Wednesday 25th February,200411472العددالاربعاء 5 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

بلا تردد بلا تردد
شفافية....!
هدى بنت فهد المعجل

في ساعات الليل الأخيرة.. وقبل الفجر بزمن يسير تتجلى الكلمات..
وتنساب الحروف..
وتنسكب المعاني على صدر الورق..
ساعات الليل الأخيرة ليس كمثلها ساعات حينما يعم الهدوء أرجاء المكان، ولا يسمع سوى حديث الأغصان لبعضها لحظة أن تهمس في أذن الزمان والمكان..
الكل في سبات..
الكل نيام..
سوى شخص استيقظ ليكتب..!
رتب ساعات نومه ليكون مستيقظاً في ساعات ليله الأخيرة من أجل الكتابة.
لا يهم إن وجد من يستهين بتصرفه!! فلكل فرد منا طقوس يحب ممارستها، ويستمتع حين يمارسها، وعليه أن لا يأبه بمن يستخف بتصرفه وطقوسه تلك!!
ولعل من الطقوس المتفردة لدى ثلة من الأدباء، ومحبي الكتاب، وعاشقي القلم طقس اصطياد ساعات الليل الأخيرة لأجل الكتابة أو القراءة.. وما ألذها من متعة..
حيث إن متعة الكتابة في تلك الساعات تتسم بالصفاء والنقاء والصدق والشفافية..!
الشفافية التي فقدناها مؤخراً..
الشفافية التي لم نواجه سوى قلة يمنحونها الاهتمام المستحق.. ويتعاملون معك بها، وعلى أساسها، حتى وصل بنا الأمر إلى أن نشعر في لحظات أن الشفافية علينا نقمة وليست نعمة.
وأنه لابد من مراجعة الذات في نمط تعاملنا مع الآخرين إذا كان ديدنها الشفافية لكي لا نرتطم بجبل ثلج يدمر دفء قلوبنا، ويشعرنا بخيبة الأمل..!!
أن تكون شفافاً فمعناه أن تتعامل مع الآخرين، ومع من تحب بالذات - وتود وتعز - كما لو أنك طائر رف بجناحيه بخفة وحرية جهة العلو، من فوقه وتحته وعن جنبيه هواء يحسبه مشوبا بالنقاء، فيمنحه مزيداً من التحليق الحر والعلو الشامخ.
والمصيبة إن اصطدم لحظتها بغيمة متحجرة دفعته بقوة للأسفل فسقط أرضاً وتناثرت أعضاؤه الرقيقة، وانشطرت جمجمته فاندلق دماغه ليصعب تجميعه وإرجاعه لحالته الطبيعية قبل ثوان خلت.
ونحن نتعامل مع الآخرين ننسى حقيقتهم وطبائعهم وسلوكهم فنتجلى في عالم من الشفافية، نشعر ونحن نحدثهم كأننا نحدث أنفسنا، نخاطبها.. نصافيها.. نسير بها على بساط أحمدي!! وفجأة، ونحن في أوج تحليقنا معهم يسحب البساط من تحتنا!! فكيف يكون وقوعنا؟؟
وعلى ماذا سنقع؟؟
وماهي نتائج الوقوع؟؟
والأهم هل سنعاود ممارسة الشفافية معهم ومع غيرهم كما كنا سابقاً؟؟
إذا .. علينا أن نختص الشفافية بساعات الليل الأخيرة فيما نكتب.. وفيما نقرأ.. في تفكيرنا.. وفي مراجعاتنا لأنفسنا!! في حديثنا مع روحنا الحقيقية لا المستحدثة!!
ولا نأسى على فقد من هم ليسوا للشفافية أهل!!
الهدية كتاب
في المناسبات تنهال الهدايا.. وللمناسبات نحتفظ بالهدايا.. بيد أن هناك هدايا لم تجير بمناسبة بعينها، بل يتم تبادلها على مدار العام ما دام هدير المطابع مستمر وأعني به الكتاب بينما رفض أن نختصه بيوم معين، أو بشهر أو بسنة فكان أن تفضل علي الكاتب (عبدالرحمن المشايخ) بكتابه (الإنسان وأزمة الضمير - مظاهر التحول في ضمير الفرد والجماعة) ضمنه عدة فصول هي: أزمة عصر وأزمة إنسان، الإنسان والضمير العالمي، قيم مفقودة في عالم الإنسان، حقوق ضائعة لإنسان ضائع، الأخوة الأعداء، معان غائبة في الضمير الفردي، علم بلا أخلاق، المال طاغوت العصر.

فاكس: 8435344 - 03
ص.ب 10919 - 31443


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved