* بور أو برنس - رويترز:
هاجمت طوابير من المتمردين كيب هايتين ثاني أكبر مدن هايتي أمس وطردوا قوات الشرطة من مقارها في تمرد دامٍ ضد الرئيس جان برتران أرستيدز ودوت أصوات إطلاق النار بشكل مكثف في كل أنحاء المدينة في الوقت الذي قامت فيه قوة مؤلقة من 200 متمرد بتشتيت قوات الشرطة التي تفوقها عدداً ولكن ذات التدريب الضعيف, وألغيت الرحلات الجوية من العاصمة.
وقال أحد سكان كيب هايتين بالتليفون ان الثوار اجتاحوا المدينة على ما يبدو, وأضاف أن الناس ينهبون الميناء بحثا عن أجولة الحبوب وتم إطلاق سراح السجناء من السجن وسمعت أصوات إطلاق نار بشكل متقطع, وأردف قائلاً: الناس يخافون الآن من قيام السجناء الذين أطلق سراحهم بتسوية حسابات قديمة.
وقال سكان في كيب هايتين وهي آخر معقل كبير مؤيد للحكومة في الشمال صامد في مواجهة الثورة التي بدأت قبل أسبوعين :إن شاحنات تحمل متمردين تنطلق في شوارع المدينة, وقالت تقارير غير مؤكدة إنه تم الاستيلاء على مطار المدينة.
وأوضحت تقارير إذاعية غير مؤكدة أن السجناء يجوبون الشوارع, وبدأ الناس في نهب المتاجر والمنازل في أعمال الفوضى.
وأفاد شهود عيان في اتصال هاتفي أن شخصين قتلا في الهجوم على مدينة كيب هايتيان، ثاني كبرى المدن في البلاد، التي سقطت بدون مقاومة ظاهرة بين ايدي المتمردين المسلحين الذين استقبلهم السكان بالترحاب, وقال هؤلاء الشهود ان الشخصين اللذين قتلا هما من انصار الرئيس جان برتران اريستيد.
وأوضح المصدر ان المتمردين المسلحين والمقنعين دخلوا المدينة بقيادة شخص يطلق عليه اسم (القائد بيتيم) المنحدر من مدينة جوناييف، بعدما سيطروا على المطار حيث وصلوا على متن سيارات قادمين من ترو دي نور البلدة التي يسيطرون عليها منذ الأسبوع الماضي على ما أفاد شهود عيان.
وأضاف الشهود ان سكان المدينة نهبوا المرفأ في المدينة حيث استولوا خصوصاً على مواد غذائية وعلى أكياس من الاسمنت كانت في مستودعات المرفأ, وأشار الشهود إلى ان المتمردين المسلحين أو سياراتهم لم تظهر بعد في شوارع المدينة.
وجاء الهجوم المفاجئ على كيب هايتين بعد يوم واحد من إخفاق بعثة بقيادة الولايات المتحدة في إقناع المعارضة السياسية بقبول اتفاق مع أرستيد, وحذر دبلوماسيون غربيون أثار قلقهم أنباء الهجوم على كيب هايتين المتمردين من أنه لن يسمح لهم بالاستيلاء على هايتي.
وقال دبلوماسي غربي كبير للصحفيين في العاصمة بور أو برنس شريطة عدم نشر اسمه (لن نقبل استيلاءهم على السلطة في بور أو برنس), اذا ثبت نجاحهم فلن يستطيعوا ترجمة النصر العسكري إلى حل سياسي.
وأقنع مسؤولون من الولايات المتحدة وكندا وفرنسا ومنظمة الدول الأمريكية ومجموعة الكاريبي أرستيد يوم السبت بقبول قيام هيئة (حكماء) باختيار رئيس وزراء جديد وتعيين مجلس وزراء جديد, ولكن المعارضة المؤلفة من رجال أعمال وزعماء مدنيين وفنانين وخصوم سياسيين لارستيد رفضوا التوقيع على الاتفاقية خشية حدوث انقسام في صفوفها اذا قبلت بقاء أرستيد رئيسا للبلاد, وقبل أرستيد نفس الخطة خلال محادثات مع دول الكاريبي في الشهر الماضي ولكن المعارضة رفضتها, ولا تعالج اتفاقية السلام المطروحة حاليا الثورة بشكل مباشر ولكن مسؤولين أمريكيين وكنديين قالوا ان المجتمع الدولي سيكون مستعدا للتدخل ربما بإرسال قوات شرطة أجنبية فور التوصل لاتفاق.
|