من أسوأ ما يمر على الإنسان ان يعيش أزمة ثقة مع ما يسمع ويقرأ ويشاهد ويأكل ويشرب!
وكثيرة هي الامور التي لا يمكن تصديقها، وهذا هو ما اعاني منه منذ فترة ليست بالقصيرة، فانا مثلا لا اصدق ما يقوله السياسيون ولا المخططون للسلام، ولا ان الطريق يحتاج إلى خرائط، ولا سيناريو القبض على صدام، ولا اصدق مجلس الحكم ولا بلير ولا بوش ولا (يهون) رامسفيلد، كما لا اصدق الكثير من الدعايات التجارية، أو ان الحليب خال من البودرة، أو ان كثيرا من الاغذية خاليا من المواد الحافظة والمواد المسرطنه، وان الكثير من المعلبات غير منتهية الصلاحية ولم تتم اعادة صلاحيتها في البيوت المهجورة، ولا ان (الصامولي) المنتفخ الاوداج لم يضف إليه مواد نافخه ومضره، ولا اصدق اننا سنكتفي من اطباء الاسنان بعد تسعين سنة فقط! او ان هواء الرياض غير ملوث، او أن المرور سوف يقضي على الفوضى المرورية، ولا اننا لم نأكل قط لحما بقريا أو (دجاجيا) مجنونا، والدليل ما يفعله السائقون في الشوارع! أو ان القطاع الخاص جاد في مسألة السعودة، أو ان التعليم سوف يتغير حاله إلى الافضل في وقت قريب، ولا اصدق ان جميع المعلمين مؤهلون لتعليم الطلاب، او ان اختيار مديري المدارس يتم وفق (ضوابط) الابداع والانجاز، ولا ان الوجبات في المقاصف المدرسية مفيدة للطلاب، او ان التجار حريصون على مصلحة المستهلك، ولا ان اسعار الادوية مناسبة.
والمشكلة التي تواجهني الان هي إذا كنت لا اصدق كل ما سبق وغيره مما لا يتسع المقال لذكره فما بقي لي كي اصدقه!!
|