نحمد الله على العقلية والنضوج الفكري الذي وصل إليه المواطن السعودي حيث تعامل مع منظومة المعرفة كاملة وتفاعل معها بشكل متميز ويأتي في مقدمة ذلك اهتمامه بالتأصيل وجعله المرتكز في التعامل معها وهذا ما كان ليتم لولا الله ثم المنهجية التي رسخت طيلة أدوار الحكم السعودي، والعلماء لهم دور في ذلك لأنهم وجدوا المناخ المناسب الذي يتيح لهم العمل في حرية لخدمة المنهج التأصيلي فمن هنا أصبح المواطن السعودي لديه الحصانة الكاملة والالتفاف حول ثوابته وولائه لوطنه وقد أثبتت الأيام صحة ذلك والفضائيات العربية التي تتسابق وراء أبناء المملكة من العلماء والمفكرين والمثقفين لقناعتها التامة بأن أبناء الأمة العربية والإسلامية يثقون في طروحاتهم والعمق العلمي الذي يتمتعون به وبالرغم من بعض الفضائيات تحاول بطريقة أو بأخرى الاصطياد في الماء العكر للحصول منهم على أي شيء يسيء للمملكة وقادتها وقد فشلت كل هذه المحاولات باستثناء الدخلاء والمأجورين من قِبل أعداء الإسلام الذين أُعطيت لهم مساحة واسعة في هذه القنوات ولا سيما قناة الجزيرة ولكن مع مرور الوقت فشلت في فرض طروحات هؤلاء المأجورين وقد أدركت أمرها لأنها أصبحت لعبة مكشوفة قد تفقد مصداقيتها عند بعض الناس المنخدعين بها فصارت تتودد إلى العلماء والمفكرين المثقفين بشكل أوسع ولم تغفل خطها الإعلامي السيئ الذي يهدف إلى الإساءة للمملكة ومحاولاتها المستميتة تضليل الرأي العام العربي والإسلامي بأن المملكة تعيش مرحلة صراع بين الحكومة والشعب، وكان الرد القوي والبليغ من أبناء الوطن الذين تستضيفهم بين وقت وآخر والذين أكدوا ولاءهم لوطنهم وولاة الأمر فيه وأن تواجدهم في هذه القناة وغيرها من القنوات العربية الأخرى هو إعطاء رسالة للأمة للمستوى المتحضر الذي يتمتعون به وان إبداعهم بملكاتهم العقلية وحرية الفكر ما هي إلا نتاج عمل دؤوب تم في صروح ميادين العلم والمعرفة التي تحتضنها المملكة العربية السعودية وان حركة الإصلاح مستمرة منذ تأسيس المملكة على يد الموحد الملك عبدالعزيز طيّب الله ثراه إلى عهد خادم الحرمين الشريفين وإذا كان هناك طروحات عبر وسائل الإعلام حول الإصلاح فهي مجرد أمنيات وتطلعات إلى مستقبل أفضل ينشده الإنسان في حياته كلها.
|