لا نملك في هذه اللحظة الحزينة والصعبة على فقد أحد الرموز الرياضية بوفاة الدكتور عدنان جمجوم إلا أن نقول: (لاحول ولا قوة إلا بالله.. و(إنا لله وإنا إليه راجعون)، فرحمك الله أيها الرجل الطيب، لقد كنت فينا وبيننا ملء السمع والبصر، ولم يكن لمن عرفك عن قرب أوبعد إلا أن يحبك دون اعتبار للميول والانتماء الرياضي، فلقد كان الاعتبار الإنساني هو الموجه للعلاقة التي بنيتها بكل قوة ومتانة مع كل شرائح وفئات الوسط الرياضي، لذلك فليس مستغرباً هذا الحزن والوجوم والصمت الرهيب الذي خيّم على كل الرياضيين منذ عرفوا بالنبأ الفاجعة.
العزاء ليس لكم وحدكم يا آل الجمجوم، وليس لكم وحدكم أيها الاتحاديون، بل العزاء لنا جميعاً كرياضيين وكسعوديين في جميع أرجاء الوطن، فعدنان -رحمه الله- كان أخاً ووالداً لنا جميعاً، وكان حبيبنا وصديقنا، ومثلما نقدم لكم العزاء في وفاته فنحن أيضاً نتقبل العزاء فيه، فهو منا ونحن منه.
فإلى جنة الخلد أيها الحبيب، دعواتنا لك بالرحمة والمغفرة مبتهلين للمولى عز وجل أن يمطر عليك من شآبيب رحمته، ويغسلك بالماء والثلج والبرد، وينقيك من الذنوب والخطايا، كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، ويتقبلك في عليين مع الشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
اللهم اغفر للدكتور عدنان جمجوم، وارحمه وعافه واعف عنه، وأكرم نزله ووسّع مدخله، وأبدِله داراً خيرا من داره، وأهلاً خيراً من أهله، وأدْخله الجنة وأعذه من عذاب القبر. اللهم إنه عبدك وابن أمتك محتاج إلى رحمتك، وأنت غني عن عذابه، إن كان محسناً فزده إحسانا، وإن كان مسيئاً فتجاوز عنه.
لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى...
الجزيرة |