Monday 23rd February,200411470العددالأثنين 3 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

من أين أتينا؟ من أين أتينا؟
حتى يعرف الناس.. موقف الإسلام من الإرهاب
د. عبدالله بن ناصر الحمود

بدأ العد التنازلي لتنظيم المؤتمر العالمي عن موقف الاسلام من الارهاب الذي تنظمه جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية خلال المدة من 23 الى 25 من شهر صفر القادم. وتتطلع دوائر كثيرة في المجتمع الى أن يقوم المؤتمر بدور فعال وايجابي في تعريف الناس بموقف الاسلام من العنف والتطرف والغلو. ويدفعني التفاؤل للقناعة بامكانية أن يتم شيء ما في هذا الاطار لاعتبارات كثيرة لعل من أهمها أن المشاركة في المؤتمر هي مشاركة واسعة جداً ستشمل مناطق متعددة من العالم ليكون التمثيل لعدد من الجهات ذات العلاقة محليا واقليمياً ودولياً.
كذلك سيعمل المؤتمر على أن تكون فعالياته وكل ما يصدر عنه باللغتين العربية والانجليزية، كحد أدنى، حيث سيتم اضافة اللغة الفرنسية في نشاطات كثيرة من نشاطات المؤتمر وبخاصة في أعمال اللجنة الاعلامية، ذلك أنه يمكن النظر الى هذا المؤتمر باعتباره مؤتمراً اعلامياً في المقام الأول يهدف الى غايات سامية تتمحور حول دعم معرفة الناس بموضوعه، وذلك عبر دعوة مجموعة كبيرة من وسائل الاعلام المحلية والعربية والأجنبية للمشاركة في المؤتمر وتغطية فعالياته.
والمهم أيضا في هذا المؤتمر أنه يعقد في المملكة العربية السعودية وهي الدولة التي تعد من أكبر الدول المؤثرة في العالم الاسلامي، وهي أيضا الدولة الوحيدة التي تضم على ترابها الحرمين الشريفين، وبذلك فهي قبلة المسلمين في كل أنحاء العالم، ومقصدهم في الحج والعمرة.
ونظرا لهذه الأهمية الاستراتيجية للمملكة على المستوى الدولي, يمكن القول أنه اذا كان سكان المملكة القاطنون عل ترابها لايزيدون عن عشرين مليوناً، فإنها تسكن في قلوب أكثر من مليار مسلم حول العالم. وحيث تم استهداف المسلمين والعالم الاسلامي بأطروحات الارهاب الدولي المعاصر، فإنه من البدهي أن تعنى مؤسسات المجتمع المختلفة في المملكة بهذا الموضوع وتخضعه للدراسة والتحليل. وعندما يأتي موضوع مؤتمر الارهاب ليعرض للنقاش في هذه البيئة فإن عوامل أخرى تزيد من أهميته، حيث يضاف لكل ما سبق أن المملكة ذاتها كانت ولا تزال هدفاً للارهاب والعنف والتطرف. فالأمل معقود على اللجنة العليا المنظمة للمؤتمر أن تقدمه في أفضل صورة، فالرسالة العالمية الموجهة للارهاب مرشحة لأن تخرج في صورة تكاملية من خلال هذا المؤتمر كنتيجة طبيعية لتلاقح الأفكار المدعوة للحضور والمشاركة ومتعددة الطوائف والاتجاهات العقدية والفكرية في محاولة طموحة لتحقيق أهداف المؤتمر التي تم تصميمها بشكل يمكن معه شمول أهم مواطن هذه الظاهرة حيث تتلخص أهدافه في الكشف عن جذور الارهاب والعنف والتطرف، وأنه نتاج لفكر منحرف حذر منه علماء الأمة في مختلف العصور، وبيان وسطية الاسلام وعدالة تعاليمه وبعدها عن العنف ودعوتها الى الحوار والاقناع والمجادلة بالتي هي أحسن، وتوضيح الرأي الشرعي المستند الى الدليل حول الأحداث الأخيرة التي شهدتها عدد من المجتمعات الانسانية. كما يهدف المؤتمر الى الاسهام في الدفاع فكرياً وعلمياً عن المملكة العربية السعودية، وكشف ما يروج عنها في الخارج وما يلفق حول موقفها من أكاذيب وتهم.
ويهدف المؤتمر أيضا الى تقديم مقترحات علمية وتربوية ونفسية واجتماعية للجهات المختصة اسهاما في العلاج المطلوب. كما يحاول المؤتمر - أيضا - الاسهام مع سائر قطاعات المجتمع السعودي في حماية جبهته الداخلية.
دعونا نشد من أزر الجامعة وندعمها بالرأي والمشورة، ونتطلع الى مستقبل أفضل لأمتنا ولوطننا الكبير.

(*) عميد كلية الدعوة والاعلام بجامعة الإمام


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved