كانت زيارة جلالة العاهل المفدى فيصل بن عبدالعزيز لدول العالم الحر في أقصى الشرق ومن ثم لزعيمة العالم الغربي أمريكا في أقصى الغرب ذات طابع عالمي بالغ الأهمية وحدثا تاريخيا لم يسبق له نظير.
فلقد استطاع -حفظه الله- بما آتاه الله من الحكمة والرجاحة وما تحلى به من الجرأة والشجاعة والحنكة أن يفرض الشخصية العربية المسلمة على العالم المتمدن فرضا ويرفع صوت الحق و العدالة مدويا في أطراف المعمورة تنقله بقوته ووضوحه موجات الأثير إلى الأسماع مباشرة عن طريق الإذاعات ومحطات التلفزة.
وأحدثت الكلمات التي فاه بها جلالته دون مواربة أو محاباة وهو يقف إلى جانب رئيس أكبر دولة قابضة على زمام القوى في العالم فلا يدفعه إلا إيمانه ولا يوجهه إلا عزيمته الثابتة وثقته الراسخة بحق أمته الإسلامية الخالدة وشعبه العربي العظيم أحدثت دويا هائلا في العالم كله.
تحدث جلالته فأصغى إليه الساسة والزعماء خصوما وأصدقاء ورددت أصداء خطاباته وأحاديثه صحافة الشرق والغرب واحتلت عباراته القوية عناوين الصحف وأعمدتها الرئيسية.
ناشد جلالته علانية رئيس الولايات المتحدة ريتشارد نيكسون والشعب الأمريكي أن يتبينوا أبعاد وخطورة المرحلة الحالية التي تعيشها الأمة العربية أمام أطماع الصهيونية واستمرار العدوان الإسرائيلي على المقدسات والأراضي العربية وألمح عن ثقته باستجابة الرئيس الأمريكي للإسراع بالعمل على إيجاد حل يضمن للأمة العربية استعادة حقوقها المشروعة وأكد التزام المملكة العربية السعودية التام بمسؤولياتها تجاه قضايا الأمة العربية والإسلامية.
وقد أشاد السيد وليم روجرز وزير الخارجية الأمريكي في واشنطن بخبرة جلالة الملك فيصل الطويلة كسياسي عالمي وكزعيم عربي إسلامي، وأعرب عن اعتقاد الشعب الأمريكي بأن هذه الزيارة تؤكد وثوق الصلات التقليدية القائمة بين البلدين والشعبين.
ولم تخف الأوساط الدبلوماسية العربية والإسلامية في الولايات المتحدة شعورها بالسعادة لزيارة جلالته نظرا لمركزه المرموق في العالم وجهاده الطويل وكونه من القلائل الذين لهم تأثير على الرأي العام الأمريكي، وأعرب سفير المغرب في واشنطن عن اعتقاده بأن الموقف الأمريكي تجاه العرب قد تغير اثر وصول جلالته إلى هناك.
وتحدث مصدر دبلوماسي إسلامي في واشنطن لوكالة الأنباء السعودية بقوله: إن جلالة الملك فيصل في كل موقع وفي كل مناسبة هو الداعية الإسلامي الأول والمدافع المؤمن عن قضايا أمته الإسلامية والعربية.
ويؤيد هذا القول ويدعمه زيارة جلالته للمركز الإسلامي في واشنطن وما أوضح عنه القائمون عليه والجاليات الإسلامية من اعتبار جلالة الفيصل الأخ الأكبر للمسلمين وإمامهم، وما تحدث به جلالته عن روح الدين الإسلامي وما يقوم عليه من مثل ومبادئ تدعو إلى الخير والوئام.
|