سعادة رئيس التحرير/ خالد المالك
قرأت الحوار الذي أجراه محرركم/ عبدالعزيز العيادة مع الأخ/عيسى الحليان عضو هيئة تطوير منطقة حائل وعضو الغرفة التجارية ورئيس لجنة الإسكان الخيري بعدد الجزيرة (11443) الموافق 5-12- 1424 حيث سلط الضوء على أعمال الهيئة العليا وإنجازاتها وكذا برامج الإسكان الخيري وخططه المستقبلية.. ولقد وقفت كثيرا واحترت لتلك الإجابة المستغربة من أن تصدر من الأخ عيسى الحليان والذي أعرفه عن قرب وكنا سويا نشترك ونتفق عندما يكون الحديث عن شؤون وشجون وهموم المنطقة وحاجتها الماسة لبعض الخدمات الضرورية والمشاريع التنموية المهمة والتي لازالت المنطقة تفتقدها وتعيش على أحلام الوعود. حيث بادر الأخ/ عيسى بإطلاق كلمة (لا) عندما سأله المحرر: ماذا ينقص حائل؟!.. قال بنص العبارة (لا ينقص حائل شيء.. فهي تحتاج إلى مزيد من المشاريع الحكومية وتضافر جهود الأهالي.....).. حقيقة لا أعرف كيف ذكر الأخ/عيسى وأطلق كلمة لا تحتاج.. ونسي أو تناسى ما كان يدور في منتدياتنا ومجالسنا العامة والخاصة حيال ما تعانيه المنطقة من ضروريات وبشكل معلن حتى على مستوى المسؤولين بالمنطقة وعلى رأسهم الأمير الجليل قائد سفينة البناء والنماء والذي تعودنا واعتدنا ومنه استمدينا الصراحة والوضوح لكل ما يهم قضايا المنطقة وهموم أبنائها. ولعل حوار مواجهة الجزيرة وعلى مدار ثلاث حلقات والذي أجراه إبراهيم التركي مع صاحب السمو الملكي الأمير/ سعود بن عبدالمحسن أمير حائل منها العدد (11245) الذي تحدث وأفصح بوضوح عن واقع المنطقة متناولاً كافة شؤونها وشجون أبنائها. فتحدث عن الشأن الصحي قائلا:(الخدمات الصحية بحائل هاجس الجميع والكل يطمح إلى رفع خدمات هذا القطاع لأن الصحة والتعليم التي يجب أن تكون على أفضل وجه ثم تحدث عمّا اعتمد عن بعض المشاريع الصحية..... إلى أن قال ومازالت المنطقة بحاجة إلى تطوير هذا الجانب لكي تصل هذه الخدمة لجميع المواطنين بالمنطقة وهذا ما يحقق تطلعات ولاة الأمر).. فكيف يقول الأخ عيسى حائل لاينقصها شيء؟؟ وهو يعلم علم اليقين ومن أكثر الناس علما أن واقعنا الصحي لازال متدنيا ولم يصل إلى درجة الرضى وهو محل اهتمام الأمير والذي نعول عليه آمالنا الكبيرة بانتشال هذا الوضع الصحي السيء والذي أفصح عنه في قراءاته مع كبار المسؤولين في وزارة الصحة الذين يتوافدون على حائل جماعات وفرادى وعلى رأسهم الوزير القدير د/ حمد المانع. وفي شؤون المياه تعاني المنطقة من شح علاوة على عدم صلاحيتها للسقيا واستوجب الأمر حضور وزير المياه د/غازي القصيبي لحائل ليشاهد بأم عينه ويسمع بأذنه متشرفا حضور جلسة المنطقة والتي عقدت يوم الثلاثاء الموافق 22-6-1424 في دورتها الثانية، ولقد نشرت الجزيرة تفاصيل ما تمت مناقشته مع معالي الوزير بعددها الصادر (11255) وبعنوان كبير (أمير حائل: شح في المياه ونعاني من عدم صلاحيتها للسقيا).. فكيف يدعي الأخ عيسى أن حائل لاينقصها شيء؟!! وفي جانب التعليم الجامعي لازالت المنطقة تفتقد جامعة تضم بين جنباتها عدداً من الكليات التي تخدم سوق العمل وتريح أبناء المنطقة عناء الغربة وتكاليفها.. فكيف ينفي الأخ عيسى أن حائل لاينقصها شيء؟!.. أما قوله إننا نحتاج إلى مزيد من المشاريع.. فأنا لا أتفق معه أبدا وهذا رأيي الشخصي فلسنا بحاجة إلى مزيد من المشاريع لأن زيادة المشاريع تعني ترفاً وإسرافاً وكماليات وهذا يكون على حساب مناطق أخرى تحتاج إلى بنى تحتية وضروريات مهمة.. فلو توفرت لدينا خدمات صحية متقدمة ومتطورة، وأوجدت شبكة مياه ومحطات تحلية وأنشئت السدود، واعتمدت جامعة تعليمية لتحققت أحلامنا وطموحاتنا.. هذا التعقيب الذي أردت من خلاله إيضاح الصورة الحقيقية والموثقة بحديث مسؤولين والتي لايمكن حجبها أو إخفاؤها من خلال حوار صحفي قد تكون زلة لسان من أخ عزيز وربما غاب عنه أننا في زمن لم يعد هناك حجب أو منع لقول الحق.
ناصر بن عبدالعزيز الرابح
مشرف تربوي بتعليم حائل |