* بغداد - د.حميد عبدالله:
قالت مصادر سياسية كردية إن إسرائيل تسعى إلى إسكان إعداد كبيرة من اليهود في شمال العراق في الشريط الحدودي المشترك بين العراق وسوريا مروراً بمدينتي تلعفر والموصل العراقيتين.
وافادت تلك المصادر أن المساحة التي اشترتها إسرائيل تقدر بأكثر من 200 كم مربع لتسيطر من خلالها على الطريق التاريخي الممتد من الموصل وحتى الحدود السورية مستغلة الوضع الاقتصادي الصعب لسكان مخيم مخمور القريب من تلعفر، ومعظمهم من التركمان لتشتري أراضيهم عن طريق بعض السكان المحليين المتعاونين مع قوات الاحتلال الأمريكي حيث قدمت أسعاراً مغرية للسكان التركمان مقابل أراضيهم الأمر الذي عجل بإتمام الصفقة وبنجاح.
ولفتت المصادر إلى أن الصفقة كانت جزءا من أهداف الاحتلال الأمريكي للعراق حيث كثفت القوات الامريكية من وجودها بتلك المنطقة فور احتلالها للأراضي العراقية وحولتها إلى قاعدة عسكرية استوعبت نحو 17 ألف جندي أمريكي لتتمكن من فرض سيطرتها عليها وإغلاقها بوجه العراقيين لتسهيل عملية إتمام الصفقة من غير أن يذاع أمرها ولاتنتشر بين السكان المحليين مشيرة إلى أن من بين أهم أهداف إسرائيل من وراء هذه العملية هو إسكان أكثر من 150 ألف يهودي في هذه المنطقة للسيطرة إلى خط أنابيب بترول كركوك (يمورناليك) الذي كان ينقل نفط الشمال العراقي إلى الموانئ التركية والمتوقف بسبب الهجمات المتكررة عليه من المقاومة العراقية حيث يمر هذا الخط عبر منطقة تلعفر، موضحة أن إسرائيل بالتنسيق مع القوات الامريكية تريد أن تفتعل حالة من الفوضى في المناطق التي يمر بها أنبوب النفط الاستراتيجي وبالتالي إلغاء العمل به تماماً بدعوى عدم صلاحيته لنقل النفط لاسباب أمنية يصعب معالجتها وتشغيل خط الموصل حيفا كبديل عنه( خاصة وأن الولايات المتحدة وإسرائيل قد أعدتا دراسة مفصلة عن جدوى تشغيل خط نفط موصل حيفا أشارت فيه إلى أن الخط يحتاج إلى ثلاثة مليارات دولار لصيانته وتأمين الحماية له وتشغيله مجدداً لنقل النفط العراقي إلى إسرائيل.
وكشفت المصادر أن إسرائيل قد نقلت بالفعل 50 عائلة يهودية إلى المنطقة على أن تنقل 100 ألف آخرين خلال السنوات القادمة لافتة إلى أن الممر المهم الذي تسعى إسرائيل لاحكام السيطرة عليه حالياً هو الطريق الممتد من تلعفر إلى الموصل وحتى الحدود مع سوريا لتأثير هذا الطريق على التجارة بين العراق وتركيا خاصة بعد افتتاح البوابة الحدودية الثانية بين البلدين والمعروفة ببوابة (اوفاكوي) حيث يمر الطريق المؤدي إلى العراق من هذه البوابة في المنطقة التي اشترتها إسرائيل كما أن هذا الطريق يعتبر اقصر الطرق التجارية بين بغداد وانقرة.ويذكر أن الأراضي التي اشترتها إسرائيل تعد حدوداً للخريطة التي يطالب بها الأكراد لاقامة إقليم كردستان كما يخطط لذلك الأكراد (وفيما تصل حدود الخريطة التي رسمها الزعماء الأكراد حتى جنوب مدينة دهوك بمسافة 10 كيلومترات فان شراء إسرائيل لهذه الأراضي سيجعل حدود الفيدرالية الكردية تمتد حتى مسافة 50 كيلو متر جنوب دهوك لتشمل منطقة تلعفر.
وواضح أن إسرائيل تريد من هذه المنطقة أن تبقى منطقة نزاعات مسلحة لاستنزاف القوى الإقليمية المحيطة بشمال العراق كسوريا وايران وإحداث فوضى في دول الجوار بإشراف أمريكي إسرائيلي.
|