بنى (غسان تويني) امبراطوريته الصحفية (النهار) في بيروت بعد تضحيات كبيرة وجهود عظيمة استمرت عشرات السنين محققا حلم والده (موزع الصحف)..
وبعد أن حقق (غسان) نجاحات مدهشة في دنيا الصحافة.. وبعد أن تقدمت به السن رأى أن يرتاح من تعب المهنة الشاقة اللذيذة وأن يكتفي بكتابة عمود صحفي.
ترك رئاسة التحرير لابنه (جبران).. وغادر المبنى الضخم الذي شيده بجهده لسنوات.. وبقي في مكتب فرعي بعيداً عن الدار الصحفية العملاقة التي بناها طوبة طوبة.. وشهد مراحل نجاحها عاماً بعد آخر.
كان تصرفاً مثيراً للاستغراب والدهشة..!
(غسان تويني).. برر تصرفه بأنه أراد أن يُشعر الجميع بأنه سلم الجريدة فعلياً لابنه (جبران) وأنه بات المسؤول الأول الذي يمارس صلاحياته دون مرجع يعود اليه في كل شاردة وواردة.. وحتى لا يشعر موظفي الدار ان (غسان تويني) مازال على رؤوسهم..!
رؤساء التحرير حين يتقاعدون.. يكتفون بعمود صحفي.. فتويني وجهاد الخازن ومصطفى أمين فعلوا ذلك.. وهذا يوحي بأهمية العمود الصحفي الذي نتمنى أن يقدره الكثيرون ممن يعبئونه بأي شيء.. وكل شيء عدا هموم الناس وقضاياهم.
|