Wednesday 25th February,200411472العددالاربعاء 5 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

إرهاب التفحيط إرهاب التفحيط

تعليقاً على ما ينشر في (الجزيرة) عن التفحيط أقول: أليس الإرهاب قتل الآخرين بدون حق؟ أليس الإرهاب هو الانتحار؟ أليس الإرهاب إتلاف مال النفس أو الغير هدراً ؟ أليس الإرهاب ترويع الآمنين وإزعاجهم ؟ أليس الإرهاب فساداً فكرياً وخلقيا؟ أليس العبث بالأمن إرهاباً؟
كل ذلك نشاهده في ظاهرة شبابية خطيرة تبلغ ذروتها في مثل هذه الأيام. انها ظاهرة (التفحيط).
لا تكاد تمر بشارع، أو تقف عند مدرسة للبنين او البنات ، إلا وترى من مظاهر التهور والطيش والإجرام مالا يصدقه العقل، من قبل بعض الشباب والمراهقين عن طريق العبث بسياراتهم، أو من اولئك المحتشدين على الأرصفة للمشاهدة.
لا نحتاج إلى أن نتحدث عن أضرار (التفحيط) وما ينتج عنه من مصائب، فكلنا يرى واجهزة الأمن ترصد كم من حادث وقع، وكم من شاب طحنته سيارته وهو (يفحط)، وكم من بريء ذهب ضحية (التفحيط)، وكم من المنشآت العامة والخاصة اتلف نتيجة هذا التهور اما الفساد الاخلاقي فحدِّث ولا حرج، فضلاً عما يحدثه من قلق وازعاج وترويع للقريب والبعيد. ومن اراد أن يسمع ويرى العجائب والمصائب فليزر قسم الحوادث بالمرور، أو الهيئات، أو مغسلي الموتى. وفي مثل هذه الأيام.. يكثر (التفحيط) بشكل لافت للانظار، ولعل السر في ذلك يرجع إلى توافر اسبابه واغراضه في ايام الامتحانات اكثر من غيرها، فهناك وقت فراغ لا يحاسب عليه الشاب أو المراهق من قبل اهله، وسهولة ربط العلاقات المشبوهة مع بعض المراهقين، وفرصة أكبر وأيسر للشهرة والظهور فالجماهير جاهزة والبعض قد يعطي سيارة أيام الامتحانات فقط. والمسؤولية لا تقع على الفاعلين والمخدوعين بقدر ما تقع على الآباء والاهل، عن طريق مراقبة ابنائهم، ومساءلة من يملك منهم سيارة، وعدم ترك من لا يملك سيارة يجوب الشوارع ويصفق على الأرصفة - خاصة المراهقين - فهناك تتلقفهم الايادي المشبوهة واصحاب السلوكيات المنحرفة. والمسؤولية الكبرى تقع على اجهزة الأمن، فهي الاقدر على كبح جماح هذا الارهاب، الاخذ على ايدي المستهترين انفسهم، وعلى ايدي اوليائهم، والحزم في التعامل معهم، وقد رأينا فيما مضى نوعاً من الحزم اتى ثماره، واوقف الكثيرين من ارباب التفحيط عند حدود الاخلاق والادب، حتى كاد هذا الارهاب ينتهي، الا وهو إحالة (المفحط) الى المحكمة الشرعية، ليؤدب بما يستحق. ولكن - مع الأسف - في الآونة الاخيرة رأينا هذا الارهاب يعود مرة اخرى بقوة، وما ذاك الا بسبب التهاون في تطبيق قرار الإحالة الى المحكمة، ثم إيجاد حلول اخرى لا تسمن ولا تغني من جوع، منها: زرع الشوارع التي يكثر فيها (التفحيط) - ب (المطبات)التي تزعج العاقل وتؤذيه، ولا تردع السفيه او تعوقه. فقد رأيت منهم من يتجاوزها وهو بسرعته الجنونية. ان وسائل العلاج والمكافحة يجب ان تبدأ بالفاعلين اولاً، فهم القطب الاساسي في هذا الارهاب، ثم تتناول كل ماله علاقة به. إنه نداء, أظنه رجاء من كل مواطن، نداء الى حارس الامن الاول - وزارة الداخلية - بأن تقف وقفة حزم وجد امام هذا الارهاب، هذا العبث بالأمن، هذا السيل الجارف من الإفساد للاخلاق، والإهدار للارواح والأموال والممتلكات، فهذا هو العهد بها، والله الهادي إلى سواء السبيل.

جبر بن ضويحي الفحام - مدرس في المعهد العلمي بالرياض


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved