* طهران - الوكالات:
اتهم المحافظون في إيران أمس الاثنين وزارة الداخلية الإصلاحية بالتلاعب في الأرقام المتعلقة بنسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية، بعد إعلانها أنها بلغت 50.57 % وهي الأدنى في اقتراع مهم يجرى في الجمهورية الإسلامية.
واتهم مجلس صيانة الدستور الذي يشكل أحد الأعمدة الأساسية للنظام الإسلامي على موقعه على الإنترنت وزارة الداخلية بأنها زادت عدد الناخبين المسجلين على اللوائح الانتخابية.
وأضاف المجلس (إذا أخذنا في الاعتبار الأرقام الحقيقة يتبين أن حوالي ستين بالمئة من الناخبين صوتوا) في هذه الانتخابات.
وقد فاز المحافظون بأغلبية كبيرة في الدورة الأولى من الانتخابات التي شكلت فيها المشاركة أحد العناصر الأساسية للاقتراع نظرا لاستياء الإيرانيين والدعوات إلى مقاطعة الانتخابات.
وكان مسؤولون محليون قد قالوا: إن ثمانية أشخاص لقوا حتفهم في اشتباكات مع الشرطة في بلدتين بجنوب إيران بسبب النتائج المتنازع عليها للانتخابات البرلمانية التي حقق فيها المحافظون انتصاراً كبيراً على الإصلاحيين.
وأعلنت وزارة الداخلية الإيرانية أن الحصيلة النهائية لعملية التصويت التي قاطعها إصلاحيون بارزون بعد أن منع مئات المرشحين من خوض الانتخابات أظهرت أن نسبة الإقبال الإجمالية منخفضة وبلغت50.6 في المئة من 46 مليون ناخب إيراني.
وقال مصطفى تاج زاده العضو البارز في جبهة المشاركة الإسلامية الإيرانية المؤيدة للإصلاح (سيسيطر على البرلمان حزب يتمتع بالحد الأدنى من مساندة الشعب).
ورحبت المؤسسة الدينية الإيرانية بنتائج الانتخابات باعتبارها نجاحاً كبيراً وتباهت بأن نسبة الإقبال على الانتخابات صدمت المتشائمين و(الأعداء) في الخارج الذين تنبأوا بنسبة إقبال أقل بكثير على الانتخابات.
وقال محللون: ان كثيرين أحجموا عن المشاركة في التصويت إلى حد بعيد بسبب خيبة الأمل من فشل الرئيس محمد خاتمي في تحقيق الإصلاحات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي وعد بها بسبب مقاطعة حلفائه من الإصلاحيين للانتخابات.
وقال مسؤول محلي ان أربعة أشخاص بينهم رجل شرطة قتلوا في اشتباكات يوم السبت في بلدة فيروزاباد بإقليم فارس الجنوبي بعد أن أعلن مكتب حاكم البلدة نسبة إقبال مرتفعة بشكل غير متوقع على الانتخابات في البلدة التي تشهد تنافسا شديدا بين مرشح إصلاحي ومرشح من المحافظين.
ونقلت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء عن مسؤول لم تذكر اسمه قوله: ان أربعة آخرين قتلوا في إقليم خوزستان عندما اشتبكت الشرطة مع مجموعة من المحتجين على نتائج الانتخابات في إحدى بلدات الإقليم.
والنزاعات السابقة بشأن الانتخابات أمر شائع في إيران إلا أنها نادرا ما تؤدي لحوادث وفاة. ومرت عملية التصويت في غالبية أنحاء البلاد بسلام ولا توجد مزاعم رئيسية بشأن عمليات تزوير الانتخابات.
وتقل نسبة الإقبال التي بلغت 50.6 في المئة في هذه الانتخابات بكثير عن نسبة الإقبال على الانتخابات التي جرت عام 2000 وبلغت 67 بالمئة كما أنها أقل نسبة إقبال على انتخابات برلمانية جرت في البلاد منذ الثورة الإسلامية عام 1979.
من جهة أخرى نفت مصادر رسمية ما تردد عن استقالة وزير الداخلية الإيراني قائلة: إن هذه (شائعات ليس إلا).
قال مدير العلاقات العامة بوزارة الداخلية حسن كرامي في تصريح أوردته وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا): إن ما تناقلته بعض الصحف (ولم يحدد هوية هذه الصحف) خلال اليومين الماضيين ان (هدف الذين يقومون خلال الانتخابات وفرز الأصوات ببث شائعات كهذه هو اختبار المجتمع من أجل مواصلة نشاطاتهم وأهدافهم السياسية المستقبلية).
|