فلترثه يا زهير.. فلترثه يا زهير فوالله ان شعري لا يليق بذاته.
يا زهير لقد وصل الثمانين مثلك.. يا زهير والله إنك ما كتبت بهذا البيت لهو وصف حاله واحواله.
والله انه ليس اكرم الخلق.. ولا اعلمهم.. ولا أُزكي على الله أحداً.. ولكن ان به ماليس بغيره.. به خصال والله لم اجدها فيمن عرفت الا قلة، كان لا يغتاب احداً مهما حاولت استدراجه.. وصدقني بأني لم اسمعه عالي الصوت فإن سمع ما يغضبه سكت وان سمع ما يسوؤه انصرف لغيره.
لم يكن أحمق شتاماً.. ولا ارعن بقاعاً.. ولا ضعيفاً متملقاً.
كان عزيز نفس وسيع جناب.. سمح خاطر.. جميل طرح..
عاش ومات لم اسمعه يدعي ولا يسب طفلاً أو كبيراً..
لم يدخل في مشكلة مع ابناء عمومته مهما جاروا بل كانوا يقولون لوالده لو خير لنا سفر فإننا نتمنى غشام معنا لسعة صدره وحلمه.
اليس هذا نادراً يا زهير!!
بلى وربي انه كذلك..
قال ابن ربيعة:
ليت المنايا سلهمت عنه مقدار
نقضي صافاتٍ يلوجن بصدور
ان الجرح غائر.. فكيف انسى من عشقت.. وانسى لمن اشتقت.. وانسى من قصرت في حقه كثيراً!
كيف اجازيه.. كيف اجازيه.. كيف ارد ما سبق..
عمي غشام الوداع الوداع ولكن شوقي الى تقبيل جبينك وخشمك يجتاح اضلعي فكيف السبيل!!
نهاية