين تجاه العلاقات الثنائية والقضايا العربية والدولية حيث اتفق الجانبان على تقديم ورقة مشتركة لمجلس الجامعة العربية المقبل بشأن اصلاح الوضع العربي تهدف الى تحقيق الطموحات العربية وبما يتفق مع مصالحها وقيمها ويلبى احتياجاتها وخصوصيتها.
كما اتفق الطرفان على عدم قبول فرض نمط اصلاحي بعينه من الخارج وذلك على اعتبار ان مستقبل المنطقة العربية هو شأن عربي يقرره ابناء الامة العربية وحدهم انطلاقا من تراث وتاريخ الامة العربية والاسلامية العريق الذي وضع الأسس للحضارة الدولية المعاصرة.
وبدون أدنى شك فإن تحقيق الاستقرار في المنطقة يستلزم ايجاد حلول عادلة ومنصفة لقضايا الامة العربية والاسلامية وعلى رأسها القضية الفلسطينية واستتباب الاوضاع في العراق الذي من شأنه المساهمة في دعم الجهود العربية الحثيثة نحو الاصلاح وتحقيق التنمية والتطور والازدهار لجميع دولها.
بعد ذلك اجاب سمو وزير الخارجية على اسئلة الصحفيين حيث اوضح في رده على سؤال عن رأيه فيما يسمى (مشروع الشرق الاوسط) قائلاً:
لم تأتينا تفاصيل لهذه الافكار ولا أستطيع ان أتحدث غيبيا عن هذا الموضوع حتى تتضح الامور لنا وسيكون لنا رأي بلا شك في ذلك.. وهذا الامر يخص الدول العربية جميعها إلا ان هناك ثوابت اساسية هي ان تطوير الشرق الاوسط من الناحية الاجتماعية او السياسية هو شأن دول الشرق الاوسط.. وفرض أي اوضاع على دول المنطقة غير مقبول.. كما ورد في البيان الذي اذيع بالأمس عن لقاء القيادة السعودية والرئيس حسني مبارك.
وفي اجابة عن تساؤل في اطار البيان المشترك السعودي - المصري أمس هل هناك تحرك ثنائي سعودي - مصرى على مستوى القيادة لبلورة موقف عربي واسلامى حيال رفض اى نمط اصلاحي من الخارج قال سموه:
بالنسبة للوضع العربي اتفق على تقديم ورقة مشتركة لمجلس الجامعة المقبل وفرض نمطية معينة على الدول العربية والاسلامية شيء رفضته القيادة.
وردا على استفسار عما ورد في محاضرة لسمو وزير الخارجية ألقاها مؤخرا في بروكسل فيما يختص بتصور سموه لسبل تعزيز التوافق بين العالم العربي والاسلامي مع الغرب قال سموه: أرجو أنه ليس لازم أن اشرح كل محاضرة ألقيها في مجتمع صغير.. ولكن الذي أعتقد ان ما يجب ان نعمله هو زيادة التفاهم حول اوضاعنا وترك الصور النمطية عن بعضنا البعض وبناء علاقات مبنية على المصالح وليس عن طريق فرض الهيمنة او ان كل منا يحاول أن يغير الآخر ليصبح مثله.. بل ان تكون هذه العلاقة مبينة على قبول التنوع واحترام التاريخ والحضارة لكل منا للآخر.. وعن طريق هذه الإجراءات سيكون هناك اتفاق على قيم مشتركة ومستقبلية وهذا ما يجمع الناس ولا يفرقهم.. اما امور الفرض وابقاء الصور النمطية عن منطقتنا انها لا تستطيع ان تحل مشاكلها بنفسها وانها ليس عندها معرفة حتى بمشاكلها لتقوم بحلها فهذا منظور خاطئ عن المنطقة وهذا ما يجب ان يتغير لتكون هناك علاقات جيدة بيننا.
وتعليقا على سؤال حول أنباء عن نية ثلاثة اشخاص (كندي وبريطانيين) افرج عنهم قبل اشهر بعد ان شملوا بعفو ملكي رفع دعوى يزعمون فيها تعرضهم للقسوة قال سموه:
أولاً: هذه الدعاوى كيف يمكن يقييمها, إلا بأنها غير محقة.. لانه قد اطلق سراحهم بعد ان جاءت طلبات من عوائلهم لخادم الحرمين الشريفين ووفقا لضوابط الشرع الاسلامى عندما صدر الحكم عليهم..عفي عنهم واطلقوا.. وجاءنا شكر منهم ومن اسرهم.. أما الان فقيامهم بدعاوى في هذا الإطار لا ادري ان كان هو نابع منهم.. ولكن هناك تيار في الغرب بأن المحامين يتوخون هذه المشاكل لكسب مادي.. وللأسف هذا شيء متعارف عليه.. فالدعوى غير جادة في نظرى ولن تقبل في المحاكم.. واملنا كان انهم لا يقومون بهذه الإجراءات لأن في الحقيقة المملكة تعاملت معهم بكل عطف ورعاية لاوضاعهم ولاوضاع عائلاتهم.
وردا على سؤال عن الافكار التي تبلورت لدى القادة العرب قبيل القمة العربية المقبلة من جهة الوضعين الفلسطيني والعراقي.
ومن ناحيه ثانية لجهة إصلاح الوضع العربي الداخلي (البيت العربي) خاصة ان هناك عدة مبادرات عربية لاصلاح الجامعة العربية قال صاحب السمو الملكي الأميرسعود الفيصل: الذي استطيع ان أتحدث عنه هو مواقف المملكة العربية السعودية.. نحن نعتقد ان هذا المؤتمر مهم للغاية لان هناك القضايا التي يخدمها هذا المؤتمر وهي تمر بمراحل في غاية الدقة سواء فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية أو الوضع في العراق.
واضاف سموه قائلاً: هناك مشروعات لاصلاح الوضع العربي تعد غاية في الاهمية والدقة وكما ذكرت في بداية هذا اللقاء أن هناك ورقة مشتركة سعودية - مصرية ستقدم لهذا المؤتمر تحدد الافكار التي تخالج اذهان القيادة في البلدين.. نأمل أن تنجح هذه القمة في معالجة هذا القضايا المهمة وتضع أسسا ومرتكزات للنهضة العربية. وعن اعلان سموه في باريس عن احياء اللجنة الخاصة بحشد الدعم والتأييد لمبادرة سمو ولى العهد التي اقرت في قمة بيروت وهل توجد آليات تضمن استمرار عمل هذه اللجنة التنفيذية لاستمرارية المبادرة اجاب سموه:
اللجنة هي الالية لتنفيذ قرار القمة وستقوم بواجبها وستلتقى في القاهرة الاسبوع المقبل والدول العربية الاعضاء في هذه اللجنة أجرت اتصالات كثيرة في المحيط الدولي لاعادة احياء هذه المبادرة ليس فقط هذه المبادرة في حد ذاتها ولكن لإحياء خارطة الطريق.. وتسعى الى التعاون مع اللجنة الرباعية التي تشرف على خارطة الطريق ودفعها تجاه السلام مرتكزة على ما يحدث في المجتمع الفلسطيني و الإسرائيلي من جهود لهذه المجتمعات المدنية على سبيل المثال ما حدث في جنيف.. ووجود هذا التحرك سواء على الجانب المدنى سيزيد من زخم الاتجاه نحو السلام.. وفي نظرنا أن هذا الزخم لم يؤد الى ايقاف المساعي الاسرائيلية لوقف التغيير على الارض لما يقوم به وان نجح التغيير على الارض سيكون الوضع قابل للرجوع الى مرحلة ما كان عندما كانت المفاوضات قائمة.
وعن صحة التقارير التي تحدثت عن تفعيل المبادرة العربية وامكانية (حق العودة او التنازل) وذلك خلال جولة سمو وزير الخارجية في اوروبا اجاب سموه: هذا قرار من الامم المتحدة بالعودة أو التعويض يدعوا الى الوصول الى ذلك عن طريق المفاوضات وهو يعالج عن طريق الفلسطينيين اما الحق فلا منازعة فيه.. نحن نؤيده بالكامل وهو وارد في مبادرة القمة العربية كعنصر اساسي من شروط السلام في الشرق الاوسط. وقال سمو الأمير سعود الفيصل في اجابته عن سؤال حول التنسيق الثلاثي في المنطقة بين الرياض والقاهرة ودمشق ومدى تحفظ دمشق ازاء مشروع الشرق الاوسط الجديد قال: لا ليس هناك تحفظات ويمكن ان تفاجأ انها تقدم المبادرة بالشكل الثلاثي..كل ما حدث هو ان دمشق لم يتم الاجتماع مع المسؤولين.. ولكن هي موافقة على هذه الافكار وفي اعتقادي انه من الممكن ان توقع على نفس الوثيقة وتقدمها. وتطرق سموه في رده على سؤال لمستوى العلاقات الثنائية بين المملكة واذربيجان قائلاً: نعتبر اذربيجان بلدا صديقا نعتز بعلاقاتنا الطيبة معه وهناك ارادة سياسية بين البلدين لتطوير هذه العلاقات وهذا ما نحن ساعين فيه.
وفي سؤال عن موقف المملكة من تأجيل الانتخابات في العراق ومساندتها لموقف الامم المتحدة الذي يساند الموقف الامريكى بعدم اجراء انتخابات قبل نقل السلطة قال سموه:
هذا الموضوع داخلي عراقي.. ونحن ندعوا لاستقلاله وسيادته على اراضه ومن اولويات السيادة أن يكون قادرا على أن يحدد موعد ووسيلة الانتخابات في العراق, وعن ما يسمى بالجدار الحدودي بين المملكة واليمن وما تم الاتفاق عليه خلال زيارة الرئيس اليمني مؤخرا للمملكة من تدابير امنية مشتركة في مناطق الحدود بين البلدين أوضح سموه انه ليس هناك جدار وان هذا ما اكده الجانبان وقال:
أما موضوع الاتفاق على ايجاد دوريات مشتركة بين البلدين وضبط الحدود لمصلحة البلدين من التهريب وغير ذلك من المسائل التي يمكن ان يكون لها ضرر على البلدين فكان هناك اتفاق كامل بما يجب ان يتم لحفظ سلامة الحدود بين البلدين وكان الاجتماع متسما بالودية الكاملة والشفافية التامة والتوافق التام في الوقت نفسه
وتعليقا على سؤال عن عدم مشاركة المملكة وبقية الدول العربية في الاجتماع الرباعي الذي عقد مؤخرا في الرباط لايجاد منطقة تجارة عربية حرة تضم مصر وتونس والاردن والمغرب خاصة مع تحمس المملكة لمشروع منطقة التجارة الحرة العربية قال سموه: قيام مثل هذه الاتفاقيات بين مجموعات الدول العربية لن يكون منه الا الخير.. ونحن نتمنى ان يشمل هذا الاتفاق الامة العربية كلها.. أما بالنسبة لموقف المملكة فالاتفاقيات الثنائية التي بيننا سواء مع المغرب او مع مصر نحن ساعون الى هذا ونشجع أية خطوة في هذا المجال سواء حصل ثنائيا او جمعا.
واكد صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل في رده على سؤال عن اجتماع وزراء الخارجية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أكد ان الاجتماع سيعقد في موعده وسيكون محوره ما هو معروض على مجلس الجامعة العربي بالنسبة لتصحيح الوضع العربي وقال: أرى عائقا في اننا سنصل الى رؤى مشتركة في هذا الموضوع وهذا ما تعودنا عليه في مجلس التعاون.. ان نبحث كل الامور ونصل الى اتفاقات حولها. وفي إجابته عن سؤال حول مشروع سعودي - مصرى لاصلاح الجامعة العربية شرح سموه : بأن هناك فرقا بين موضوع اصلاح الوضع العربي الذي فيه ورقة سعودية مصرية مشتركة مقدمة وبين موضوع اصلاح الجامعة العربية مبينا ان اصلاح الجامعة هو مشروع مقدم من الجامعة العربية لدارسته في القمم السابقة التي احالته بدورها لمجلس الجامعة لاعداد تقييم نهائي حوله ورفعه للقمة المقبلة
وقال سموه: الجامعة العربية هي بيت العرب وهي الاداة لتنفيذ السياسة العربية المشتركة وبالتالي كل ما يقويها ويمكنها من القيام بهذه الاداء كلما اصبحت قادرة ان تحقق المصالح العربية في الاجراءات التي تتخذها.
وعن زيارة وزير الخارجية السوداني للمملكة وسعى السودان لاستقطاب موقف محدد من المملكة لدعم التسوية السياسية في السودان قال سموه:لا يحتاج الجهد لاستقطاب جانب المملكة لمصالح السودان.. فهي مؤمنة بهذا العلاقة التاريخية بين البلدين كجوار وعلاقات انسانية وبشرية خلف هذا وذاك وتوافق سياسي على مستوى القادة.. فالعلاقات في كل جوانبها جيدة وكان محور الزيارة هو البناء على هذه الرواسخ والقواعد في العلاقات ليكون هناك امكانية لتنفيذها وخلق الآليات لتنفيذ الطموحات في الجانب الاقتصادي او في الجانب السياسى والاجتماعى بين البلدين . وفي رده على سؤال عن مدى التباين بين مشروع الاصلاح العربي والاصلاح الخارجى أكد سموه مجددا انه لم يصله اى مشروع اصلاح خارجى وقال : لكن الدول العربية تقوم بالاصلاحات التي ترتكز على مصلحة شعوبها وما يحققه من رفاهية واستقرار وحقوق المواطن في شعوبها وبالتالي منبعها داخلي.. اما الشروط التي تأتي من الخارج في الاصلاح او في غير الاصلاح فهي غير مقبولة.. اذ كان هناك تعاون بين الدول في مجالات مختلفة هذا ما يأتي الا عن طريق الصداقة والتفهم.. أما الاملاء في أي مجال من المجالات لا يمكن ان تفقده هذه الدول ولا يعبر حتى عن الصداقة
|