تعليقاً على زاوية بالدربيل:
لا تعمم ما صادفك من مراقب على كل العاملين في البلديات

سعادة - رئيس تحرير صحيفة الجزيرة الموقر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعقيباً على ما كتب في يوم الثلاثاء 19-12-1424هـ في العدد 11457 في زاوية (بالدربيل) حول الوضع في البلديات الفرعية، وتعقيد معاملات المراجعين.
بدون مقدمات، ولا (واسطات) ندخل بالموضوع يقول الكاتب:( كل شيء تغير وتطور ماعدا مراقبي البلديات). أستغرب أيما استغراب أن يكون كاتب تلك المقالة على دراية بما حوله أو على علم بأحوال الموظفين الذين يعملون بجد وأمانة من آخرين مهملين، أوكما وصفهم الكاتب (همهم تعقيد خلق الله) ويستطرد قائلا:( ومن يوم تجيب واسطة لواحد فأمورك متسهلة ويا زينها)..
وأنا اقول له: اذكر لي جهازا واحدا من أجهزة الحكومة أو وزارة أو حتى إدارة واحدة ما تنفع فيها الواسطة.. فلماذا البلديات بالذات؟!!
اذا كانت لديك مشكلة شخصية مع بلدية فرعية، فليس من العدل أن تعمم الفساد على جميع الموظفين في كل البلديات الفرعية!!
وبعدين تقدر تقول لنا ما هو الشيء اللي يسوى والشيء اللي ما يسوى في معاملات البلدية؟
وهل أنت على دراية كاملة في الرقابة حتى تحكم على أن هذا العمل يسوي من يعقد خلق الله عليه وذاك العمل ما يسوى؟
يا عزيزي لا تجازف بالحكم على إدارات كاملة، وعلى عدد كبير جداً من الموظفين الذين يحملون مسمى (مراقبين) من خلال تعاملك مع واحد منهم لم يسيّر معاملتك حسب رغبتك أنت وليس حسب النظام والقانون!! والمضحك المبكي في مقال الكاتب أنه علق سبب عدم (تطور) البلديات إلى عدم تعيين جامعيين في هذا المجال والاقتصار على خريجي المعاهد الفنية والصحية..
اذا كنت تدري فتلك مصيبة وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم..
فبِالله عليك ماذا يعرف أي جامعي - مهما كان تخصصه - تخرج من إحدى جامعاتنا (الثماني) عن الاشتراطات الصحية المتطلبة في المطاعم مثلاً او البقالات او صوالين الحلاقة.. إلخ.
هل الأفضل أن نتعامل مع موظف يحمل دبلوما متخصصا أو موظفا جامعيا وبس؟!!
ولا يهونون المراقبين الفنيين الآخرين في قسم المساحة أو الإنشاءات أو غيرها، فكليات الهندسة في كل جامعاتنا لا تخرج مراقبين بل مهندسين فقط، وأعتقد أنك تستطيع أن تفهم الفرق بينهما.
لماذا لا تزال عند البعض عقدة الجامعي؟!!
وهل اختفت العوائق والتعقيدات في المعاملات التي عند الموظفين الجامعيين؟!
أنا شخصياً لا أعتقد ذلك. وإذا أصبح كل الخريجين جامعيين، فمن سيقبل بالمهن التي لا تحتاج لمؤهل جامعي؟!!
يا عزيزي في كل دول العالم (المتحضر والمتقدم) لا يشغل مثل هذه الوظائف الجامعيين، بل توصلوا بفضل تقدمهم وتطورهم إلى أنهم بحاجة لمتخصصين وليس لجامعيين، نعم استطاعوا أن يؤهلوا خريجي الثانوية بدراسة دبلوم لمدة سنتين في تخصص محدد، بعدها يخرج موظف يتقن تماماً ما يقوم به. ونحن- ولله الحمد- في هذا البلد المعطاء وبناء على توجه الدولة في الخطط الخمسية (الخامسة والسادسة) في التركيز على التعليم الفني لسد احتياجات البلد من هذه الوظائف. قامت المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني بالتوسع في المعاهد الفنية، وكذلك في الكليات التقنية لتخريج شباب سعودي مؤهل ومتخصص في مجاله. أنا لست موظفاً في أمانة مدينة الرياض، ولا في أي بلدية فرعية حتى أدافع عنهم، ولكن الحق أحق أن يتبع.
أعتقد أن الهدف من كتابة المقال - والله أعلم - هو التنفيس عن حرقة في النفس جراء معاملة (ما مشت على هوى صاحبها)، ولو كان الهدف من كتابة المقال هو النقد البناء وإسداء النصيحة للمسئولين بمقترحات قابلة للتنفيذ لوجدنا من يتبناها لخدمة الصالح العام، فبدلاً من أن نطالب بتوظيف جامعيين لا يفهمون في المراقبة شيئا لمجرد أنهم جامعيون، لماذا لا نطالب المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني بالرفع من مستوى الوعي والثقافة والعلم وكذلك السن للمراقبين؟
أعتقد أن المصلحة العامة تقتضي أن نسأل هذا السؤال: لماذا لا يرفع مستوى المعهد الثانوي للمراقبين الفنيين الى كلية تقنية؟ فبدلاً من تخريج مراقب مساحة أو إنشاءات أو معماري عمره لا يتجاوز 18 سنة، يكون مسؤولاً عن تصاريح بناء العمائر والأسواق والمجمعات السكنية، وغيرها بهذا السن أظن المسؤولية ستكون كبيرة حبتين على بعض شبابنا في هذا العصر، ولذلك يمكن أن يحصل ما كتب عنه صاحبنا بعض الأحيان.
واستثنيت المراقب الصحي من التطوير لأزف البشرى لك أخي الكاتب وكل من له منشأة او مطعم أو محل متعلق بالصحة العامة أن قسم المراقبة الصحية بالمعاهد الثانوية للمراقبين الفنيين، قد تم الأمر بإيقافه وافتتاح قسم بالكلية التقنية لهذا التخصص يعني (تطوير) المراقبين الصحيين وأرجو من محافظ المؤسسة د. علي الغفيص ألا ينسى الأقسام الأخرى في هذه المعاهد وينالها من التطوير نصيب ايضاً.