هل تذكرون الشاعر السعودي والبدوي الأنيق معيض البخيتان؟
شاعر يصنفه إخواننا النقاد بأنه شاعر تقليدي ولا أعرف لماذا معيض البخيتان تقليدي..؟!! هل لأنه يكتب باللغة العربية الفصحى.. اللغة الجميلة التي يحاول الشعراء الشعبيون تدميرها..؟!
أم لأن البخيتان يختار كلماته ومفرداته من (جواهر اللغة) وكون الجواهر لا يحسن التعامل معها إلا من يعرف معدنها ويتقن كيفية التزين بمضامينها اللغوية والفكرية فيحسن من لغته وفكره، لهذا فقد عجز من يطلقون على أنفسهم صفة النقاد عن إظهار هذه الدرر والجواهر وتقديمها إلى المتذوقين ليشاركوا المبدع البدوي إبداعه في توظيف الكلمة الجميلة ذات المضامين.
أو لأن معيض البخيتان لاينتمي إلى (الشلل) التي تزخر بها الساحة الأدبية والثقافية التي تنصب من (شاعرها المفضل) وتتجاهل الآخرين أو لأن معيض البخيتان لا يحصر إبداعه وفنه الشعري في دائرة الأدلجة والأنماط الأدبية والفكرية التي تسيطر على الساحة الشعرية.
ولأن معيض البخيتان لا ينتمي إلى (شلة) من شلل الترويج الثقافي، ولا إلى توجهات مؤدلجة توظف شعره لخدمة توجهات فكرية مسيسة فقد ظل شعره بعيداً عن النشر إلا ما ندر رغم أن قصائده تفوق في إبداعها ومضامينها، ولغتها وحلاوتها كثيراً مما ينشر في الصحف والمجلات وما نسمعه في الأمسيات الشعرية.
مناسبة هذا الكلام عن (البدوي الأنيق) تكرمه بإرساله أربعة كتب صدرت له مؤخراً تضمنت ديوانين هما (يا مساء النضال ورقص الفطرة) وكتاباً عن مدرسة خالد الفيصل في الشعر العامي (المحلي) وهو عبارة عن دراسة نقدية وتحليلية لشعر خالد الفيصل (العامي) أما الكتاب الرابع فهو عبارة عن مجموعة من المقالات سبق للشاعر نشرها في الصحف المحلية.
مع كتب البدوي الأنيق معيض البخيتان قضيت أياماً وليالي سعدت كثيراً بأوقاتها واستفدت كثيراً بتحسين لغتي من خلال استعذاب الكلمات العربية الجميلة التي صاغها ابن بخيتان بأسلوبه المتأنق الذي لازمه فقد عرفته أنيقاً في ملبسه... وفي تعامله... وفي قصائده... ومقالاته النثرية.
اشتقنا لك أيها البدوي الأنيق.. وإلى سحرك.. وشعرك.. وإذ حرمتنا شلل النشر.. فها أنت تعوضنا فتهدينا دواوينك التي هي عندي أفضل من أموال هذا العصر المادي.
|