في مثل هذا اليوم من عام 1958، وفي حادثة عجيبة وغريبة من نوعها، تم اختطاف بطل سباق السيارات العالمي الأرجنتيني جوان مانويل فانجيو على يد رجال العصابات الشيوعيين في هافانا بكوبا وذلك قبل انعقاد مسابقة الجائزة الكبرى الثانية في هافانا.
وكان المختطفون، وهم أيضاً من أعضاء حركة 26 يوليو وأتباع فيدل كاسترو وشي جيفارا، يأملون في إصدار بيان سياسي عن طريق اختطاف بطل العالم الشهير فانجيو قبل أن يتمكن من الدفاع عن لقبه للمرة الثانية في بطولة هافانا للجائزة الكبرى حيث أوضح أرنول رودريجز أحد أعضاء فريق الاختطاف قائلاً: (إننا نريد أن نبين أن كوبا تعيش في حالة حرب ضد استبداد بوتيستا).
وعلى طريقة الأفلام الأمريكية، قام مانويل أوزيل أحد الأعضاء الثوريين بالاقتراب من فانجيو في ردهة الفندق وأمر سائق عربات السباق أن يُعرّف نفسه. وتفيد التقارير بأن فانجيو اعتقد أن الأمر مجرد مزحة حتى رأى مجموعة من الرجال يحملون رشاشات صغيرة
ينضمون إلى أوزيل.
وجاء رد فعل فانجيو هادئاً حيث فسر له المختطفون نيتهم في الاحتفاظ به فقط حتى نهاية المسابقة.
وبعد تسليمه إلى السفارة الأرجنتينية، عبر فانجيو عن إعجابه بمختطفيه، ورفض المساعدة في الكشف عن هويتهم ناقلاً وجهة نظرهم عن أن عملية لاختطاف لم تكن سوى بيان سياسي.
وقد أفسد هذا الحادث مسابقة الجائزة الكبرى في هافانا، والذي جعل فانجيو يعتقد أنه تم إخلاء سبيله لسبب ما.
وبعد ذلك بسنوات، قام فانجيو بالعودة إلي هافانا في مهمة عمل. وتم استقباله كضيف على الدولة.
وقد عبر عن امتنانه بعبارات منمقة جاء فيها: (لقد تحقق لي حلمان كبيران: العودة إلى كوبا ومقابلة فيدل كاسترو).
كان فانجيو مشهوراً بتحقيق الفوز في المسابقات، والآن أصبح أسطورة عندما خسر أحدها.
|