* نيويورك - أدنبرة - الوكالات:
اتهمت الولايات المتحدة بعض العراقيين أمس الثلاثاء برفض التعاون في عمليات البحث عن أسلحة دمار شامل محتملة في العراق.وقال السفير الأمريكي في الأمم المتحدة جون نيغروبونتي في مجلس الأمن: إن (عراقيين يرفضون التعاون في هذا المجهود الذي يقوم به الخبراء. لكن الخوف من أعمال انتقامية يمكن ان يعرقل تعاون عراقيين آخرين).
وأضاف ان (مسؤولين أقاموا علاقات وثيقة مع نظام صدام حسين عازمون على ما يبدو على تجنب أي تعاون).
وأوضح أن البحث عن أسلحة دمار شامل عقّده (التدمير المنهجي للوثائق وأجهزة الكومبيوتر) في بعض المنشآت العراقية فور انتهاء المعارك العام الماضي, وتتعرض الولايات المتحدة وبريطانيا لانتقادات دولية بسبب مبالغتهما في تضخيم خطر أسلحة الدمار الشامل في العراق التي أدى احتمال وجودها إلى شن الحرب، علماً أن أياً من تلك الأسلحة لم يعثر عليه حتى الآن.
من جهة أخرى أكد الرئيس السابق لمفتشي الأمم المتحدة هانس بليكس خلال مؤتمر عقد في أدنبرة ان تبرير الحرب على العراق الذي كان يستند كما تقول واشنطن ولندن إلى وجود أسلحة دمار شامل، (لا أساس له).
وأضاف أمام ألف شخص في جامعة أدنبرة في إطار مؤتمر حول (وسائل خفض انتشار أسلحة الدمار الشامل في العالم): ان (العملية العسكرية تكللت بالنجاح لكن مبررها كان خاطئا), وقال (ان مبرر الحرب -وجود أسلحة دمار شامل- لا أساس له).
وأشار بليكس الذي ترأس لجنة دولية مستقلة حول أسلحة الدمار الشامل أنشئت بمبادرة من الحكومة الدنماركية، إلى انه لم يعثر على أي من هذه الأسلحة قبل شن الحرب على العراق في 20 آذار - مارس 2003م ولا حتى منذ ذلك الحين.
وأكد بليكس ان الولايات المتحدة، بشنها الحرب على العراق، (تجاهلت وجهة نظر الأكثرية) في مجلس الأمن، فنتج عن ذلك (فقدان شرعية) هذه الحرب.
وأوضح ان (الولايات المتحدة التي كنا نتوقع منها دعم وترسيخ قواعد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة أوجدت، من وجهة نظري، سابقة بتجاهلها وإقدامها على نسف هذا الميثاق من خلال نفاد صبرها ومن دون مساندة مجلس الأمن), وأضاف (نتيجة ذلك اهتزت مصداقيتها وتأثرت سلطة مجلس الأمن)، لأن الأمم المتحدة هي (أهم كنيسة متعددة الأطراف في القرية الكونية)، كما قال بليكس الذي اتهمه مراراً بعض أعضاء الإدارة الأمريكية بأنه يريد إغراق الأمم المتحدة.وقد طلبت أحزاب المعارضة من لندن وواشنطن تبرير عدم العثور على أسلحة الدمار الشامل، فأعلنتا عن تشكيل لجان للتدقيق في المعلومات التي جمعتها أجهزة الاستخبارات.
|