* موسكو- سعيد طانيوس:
ألمح اثنان من المرشحين لمنصب الرئاسة في روسيا، الى احتمال انسحابهما من المعركة الرئاسية احتجاجا على تسخير اجهزة الدولة ووسائل الاعلام الرسمية للترويج لحملة اعادة انتخاب الرئيس الحالي فلاديمير بوتين لولاية رئاسية ثانية.
فقد اعلنت ايرينا خاكامادا ,المرأة الروسية الوحيدة التي رشحت نفسها للرئاسة في مواجهة بوتين انها لا تستبعد ابدا اضطرارها للانسحاب من المعركة الرئاسية التي وصفتها بغير المتكافئة, وقالت في بيان اصدرته اليوم: ان حملة الانتخابات الرئاسية الراهنة تتسم بالكذب والخداع يوما بعد يوم وتبتعد عن القانونية والنزاهة مع اقتراب موعد الانتخابات المقررة في 14 مارس - اذار القادم, ودعت المرشحين الاخرين من المعارضة, الشيوعي نيكالاي خاريتونوف, والوطني سرغي غلازوف، الى التفكير معها بالانسحاب من هذه المعركة الانتخابية التي لا تتوفر فيها شروط المبارزة الشريفة والفرص المتكافئة للمرشحين على قدم وساق, حسب قولها.
وكانت لجنة الانتخابات المركزية قد رفضت مذكرة تقدم بها خاريتونوف وخاكامادا طالبا بها بان تغطي وسائل الاعلام الرسمية حملتيهما الانتخابيتين, بنفس القدر من الوقت الذي منحته هذه الوسائل الاعلامية لنقل الخطاب الذي القاه بوتين الاسبوع الماضي بنحو 300 من الناشطين في حملته الانتخابية مباشرة على الهواء, او اعتبار هذه التغطية الاعلامية غير قانونية مع ما يترتب على ذلك من تبعات على المرشح الذي خصصت لصالحه.
وكانت يانا دوبايكوفسكايا, مديرة الحملة الانتخابية للمرشح المعارض سرغي غلازوف قد اعلنت بدورها انه يفكر جديا في الانسحاب من هذه الحملة الانتخابية, بسبب تهرب السلطة التي يرأسها بوتين من اجراء حوار بنّاء ولجوئها الى استخدام التكنولوجيات القذرة ضد منافسيه والضغط على الناخبين بكل الوسائل والسبل من اجل التصويت له ,معتبرة ان هذه الامور تفقد الانتخابات معناها وديموقراطيتها وتبعد المواطنين عن المشاركة في بناء الدولة والسلطة التي يرغبون بها.
ومع ان استطلاعات الرأي تعطي بوتين حظوظا مطلقة بالفوز بهذه الانتخابات ,اذ تشير الى ان اكثر من 70 بالمائة من الناخبين سيصوتون له، الا ان انسحاب مرشحي المعارضة من المعركة الرئاسية من شأنه ان يفقد هذه الانتخابات شرعيتها, ويجعل من انتخاب بوتين لولاية ثانية امرا غير ديموقراطي في نظر الزعماء الاوروبيين الذين يتهمونه بالتفرد بالسلطة ومحاولة بث الروح في النظام التوتاليتاري البائد.
|