في الوقت الذي انعقد مؤتمر ميثاق التضامن الإسلامي في جدة انطلقت حناجر خطباء المساجد في القاهرة يوم الجمعة الماضية للإشادة بدعوة الفيصل الإسلامية ومواقفه الصلبة من أجل دعم روابط العقيدة السمحة كعروة وثقى برزت نتائجها في اللقاء الأخوي بين الزعيمين العربيين الفيصل والسادات.. وعناقهما الصادق بالمحبة وتعميق الثقة التي كادت تقتلعها من نفوس زعماء العرب وشعوبهم مبادئ الضلال المستوردة إلى أن قيض الله لها في مصر سيادة الرئيس أنور السادات حيث قام على تصحيح منهج السياسة المصرية كما عبر عن ذلك خطيب جامع الأزهر الشريف أمام المصلين ورددت أصداءه في العالم العربي موجات الأثير معبراً عن معنى اللقاء الأخوي من كونه امتداداً لدعوة الفيصل للتجمع الإسلامي في تجرد ويقين، لقد ردد أمام الأزهر الشريف تلك الأقوال عدة مرات مدللا على تجاوب الشعب المصري للتغيرات الجديدة بالاطاحة بركائز الشيوعية المحلية الذين تذيلوا لزعمائها في العالم ووضعوا من أنفسهم أدوات طيعة لتنفيذ أغراض أربابها في إحداث الانقلابات الثورية الضارة والعمل على بث الأحقاد البغيضة واثارة الخلافات بين طبقات الشعب في كل بلد عربي حتى توجد الثغرات التي تنفذ منها مبادئهم الشريرة.
لقد انتزعت السلطة الجديدة في مصر من أبناء الكنانة عوامل البغضاء ودوافع الحسد وأسباب النزاع الطبقي الذي حشدت لخلقه بينهم وسائل الإعلام منذ عدة سنوات مضت إلى أين انبسطت نفوسهم رضا وانشرحت صدورهم للايمان بالله في أعقاب نبذ مبادئ الالحاد التي كادت تعصف باستقرارهم وتقضي على تآلفهم كشعب واحد يقتضيه الواقع التكاتف والتعاضد.
إنه حقا لتوافق عظيم أن يصادف استقبال الشعب المصري للعاهل المفدى بفرحته الغامرة بالقاهرة غبطة مدينة جدة باحتضان ميثاق التضامن الإسلامي.
لقد لقي أعضاؤه ترحيباً صادقاً من المسؤولين في حكومة وشعب صاحب الجلالة الملك المعظم للايمان المخلص بجدوى هذه الروابط الإسلامية بل وضرورتها لمستقبل البشرية جمعاء.. لقد عبر عن حرارة الاستقبال صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن عبدالعزيز عند افتتاحه للمؤتمر محييا الوفود الذين تربطهم بهذه الديار المقدسة أوثق العرى وأمتن الروابط ولقد رحب بهم سموه كإخوة مسلمين وممثلين بارزين لأمة الإسلام.
إنه حقا يندر أن تجود الأيام في هذا العصر بالذات أن يحتفل أكبر بلدين لهما مكانة الصدارة في العالمين الإسلامي والعربي بهذه المواكب الإسلامية الرائعة في وقت واحد.
لقد عبر ملايين من أبناء الشعب المصري من القاعدة إلى القمة عن صدق المفهوم لحقيقة المسيرة التي يقودها كل من جلالة الملك فيصل وسيادة الرئيس أنور السادات بعد تنقية الأجواء وغربلة الصفوف من عوامل الهدم ومفرقي الشعوب.
إنها بودار الانتصار لعزة الإسلام وسحق المارقين على الدين ومبادئه السليمة.
|