* الرياض - حازم الشرقاوي - واس - تصوير - فتحي كالي:
رعى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وبحضور رئيس دولة رئيس مجلس الوزراء اللبناني رفيق الحريري أمس الأحد الملتقى السعودي اللبناني الثاني الذي تنظمه الغرفة التجارية الصناعية بالرياض بالتعاون مع مجموعة الاقتصاد والأعمال واتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان ومجلس رجال الأعمال السعودي اللبناني بقاعة الملك فيصل للمؤتمرات في الرياض.
وكان في استقبال سموه لدى وصوله رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالرياض عبد الرحمن الجريسي ورئيس اتحاد الغرف اللبنانية عدنان القصار.
ونوه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض بفكرة هذا الملتقى ووصفها بأنها فكرة جيدة وبناءة لإيجاد روح من التعاون بين رجال الأعمال اللبنانيين والسعوديين.
وأكد سموه أن العلاقة بين الحكومتين السعودية واللبنانية والحمد لله على افضل ما يمكن وأفضل ما يكون وبالتالي السبل مهيأة للتعاون بين رجال الأعمال في البلدين الشقيقين.
وقال سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز في الكلمة التي ألقاها في حفل افتتاح أعمال الملتقى (إن من أسعد الأيام أن يلتقي العرب في هذه البلاد بلاد العرب واليوم يوم لبنان في المملكة العربية السعودية والذي نجتمع جميعاً هنا لتكريس العلاقات الاقتصادية في هذا الملتقى بين لبنان والمملكة العربية السعودية).
وأضاف سموه (لا يكفي أن أرحب بالأخوة اللبنانيين في بلدهم الثاني المملكة العربية السعودية فهم في بلدهم وبين إخوانهم ولكني أقول لهم كما أقول لجميع الاخوة العرب لنتعاون في الممكن ولنتعاون في المصلحة المشتركة وفيما يقرب شعوبنا بعضهم من بعض فنحن مصلحتنا مشتركة وهمومنا مشتركة ومصاعبنا مشتركة لذلك عندما تجتمع نخبة مثل هذه النخبة الموجودة اليوم لاشك أنها ستكون مؤثرة في العلاقات بين البلدين).
ومضى سموه يقول: (من المعلوم أن اقتصاد المملكة العربية السعودية والجمهورية اللبنانية حر في كل أوقاته وأزماته لذلك نجد التلاقي بين رجال الأعمال في هذين البلدين سهلا جداً ونافعا للطرفين ومرنا ولا شك أن علاقاتنا العربية بصفة عامة هي الإطار العام الذي يجمعنا كلنا لكن وأقولها بكل صدق وصراحة يجب أن نراعي دائماً مصالحنا المشتركة يجب أن تكون مصالحنا المشتركة مفيدة لشعوب هذه البلدان وهنا يكون التأييد الشعبي والحكومي المرادف للنشاط الاقتصادي بين الدول العربية).
وقال سمو أمير منطقة الرياض (إن التكامل والتعاون اللبناني والسعودي مثال جيد لما أدعو إليه وأقوله).
وأضاف سموه (إن المشاعر الحارة الموجودة بين الشعبين والدولتين اللتين يرعى أمورهما خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وفخامة رئيس الجمهورية اللبنانية ودولة رئيس مجلس الوزراء اللبناني تعطي العلاقات زخماً وحرارة وقوة في جميع الأوقات).
وفي ختام كلمته تمنى سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز للمشاركين من الجانب اللبناني في الملتقى إقامة طيبة بين إخوانهم في المملكة العربية السعودية وأن يكون الملتقى الثالث الذي سيعقد بمشيئة الله في بيروت العام القادم امتداداً لهذا الملتقى وما قبله للوصول إلى الغاية المرجوة المطلوبة للجميع.
وكان الحفل الذي أقيم بهذه المناسبة قد بدئ بالقرآن الكريم ثم ألقى رئيس الغرفة التجارية الصناعية بالرياض عبد الرحمن الجريسي كلمة رحب فيها بصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض راعي أعمال الملتقى مقدما شكره لسموه الكريم على متابعته واهتمامه الخاص بتطوير علاقات التعاون الاقتصادي والثقافي بين المملكة ولبنان.
كما رحب بدولة رئيس الوزراء اللبناني لجهوده في تعزيز تلك العلاقات وتأكيد أصالتها على جميع الأصعدة.
وأشار إلى أن عقد هذا الملتقى في دورته الثانية يأتي استكمالا لما تم البدء فيه العام الماضي للبحث في سبل تطوير علاقات التعاون الاقتصادي وتكاملها واشتمالها على مختلف القطاعات الإنتاجية والخدمية الواسعة.
وبين الجريسي ان خطوات الإصلاح وإعادة الهيكلة للاقتصاد في كل من المملكة ولبنان تعكس بدورها رغبة جادة من الحكومتين لاستيعاب المتغيرات المحلية والدولية التي من أهمها العولمة الاقتصادية لافتا إلى أن العمل الجاد للدخول في شراكة حقيقية وإيجاد اقتصاد سعودي لبناني قابل للاندماج يعد تحدياً مهماً أمام هذا الملتقى الذي يشارك فيه جمع من الخبراء والمختصين ورجال الأعمال.
عقب ذلك ألقى مدير عام مجموعة الاقتصاد والأعمال بلبنان رؤوف أبو زكي كلمة اعتبر فيها الملتقى بادرة للتضامن بين المملكة ولبنان في شتى المجالات وسعيا لمستقبل اقتصادي ومناخ استثماري جيد بين البلدين الشقيقين.
وأفاد ان الهدف من هذا الملتقى لم تكن غايته تأسيس علاقة بين البلدين لأنها موجودة ومتينة ولكن الهدف منها الاطلاع بشكل دوري على كل المستجدات ليصبح نموذجا لكل ملتقى عربي.
من جانبه أشار رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان عدنان القصار إلى أن هذا الحدث الاقتصادي الثاني الذي يعقد في الرياض يأتي ليعزز العلاقات الاقتصادية المتميزة بين المملكة ولبنان اللذين يظلان شريكين اقتصاديين أساسيين يربطهما إلى جانب المحبة المتبادلة تعاون واسع لا سيما على الصعيدين الاقتصادي والاستثماري في كلا البلدين الشقيقين.
وأكد ان خير مؤشر على عمق هذا التعاون وهذه الروابط هو تأسيس مجلس الأعمال السعودي اللبناني في نيسان إبريل عام 2001م الذي كان داعما ورافدا لعلاقات الاخوة والتعاون بين البلدين ومكملا لدور حكومات البلدين في تعزيز العلاقات الاقتصادية بينهما وتطويرها بما يعود بالفائدة الكبرى ليس فقط على مؤسسات الأعمال بل أيضا على الاقتصاد السعودي اللبناني.
بعد ذلك ألقى دولة رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري كلمة أعرب فيها عن شكره لسمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز على رعايته لهذا اللقاء منوها بجهود القائمين عليه لتحقيق الأهداف المرجوة منه.
وأبرز الجهود التي قدمتها المملكة للبنان في فترات الصعاب والمحن وكذلك في فترات استعادة عافيته وازدهاره وتطوره بدءا من اتفاق الطائف في مطلع التسعينات من العقد الماضي وصولا إلى مؤتمر باريس 2 الذي كان للمملكة المساهمة الأكبر فيه وامتد دعم المملكة للبنان ليشمل مبادرة السلام التي قدمها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني وأجمع العرب عليها في بيروت لتصبح مبادرة سلام عربية تستند إلى قرارات الشرعية الدولية ونتائج مؤتمر مدريد القائل (الأرض مقابل السلام).
ولفت دولته إلى أن الملتقى السعودي اللبناني يكتسب أهميته من كونه يرتكز بشكل أساسي على مبادرة الغرف التجارية ومؤسسات القطاع الخاص ورجال الأعمال في كلا البلدين وهو ما يؤكد أن تفعيل العلاقات التجارية والاقتصادية وفرص الاستثمار بين البلدان العربية لم يعد بمتناول الحكومات بل اصبح بمتناول القطاع الخاص.
وأكد أهمية تأمين الإطار القانوني والمؤسساتي من قبل حكومات الدول العربية لتسهيل مبادرات القطاع الخاص في مختلف البلدان العربية من خلال المضي قدما في عمليات التحرير والإصلاح الاقتصادي.
وفي ختام كلمته تمنى دولة رئيس الوزراء اللبناني للملتقى ان يحقق الأهداف المرجوة منه ويترجم مشروعات استثمارية واقتصادية وتجارية مشتركة بين القطاع الخاص في البلدين.
وفي نهاية الحفل كرم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ودولة رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري عددا من الشخصيات السعودية واللبنانية التي أدت دورا مميزا في تطوير مجالات التعاون بين البلدين الشقيقين.
ثم قام سمو أمير منطقة الرياض يرافقه دولة رئيس الوزراء اللبناني بافتتاح المعرض المصاحب للملتقى الذي تشارك فيه مجموعة من المؤسسات والشركات وبعض الهيئات الحكومية والخاصة في المملكة ولبنان.
بعد ذلك بدأت أعمال الملتقى بعقد جلسات تتناول مجالات التعاون بين المملكة ولبنان في قطاعات الاستثمار والمصارف والتجارة والصناعة والسياحة والعقارات.
وحضر حفل افتتاح الملتقى والمعرض المصاحب عدد من المسؤولين الحكوميين في كلا البلدين كما حضره جمع من رجال الأعمال والاستثمار في المملكة ولبنان.
|