أسرته اليهودية تحوَّلت إلى الكاثوليكية
أشد مؤيِّدي كيري ليسوا في أمريكا بل في أوروبا

  * فيينا - د ب أ:
عندما تحتدم معركة انتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة في غضون الأشهر القادمة سيكون من بين أقوى المؤيِّدين للمرشح الديمقراطي جون كيري سكان بلدتين صغيرتين في وسط أوروبا.
وترجع أصول أسرة كيري الذي يتصدَّر سباق الانتخابات الأولية للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة إلى مدينة مودلينج التي تبعد بضعة كيلومترات عن العاصمة النمساوية فيينا كما تمتد جذورها إلى مدينة هورني بينيسوف في شمالي مورافيا بجمهورية التشيك.
وولد جد كيري فريتز كوهن في هورني بينيسوف عام 1873في وقت كانت البلدة تحمل اسماً آخر هو بينيش وكان الجزء الذي تقع فيه من سيليزيا تابعاً لإمبراطورية هابسبورج. ومن هناك انتقلت أسرة كوهن إلى فيينا ثم إلى مودلينج، حيث استقرت.
والتحق فريتز كوهن بالمدرسة الثانوية في مودلينح ثم تزوج فيما بعد من أيدا لوفي وغيَّر اسم أسرته التي كانت تتحدث الألمانية إلى كيري كما تحول من اليهودية إلى الكاثوليكية.وكان كيري قد ذكر مؤخراً في مقابلة مع شبكة التلفزيون التشيكية (سي. تي) (أنتظر بفروغ صبر اللحظة التي سأزور فيها بلادكم كرئيس للولايات المتحدة).
وقال جوزيف كليش رئيس بلدية هورني بينيسوف الحالي إنه اتصل بكيري قبل 21 شهراً، مشيراً إلى خطط لمنحه لقب مواطن فخري للبلدتين. وتأمل البلدتان في أن ينالهما نصيب من شهرة كيري.
وقال كليش إن بلدة هورن ي بينيسوف التي يعيش فيها 2400 نسمة يمكن أن تستفيد كثيراً من أي دفعة اقتصادية لحل مشكلة البطالة فيها والتي تصل إلى 19 في المئة.
ويبدأ البحث في تاريخ كيري وتتبع شجرة عائلته بجده الأكبر بينيديكت كوهن الذي كان يعمل في صناعة الكحوليات في بلدة بينيش في وقت كانت هذه البلدة مزدهرة ويصل حجمها إلى مثلي حجمها الحالي. وفي تلك المنطقة التي كانت تقتصر على الكاثوليك الناطقين بالألمانية لم تكن التجارة أمراً سهلاً بالنسبة ليهودي. وتوفي بينيديكت عام 1876 تاركاً وراءه زوجته ماتيلدا وأطفالهما الثلاثة فريتز وإ يدا وأوتو وربما ماكس أيضاً.
ويقول الباحث فيليكس جونداكر الذي تخصَّص في تتبع تاريخ أسرة كيري إن العائلة انتقلت إلى فيينا واستقرت في مودلينج عام 1880 (لدواع اقتصادية). والتحق فريتز بالمدرسة الثانوية ثم أنهى دراسته بتفوق قبل أن يلتحق بالعمل في مصنع للأحذية يملكه عمه ألفريد فرانكل، حيث تولى الإدارة المالية.ويقول جونداكر إن فريتز وأوتو اتبعا طريقة غير تقليدية عندما أرادا تغيير اسمي أسرتهما، حيث (رسما دائرة بالقلم في الأطلس وتصادف أن هذه الدائرة الصغيرة كانت في مقاطعة كيري الايرلندية).
وفي عام 1901 غيَّر فريتز اسمه إلى فريدرديك كيري وذلك بعد أن غيَّر أوتو اسم أسرته وهو ما كانت تحبذه السلطات آنذاك فيما يبدو لأنه كان قد انخرط في سلك الخدمة العسكرية.
وذكر جونداكر أن هناك قصة غير مؤكَّدة (مفادها أنه (أوتو) أنقذ حياة الدوق الأكبر كارل في هجوم تعرض خلاله لإطلاق النار عليه).
وتزوج فريتز من أيدا لوي المولودة في بودابست وكان ذلك عام 1900 عندما كان عمرها 23 عاماً. وأنجب الزوجان طفلهما ايريك في العام التالي.
وفي تشرين الأول - أكتوبر عام 1901 تم تعميد الثلاثة كلهم. وفي نهاية عام 1904 هاجرت الأسرة ربما عن طريق جنوة على السفينة (كوين لويز) عابرة المحيطات. وفي بادئ الأمر استقرت أسرة كيري في شيكاغو. وفي عام 1915 ولد ريتشارد والد جون كيري. وبعد مرور ستة أعوام انتحر فرديدريك بعد إفلاس مصنعه في بوسطن.
وفوجئ السيناتور كيري قبل بضعة شهور عندما سمع للمرة الأولى بقصة أجداده الأوائل. فهو لم يكن على دراية بالاسم الأصلي لأسرته وديانتها أو بالمكان الذي ولد فيه جده.ولعل ما يدعو للدهشة أن الشقيق الأصغر لكيري ويُدعى كاميرون قد تحوَّل إلى الديانة اليهودية عام 1983 دون أن يعرف في ذلك الوقت أنه كان يعود بالفعل إلى دين أجداده.