** ما الذي يجعلك مختلفاً عن الآخرين..
متمايزاً عن الراكضين اللاهثين
المائلين ذات اليمين وذات الشمال..
** لم تبد عليك
ملامح الحذر..
وتبدو قدمك هادئة في خطوها..
تماماً مثلما قال الشاعر..
(واثق الخطوة يمشي ملكاً)
** لم لا يستهويك هذا الغبار
الذي يتزاحم فيه
الكثيرون.. تكاد تنظر ملامحهم
متدلية.. متهدلة..
يختلط لعابهم بذرات الغبار
فيبدون أكثر شعثاً..
وأكثر لهاثاً..
** مازلت تسير..
أنت لا تعرف الوقوف..
لك حراكك
ولك خطواتك
لكنك تبدو مثل بدوي
خبر الأرض
والصحراء
لأنه ابنها
يعلم متى تمطر مزونها.. ومتى ينمو عشبها..
ويعرف محنات أهلها..
والطارئين عليها..
أنت تصل حيث مراتعك الخصبة..
وتطيش خطوات اللاهثين
في غبار الأراضي القاحلة
فتبيض شفاههم
لعطش لم تعرفه
فأنت الرواء.. وأنت منابع الماء..
** هادئ الخطوة..
أنت
تمنحك الأرض مفاتيحها
وتهبك طرقها
وتسير.. تحمل قوافلك
كل أمتعتك الجميلة.. تتفحصها واحداً.. واحداً
كلما سقط منك متاع..
عدت لتأخذه وتنفض عنه التراب..
** لديك ما تخاف عليه..
لست ريشة معلقة في الهواء.. تقبل أن تعابثها الريح يمينا وشمالا..
لك أشياؤك العذبة التي استمتعت بها..
ومنحتك بهاء الحياة وعذوبة الانتماء والأمان..
لك وهجك المستمد من هؤلاء الذين يشاركونك أنفاس الحياة..
لك تاريخك الجميل.. لك كل الأحاسيس الدافئة.. لك كل الأحلام النابضة..
لك ما يستحق أن تخاف عليه..
ولك دروبك المستقيمة التي توصلك لما تريد..
وأنت بلا خسائر..
تصل وكل أشيائك الجميلة معك.. بكل تفاصيلها.. بكامل عددها..
أنت مختلف عن الراكضين في الغبار لأنك تملك ما يستحق أن تكون من أجله هادئ الخطوة حتى لا تفقده.. فقد أحسست بقيمة الأشياء وعذوبتها مذ كنت نبتاً صغيراً.. في تراب لك لونه ورائحته.. ومذاقه.. وأشجاره الطويلة..
** أنت التاريخ الذي يبقى
وغيرك الجغرافيا التي تمحو رسومها عوامل التعرية..
فاكس: 4530922 |