(المراجعات) باكورة الإصدارات التوعوية لوزارة الشؤون الإسلامية

تحرص وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد على تسخير كافة طاقاتها وإمكاناتها البشرية والمادية لتنفيذ رسالتها المباركة في خدمة الدين الإسلامي ونشر الدعوة الإسلامية الحقة القائمة على الوسطية والاعتدال وفقاً لما جاء في كتاب الله - سبحانه وتعالى- وسنّة رسوله عليه الصلاة والسلام ومنهج السلف الصالح من الخلفاء الراشدين والصحابة والتابعين ومن سار على نهجهم واقتضى أثرهم من أئمة الدين. وتبعاً لذلك فقد سعت الوزارة إلى تنفيذ مجموعة من الأعمال والبرامج والمناشط الدعوية من ندوات، ومحاضرات، وكلمات وعظية وغيرها مما يصب في تحقيق الهدف الأسمى لهذه الوزارة في تبصير الناس بأمور دينهم ودنياهم، وفي كافة شؤون حياتهم.
واتساقاً مع هذا الدور وهذا الهدف، ومواكبة للأحداث التي شهدتها مدينة الرياض في شهري ربيع الأول، ورمضان الماضيين من العام الماضي (1424هـ) فقد قامت الوزارة بتنظيم سلسلة من البرامج الدعوية متمثلة في المحاضرات، والكلمات الوعظية، والندوات في المساجد والجوامع، إلى جانب خطب الجمع التي غطت في غالبيتها خلال الأشهر الماضية مجموعة من المسائل التي تستهدف تنوير المسلمين وتبصيرهم وتحذيرهم من الأفكار المنحرفة والآراء المتطرفة التي تزعزع إيمان المسلم، وتهدد كيانه ووحدته وتفاعله الواعي والمفيد في داخل مجتمعه. ولم تقتصر الوزارة على ذلك، بل قامت بإعداد وإصدار مجموعة المطبوعات التي تصب في هذه الغاية ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر: مجلة الإرهاب، ومجلة الغلو. وتواصلاً مع ذلك وانطلاقاً من مسؤولياتها في بيان سماحة الشريعة الإسلامية وتفنيد دعاوى الغلو والتطرف أصدرت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد كتاب (المراجعات) ليكون باكورة إصدارات السلسلة التوعوية التي تعتزم الوزارة إصدارها بصفة دورية منتظمة، ويتضمن كتاب (المراجعات) نصوص المقابلات التلفازية التي أعلن خلالها ثلاثة من المشايخ هم: الشيخ علي الخضير، والشيخ ناصر الفهد، والشيخ أحمد الخالدي، تراجعهم عن عدد من الفتاوى التي قد يكون استند إليها عدد من المتطرفين والمخربين للقيام بالأعمال الإرهابية التي أودت بحياة الكثير من المواطنين والمقيمين في مدينة الرياض.
وتهدف الوزارة من إصدار كتاب المراجعات إلى عرض تجربة المشايخ الثلاثة أصحاب المراجعات كما يرونها هم بأنفسهم ليستفيد منها الشباب الذين ربما يكونوا قد انساقوا وراء بعض الفتاوى التي لا تستند إلى دليل شرعي من القرآن الكريم والسنّة المطهرة بقدر ما هي اجتهادات فردية لأصحابها يعتريها الخطأ.
ومن هذا المنطلق حرصت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بمتابعة وبتوجيه من معالي الوزير الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ أن تعرض نصوص هذه المراجعات كما أدلى بها أصحابها دون أدنى تدخل في مضمونها سوى ما يتعلق بتلافي التكرار وما يستلزمه الاختلاف بين الإعلام المقروء عن الإعلام المرئي المسموع، بهدف بيان فضل الرجوع إلى الحق، والتأكيد على ضرورة أخذ الفتيا عن العلماء الراسخين في العلم ولاسيما في المسائل الجوهرية التي تمس أصول الدين، وثوابت العقيدة مثل التكفير، والجهاد، وطاعة ولاة الأمر والدماء المعصومة، بعدما أثبتت الأحداث الأخيرة بما لا يدع مجالا للشك أن الفتيا في مثل هذه المسائل بغير علم تفتح أبواباً واسعة للفساد وإشاعة الفوضى، وقد يستند إليها بعض المغرضين للإيقاع بالشباب في دائرة الغلو والتطرف. ويطالب المشايخ الثلاثة أصحاب المراجعات عبر صفحات الكتاب - التي تجاوزت مائة صفحة - أن يستفيد الشباب من تجربتهم، وأن يتركوا الفتوى في مثل هذه المسائل للعلماء الراسخين في العلم، وأن ينبذوا العنف وحمل السلاح، حيث لا مبرر شرعي لذلك في بلاد الحرمين الشريفين التي تطبق شرع الله في كل أمورها، كما أعلنوا خطأ اجتهاداتهم في مسائل الخروج، ودفع الصائل، وقتل المستأمنين والمعاهدين.