* متابعة وتصوير -حماد الرويان:
هذه الصور ليست بحيرة سياحية يرتادها المتنزهون أو بركة مائية تجلس حولها العوائل لقضاء أجمل الأوقات على ضفافها، بل هي بحيرات تبخير وترسيب تتوسط رفحاء وتحمل العديد من المخاطر الصحية كما أنها أصبحت تشكل خطراً صحيا بات يهدد السكان هناك كونها تطل على سبعة أحياء نتيجة لوجود ترسبات في هذه المياه المكشوفة.
حيث تعالت نداءات وشكاوى المواطنين في محافظة رفحاء في الآونة الأخيرة من أجل إيجاد حل جذري لمشكلة بحيرات التبخير والترسيب التي وعدوا بحل لمشكلتها منذ فترة ليست بالقصيرة ولكن لم يروا أي تغيير بل ازداد الأمر خطورة بعدما بدأت تزحف المباني السكنية باتجاه البحيرات حيث لا تبعد سوى عدة أمتار عن هذه البحيرات التي تؤرق المواطنين القاطنين بالقرب منها، حيث ان المشكلة الأساسية في المحطة هي أحواض الترسيب وجاءت شكاوى كثيرة من المواطنين بسبب تكاثر البعوض ووجود مستنقع كبير أمام المساكن وانبعاث روائح كريهة منها والتي يتضرر منها المواطنون نتيجة وجود تسربات في المياه المكشوفة.. هذه البحيرات التي تتوسط عدة أحياء من رفحاء تحمل العديد من المخاطر الصحية لسكان تلك الأحياء فالبحيرة في محافظة رفحاء والواقعة شرق وشمال المحافظة والمطلة على سبعة أحياء سكنية حديثة أصبحت منذ مدة زمنية غير قصيرة وسيلة لإزعاج ومضايقة المواطنين من سكان تلك الأحياء الذين يقيمون بجوار هذه البحيرات فضلا عن العابرين ممن يسلكون الشوارع الموازية لهذه البحيرة، والسبب بطبيعة الحال هو الروائح الكريهة التي تنبعث من تلك البحيرة ويعود زمن إنشاء هذه المحطة الى وقت كانت فيه المحافظة خالية من السكان، وكأن موقعها يعد نائيا نسبيا للمناطق والأحياء السكنية في ذلك الوقت، حيث كانت البحيرة لا تسبب أي مشاكل مزعجة للسكان، أما اليوم وبعد زحف الأحياء السكنية الى جوار هذه البحيرة فلم يعد الأمر محتملا حيث تنبعث الروائح الكريهة والنفاذة الى كل مكان وفي داخل مساكن المواطنين وبشكل لا يحتمل أبداً.
رئيس بلدية رفحاء المهندس محمد العمري قال حول هذه البحيرة في تصريح سابق ان هناك معاملة دائرة بهذا الخصوص وقد قام وزير الزراعة السابق الدكتور عبدالله بن معمر بزيارة الموقع للنظر بشكاوى المواطنين والوقوف على الموقع وتولدت لديه قناعة شخصية بضرورة نقل الموقع (بحيرات الترسيب) الى خارج المدينة ووعد بأن يتم ذلك حال توفر الاعتمادات المالية وهو ما تنتظره البلدية عاجلا عن طريق وزارة المياه، نظراً لما تحمله هذه البحيرات من مخاطر وأضرار للصحة العامة وصحة البيئة كما ان وزارة الزراعة ممثلة في فرع رفحاء تقوم بالأعمال المطلوبة من وزارة المياه في هذا التخصص بالذات فالمطلوب أن تقوم بمتابعة هذا الموضوع كما عليها ان تقوم برش البحيرة بالمبيدات وتنظيفها من الترسبات والتي تسبب انبعاث الروائح وكذلك مراقبة تسويرها وقص الحشائش باستمرار والتي تسبب تكاثر الحشرات كما ان أقرب المباني السكنية تبعد عن البحيرات حوالي (30) متراً فقط، كما ان مساحة بحيرات التبخير والترسيب تبلغ 245.000 متر مربع وتستقبل ما معدله حوالي 4600 متر مكعب من المياه المرفوضة يوميا أي ما يعادل 235 صهريجا حجم 20 متراً مكعباً.
ويقول المواطن حمد الرخيص من سكان هذا الحي من القاطنين قرب هذه البحيرة ان معاناتنا تزداد خاصة في المساء وعند اشتداد هبوب الرياح، حيث ترسل البحيرة روائحها القذرة والكريهة الى منازلنا.. ويسترسل الرخيص قائلا: تخيل معي انك تجلس وسط منزلك بعد أن تصل من عملك لتستقر وترتاح من عناء ذلك اليوم، وإذا بك تبدأ مرحلة جديدة من المعاناة التي ليس لنا أي سبب أو ذنب فيها سوى اننا سكنا وأقمنا بجوار هذه البحيرة.
ويقول: إن الأمر لا يقتصر علينا نحن سكان الحي فقط، فهناك أيضا قصور الأفراح للاحتفالات وبعض الورش الصناعية القريبة من البحيرة،إلى جانب كل من يمر ويسلك الشوارع المحيطة التي تقع عليها البحيرة.
وأخيراً يطلب الرخيص من الجهة المناط بها مسؤولية هذه البحيرة بالمديرية العامة للمياه بالمنطقة الشمالية سرعة إيجاد حل لإنهاء معاناة السكان مع الروائح الكريهة التي ترسلها البحيرة والتي يشكو منها غالبية السكان من مضايقتهم من هذه الروائح بطريقة مزعجة ومستمرة يوميا والواقع ان قضية البحيرة في رفحاء قديمة وذلك منذ إنشائها فقد كانت بعيدة عن المناطق والأحياء السكنية، ولكن بسبب الزحف السكاني لمختلف الأحياء أصبحت تلك البحيرة الآن وسط هذه الأحياء ووسط المحافظة.
وطالب عدد من المواطنين من معالي وزير المياه والكهرباء الدكتور غازي القصيبي سرعة التدخل في مشكلة هذه البحيرات ذات المساحة الكبيرة والمكشوفة التي تتوسط عدداً من الأحياء وتسبب إزعاجا وخطراً على المواطنين وتزداد خطورتها كل فترة بسبب تزايد العمران وزحفه باتجاهها مشيرين الى انه لابد من إيجاد حل سريع وجذري لهذه البحيرات التي تحيط بها المباني من كل جانب وذلك من خلال نقلها الى خارج النطاق العمراني بمسافة كافية، موضحين ان ولاة الأمر يحفظهم الله حريصون جداً على كل ما يتعلق بالمواطن وبشؤونه الحياتية وصحة المواطن أهم من كل التكاليف.
|