في يوم الثلاثاء 26 من ذي الحجة كتب الأخ معاذ الجعوان موضوعاً رائعاً عن العيد الأحمر، وتساءل عن المبالغ التي تصرف على ذلك اليوم.
والأخ معاذ كان محقاً في تساؤله؛ إذ إن الأموال التي تنفق في غير وجهها الصحيح وبدون مسوغ شرعي لهي شر على صاحبها والعياذ بالله.
وأحب أن أدلي بدلوي في هذا الموضوع، ولست في مرحلة تبرير أو دفاع عن أحد بقدر ما هو في الانتصار لديني ثم وطني.
نحن الآن نشترك في قضية تمس الشرع، ولها آثار من المفاسد، ويجب أن نتضافر جميعاً في التحليل والمسببات؛ لعلنا نجد ما يقلع هذه الظاهرة المفتعلة في العيد الأحمر كما أسماه الأخ الفاضل معاذ.
فالواضح مَن يتبع تلك الأعياد الوهمية البدعية التي تناقض إطار الشريعة الإسلامية والعرف إما مراهقون وما تتصف به هذه المرحلة من عناد واستقلالية واعتزاز بالرأي، أو كبار يتأففون بإسهاب لشريعة الله ويعيشون من التغريب في دينهم وتراثهم وعاداتهم.
الأمر مفزع حقاً، وليس بسبب العيد الأحمر فحسب، ولكن ما تطالعنا به الصحف والجرائد والمجلات من حملة شرسة على ديننا وثوابتنا بدعم سخي من علمانيينا وأبناء الأمة الإسلامية لهو ما يغلف القلب بكآبة سوداء؛ لأن تفكيرهم الفاسد يرفض حجاب المرأة اعتقاداً منهم أنه سبب تأخر المرأة. وفكرهم السقيم يعتقد أن الحل لهذه العمالة قيادة السيارة، ولا بد من تغيير المناهج لتواكب العصر! ولماذا لا يعمل النساء مع الرجال، وهكذا من التنازلات عن ثوابتنا والمساس بعقيدتنا وبخصوصياتنا تحت شعار الحرية والديمقراطية والولوج في منظومة العولمة.. هم هكذا يخططون.
يخططون لمؤامرة دنيئة خطيرة، وأبناء المسلمين يساهمون في سرعة التنفيذ، فنحن بكل مرارة نأخذ القشور التي تدمي الأيدي والروح والحرث، وننصرف عن شعاع العلوم والفكر بالاختراع.
وما العيد الأحمر إلا ظاهرة كغيرها أتت ريحها المهلكة من بلاد حاقدة، دينها وعرفها لا يتفق وديننا وعاداتنا؛ لتصرفنا عن جادة البحث والإنتاج.. لنظل أسارى الجهل والتبعية وتتبع الموضات والفن الرخيص.
هم هكذا يريدون أن نكون بأفكارنا وأفعالنا وحياتنا ككل.. لهو فساد وإهدار للوقت في توافه الأمور؛ فاليوم العيد الأحمر، وغدا الأزرق، وهكذا تختلف المسميات والهدف واحد.لذا يجب علينا كمسلمين أن نتصدى لهذه الهجمات، وليس الاحتفالات، فديننا الإسلامي به متسع من الفسحة والأعياد واللهو.. ويحثنا على الحب في كل وقت ومكان وسلوك بأسلوب سامٍ يحفظ للإنسانية كرامتها، ولم يحصره في نطاق ضيق أو أيام محدودة، وبابتذال وتصنع كما يفعلون، لا يخشون إلهاً يرجون رحمته، ولا يمنعهم حياء.
وقبل الختام أود الإشارة إلى بعض السلبيات التي ينتهجها المصلحون من مسؤولين ودعاة ومربين ما حققت نتائج عكسية لمجرد العناد أو عدم الاقتناع بالأسلوب، وأسفرت عن صدام ليس في صالح الطرفين.
1- تقوية العقيدة لدى الناشئة بإقامة المحاضرات والندوات من خلال الخطب والأنشطة والمراكز الإعلامية والإسلامية ودور القرآن، بأسلوب غير مباشر وموعظة حسنة وبحلم ورفق، وتقبل ما يصدر من المستمعين من الاستنكار والتأفف؛ لتمهيد التجاوب، وبالتالي الاستحسان. وهذا أدعى لقبول ما نود طرحه من منهيات ومنكرات ليتم الرفض والابتعاد عما يمس العقيدة عن قناعة وإيمان.
2- التفاهم مع المحلات من خلال التعاميم والقوانين التي تلزم المحافظة على خصوصية هذه البلاد واحترام عقيدتها.
3- البعد عن أساليب التنفير من القمع والتصريح بطريقة التشهير والتعسف باستعمال الحق والسلطة بصورة عشوائية ومباشرة كما حدث لوكيل أحد المدارس بمصادرة حلوى أحد الناشئة لمجرد أنها حمراء.. ما حدا بالطالب إلى الاستفسار عن سبب هذا الظلم بكل براءة، ولفت نظره لموعد العيد في هذا اليوم.. وموجود لديَّ اسم الوكيل بالمدرسة والناشئة..!!
وأخيراً، هذا اجتهادي؛ فإن أصبت فمن الله، وإن أخطأت فأسأل الله العفو والغفران ثم الإيضاح من قِبَل أهل الذكر في هذا المجال.
سارة السلطان
|