قالت:
مسحْتُ عن جرحي نزفَ الدماء...
ولَمْلَمْتُ بقاياه...
وعبرت مِنْ جوارِ بوّابة اللَّيل...
تركتُ بجوارِ اللَّيل جرْحِي ونزفي ودوَائي...
لم أحمِلْ معي... سوى بصيرتِي...
كنت أعْلمُ بأنَّ اللَّيلَ ذاته لن يقفَ عند المحطة التي تركتُه بجوارها...
مسحْتُ عن عيني دموعَهَا...
لَمْلَمْتُ (مناديلي)
وعبرتُ من جوارِ بوتقةِ الألم...
تركته في ركن الأسى... وتركْتُ معه حدْسِي، وأورَاقَه...
لم آخُذْ من عيني سهرَهُمَا... ولا قلقَهُما...
كنت أعْلمُ... بأنَّ الأسَى ذاته لن يستقرّ في ركْنِه وسيغادر...
مسحْتُ عن صدْرِي همَّه
وأزحْت غمَّه...
وعبَرْتُ مِنْ جِوارِ جبال الهمومِ
تركْتُ في معيّةِ التأمل أسْئِلتِي وحِيرَتِي واندهاشِي
لَمْ أحْمِلْ معي سوى دعْوَتِي ودُعَائي
كنتُ أعلمُ بأنَّ الهمَّ ذاته لنْ يتصلَّد عند حدودِ الباب الذي وقَفت
تلك التُّفاحة التي قضمتُ جزءًا منها لم تترُكْ لي سوى شذَى رائحَتِها
كانت هناك بارقةُ فرحٍ...
وذلك المدادُ الذي نَفَدَ في محبرتي، لم يترُكْ سوى أثَرَ لونِهِ على حوافِّها
كان يَرَاعِي قد تشبّع به...
وورقتي التَهَمها الأزرقُ في محاولة ركْضٍ إلى الامتزاجِ بأنهارِ العيون ثمَّة ما يتداخلُ في حوارية الورقة والعين...
وقنديلي الذي لم يُطْفِئْه دبيب النَّمل في المساء
لا يزال، يحرّك شعلتَه حفيفُ حركة مروقِ النَّملة فوق أديم
كتابي...
منذ اللَّثاغة...
واللَّيل والبصرة
والدَّمع والأسى
والتأمل والدعاء
وعبق كَلّ ذرَّة في طبيعة الكون
ورائحة الحبر، ورشاقة اليراع
ودمِي حبري
وذلك الهاجس لدبيب النمل يزامل قنديلي
وأنتم...
***
هذه الحروف لكلِّ من طلب بوحاً عفوياً في لحظة صمتٍ ناطقٍ: إلى إيمان، وجميلة، ونورة، وفاتن، و... إباء...
|