* حاوره - عبد العزيز العبيد:
المدرب بندر الجعيثن كفاءة وطنية لا أشك في ذلك، ولكنه قابل في الشعلة بيئة غير صالحة ولا تتوافق مع طبيعته المثالية في إدارة العمل، وإحلال روح الجماعة بدلاً من المصالح الفردية، فالظروف هذه المرة كانت أقوى منه، ولم يستطع أن يضيف للشعلة ما كان يصبو إليه، فالجميع علَّقوا آمالهم على مباراة واحدة وكأنها نهائي الكأس، ولم يتحملوا تلك الخسارة، لتجري الرياح بما لا تشتهي السفن، ويقدِّم الجعيثن استقالته من تدريب الفريق.
بندر الجعيثن ورغم تحفظه في الحوار الذي أجريناه معه إلا أنه كشف بشكل مبطن عن ما يدور فعلاً في صفوف الفريق من لدن عدد من أصحاب المشاكل كما يجب أن يوصفوا.
* قدمت استقالتك من فريق الشعلة ما هي ملابسات هذه الاستقالة؟
- الأمر بدأ بعد مباراتنا مع الخليج، فبعد خسارتنا لتلك المباراة شعرت بإحباط اصاب عدداً من اللاعبين، وأعتقد بحكم الاختلاف بين الجهاز الفني المستقيل والسابق الناشئ من الاختلاف بين أسلوب العمل، أوجد عدم تقبل بعض اللاعبين لنا، كما أن البعض الآخر كان يفضلنا بدوره، ولكن ما أود لفت النظر إليه هو أن أسلوب التدريب من مدرب لآخر يختلف عموماً بعد تلك الخسارة لم يكن هناك تقبل من بعض اللاعبين للتدريبات بحكم (موقعهم) في الفريق، وبدون ذكر أسماء هؤلاء اللاعبين الذين كشفوا عن عدم ارتياحهم لي، ففضلت أن أتحدث مع الرئيس خالد الدويس، وقلت له إنه يجب أن يتحدث مع اللاعبين، وإذا كان هناك أي شيء فيجب على اللاعبين أن يصارحوه، لأن هذا النادي هو ناديكم، فالأمل لا يزال موجوداً بالبقاء وربما يحدث تغيير باستقدام مدرب آخر يقدم لهم الأمل بالبقاء، وبالنسبة لي فما أستطيع أن أؤكده هو أنني قدَّمت استقالتي لأنني لا أحب العمل في أجواء متوترة، فأنا إنسان صريح.
* ولماذا لا يرغب بك اللاعبون هل هم غير مؤمنين بقدراتك الفنية؟
- بالعكس، فلو تقرأ أي مقابلة لأغلب اللاعبين تجدهم يمتدحونني حتى انهم بعد فوزنا على الطائي حملوني فوق أكتافهم تعبيراً منهم عن الفرحة بهذا الانتصار ولكن بعد مباراة واحدة تغيَّر كل شيء (يقصد مباراة الخليج).
* ولماذا غضبوا بعد هذا اللقاء هل ذلك نتج عن إجرائك لبعض التغييرات مثلاً أو ما شابهه؟
- ربما غضبوا من أجل الخسارة, وربما هناك أخطاء حصلت ولكن الأخطاء حصلت من الجميع، والمتعارف عليه هو أن المدرب عادة من يكون في الواجهة، وإذا كان الأمر متعلقا ببقائهم في الدوري الممتاز أو الهبوط، فهم كانوا في طريقهم إلى الهبوط قبل أن أشرف على تدريبهم، ويجب علي أن أوضح أنني عندما تسلمت الفريق، كان إعداده أكثر من سيئ، ولا يوجد في حصيلته سوى سبع نقاط تقريباً، وكان العامل اللياقي سيئا وكذلك العمل التكتيكي، وفي ظرف شهرين أدينا عملا جيدا سواء من ناحية التنظيم، أو تجديد الفريق، أو فرض الانضباط، بل حتى نوعية البرنامج فقد اختلف عن سابقه، ولكن كما قلت لك يبدو أنهم علقوا أملهم على مباراة واحدة في البقاء (مباراة الخليج)، وأعتقد أن الشعلة تحتاج إلى وقت كثير لتحصل على ما تريد.
* يبدو أن هناك مشاكل أكثر مما تبديه لنا؟
- الفريق أساساً يحتاج إلى عمل جبار سواءً من الناحية، الفنية، أو الانضباطية، أو الإدارية وكذلك الالتزام خارج وقت التدريبات.
* ماذا تقصد بالعمل الجبار في الناحية الإدارية هل الإدارة سيئة؟
- ما أقصده هو أن خالد الدويس يعمل وحده، وهو يتحمل جميع الضغوط، وتعامله ممتاز معي وأنا أحترمه كثيراً، ولكن من الصعب أن يعمل الرجل وحده.
* الشللية في الفريق هل أثَّرت على الانضباط داخل صفوف الفريق؟
- وإن كنت لا أتهم أحداً بهذا الأمر، إلا أنه دائماً في العمل التدريبي تعوّدنا على أن اللاعب الذي لا يلعب بشكل أساسي يقف ضد المدرب، قد تؤثر كلمة أو كلمتان في اللاعب، ولكني لا أعتقد أن هذا أوجد شللية، وكما ذكرت لك مباراة الخليج غيَّرت كل شيء.
* لا تريد أن تذكر أسماء ولكنني سأذكر أحدها ففي آخر تدريب للفريق أشرفت عليه السبت الماضي حضر عمار العمار للجهاز الفني وأبلغكم بأن التدريبات اللياقية أمر غير مرغوب فيه من قبل لاعبين محددين في الفريق وأن المدرب غير مرحب به في الفريق؟
- عدم رغبتهم في التدريبات اللياقية أمر لا يجوز في الرياضة، فلا توجد رياضة لا تحتاج لهذه النوعية من التمارين، ولكن أن يتدخل لاعب في عمل مدرب يملك من الدورات والخبرة والتأهيل العلمي لهذا العمل فهو أمر غير مقبول، ولا أرى ذلك المدرب الذي يرضى بأن يتدخل أحد في عمله، ولكن...
* ولكن هذه محاولة لإفشال العمل الذي تقوم به؟
- ولكنهم أيضاً ليسوا هم من يقيمونني من ناحية العمل التدريبي، ورغم أنني حضرت في فترة سيئة وقصيرة إلا أن ذلك لا يمنحهم الحق في تقييمي!
* أشعر برغبتك بتبرئة عدد ممن عملوا ضدك وهو أمر ليس في مصلحة النادي أو مصلحتك إطلاقا من وجهة نظري، بدليل أن الإدارة في عهد المدرب السابق عندما وقفت في وجه أحد اللاعبين الذين عملوا ضد المدرب الروماني لم يحضر أحد من اللاعبين في التمرين التالي.
* إذا كانت العملية قائمة على مبدأ لا توقفوا لاعباً وإلا لن يشارك البقية، فهذا أمر يخص الإدارة التي يجب أن تكون قوية من هذه الناجية، وأن تكون حازمة مع اللاعب الذي يسبب المشاكل، فنادي الشعلة ليس ملكاً لأحد اللاعبين أو مجموعة منهم، بل هو ملك للجميع من محبيه، وأتمنى من الأمير عبد الرحمن بن ناصر أمير الخرج أن يتدخل في مثل هذه الأمور لمعرفة أسباب استقالة أي مدرب، فالنادي هو واجهة من واجهات مدينة الخرج ويجب أن تكون النظرة له من أهله بشكل مختلف أكثر وألا يهملوا النادي.
* وماذا تريد أن تضيف في الختام؟
- أشكر جميع اللاعبين الذين (وقفوا) معي وراعوا مصلحة فريقهم، وأقول لجماهير الفريق بأن ناديكم بحاجة لما لا يقل عن سنتين ليعود قوياً كما عهدتموه، فالفريق يحتاج إلى بناء جديد، وضخ مواهب جديدة فيه وإبعاد البيض الفاسد من سلته.
|
