اعتدنا نحن محبي وعاشقي هذه الجريدة الغراء المحبوبة للجميع، اعتدنا على تقبلها وطرحها الهادف البناء ونقدها المثمر، وعرضها لجميع الآراء، ورأيي هذا آمل أن يكون أحد هذه الآراء التي تطرح عبر هذه الجريدة الشاملة.. وفي هذه الصفحة العزيزة على قلوبنا.. (عزيزتي الجزيرة).
فقد وصل التعليم في مملكتنا العزيزة إلى أوج عظمته وظل عاملاً مهماً من عوامل التطور فيها كما في جميع الدول، حيث إنه عاملاً من أهم عوامل تطور الشعوب ولا يمكن لدولة ما أن تنهض وتتطور، ولا لازدهار حضارة، ولا لازدياد ثقافة ولا لنمو في جميع النواحي الا بتطور التعليم، وهذا ولله الحمد والمنة حاصل في دولتنا العزيزة وقد لقي التعليم كل الاهتمامات من المسؤولين وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز- حفظه الله ورعاه- منذ توليه وزارة المعارف حتى يومنا هذا، وقد ظهرت في الأعوام الأخيرة المدارس الأهلية التي رفدت التعليم الحكومي وساهمت في تطور التعليم والعلم والنهوض بهما إلى الأمام، وهذه المدارس الأهلية أضافت أشياء جديدة على التعليم في المدارس الحكومية من علوم ومهارات ربما لا يجدها الطالب في المدارس الحكومية ولكن مقابل مبلغ مادي، وتكمن هذه الاضافات على سبيل المثال لا الحصر:
تعليم اللغة الانجليزية من أول ابتدائي، تعليم الحاسب الآلي في المرحلتين المتوسطة والابتدائية، وبعض المهارات الرياضية وغيرها، وهذا لا بأس به ويعتبر اضافة جديدة في التعليم، ولكن هذا يختلف في المدارس الأهلية في منطقة القصيم، فهي لا تهتم بهذا أبداً ولا تضيف أشياء جديدة للطالب بل أن هذه المدارس الأهلية تساهم في فقر الطالب علميا وتساهم في تخريج جيل غير قادر على مواصلة التعليم، ويظل الجاذب الوحيد للطالب في هذه المدارس هو زيادة الدرجات واعطائهم فوق ما يستحقون من درجات لكي يظلوا دعاية لغيرهم من الطلاب غير الملتحقين بهذه المدارس، وقد أدركت هذه المدارس هذه النقطة الوحيدة وساهمت باعطائهم الدرجات العالية وخاصة طلاب الصف الثالث ثانوي، ولا عجب أن يحصل الطالب على نسبة 90% وهو لم يحضر إلا أيام الاختبارات فقط، وقد ساعد على تفشي هذه الظاهرة وجود بعض المعلمين من جنسيات مختلفة (عربية)، وهم يطبقون أمر مالك المدرسة، بل ان هذا الأمر منتشر عند الطلاب حيث ان الطالب إذا حصل على درجة غير راض عنها قال: هذا وأنا دافع فلوس؟!!
الطالب في المدارس الأهلية مراعى إلى أبعد الحدود ،هو الكل في الكل في هذه المدارس، لا يبالي بأي لفظ يقوله ولا يحترم المعلم لأن المدير والمالك في صفه دائماً حتى لا يخسره ،وهذا يؤثر على تربية الطالب التي هي الأهم في ذلك وتساعد في عدم احترامه لأفراد المجتمع والوالدين كذلك، وقد ينتقل الطالب من مرحلة إلى أخرى وهو لا يجيد أبجديات المرحلة السابقة، ولا تتعجب عزيزي القارىء إن قلت لك: إن بعض الطلاب لا يعرفون القراءة والاملاء وهم في المرحلة المتوسطة والثانوية، ناهيك عن أمر آخر وهو تعود الطالب على الغش في الاختبارات حيث إنه يدخل الاختبار وقد يكون المعلم لخص المنهج الدراسي له في وريقات معدودة ولأن روح الغش متأصلة في نفسه وعدم اعتماده على نفسه هي السمة البارزة فيه.
وإذا أردتم التأكد من صحة ما كتبته فاسألوا اساتذة الجامعات حيث ان الطالب يكون نسبة درجاته أكثر من 90% والطالب الحكومي أقل من ذلك ومع هذا يتفوق عليه وربما أن الطالب الاهلي لا يواصل دراسته الجامعية التي تعتمد على المثابرة والاجتهاد وليس لغيرها تعتمد.. ليس المقام هنا لعرض جميع سلبيات المدارس الأهلية لانها تطول جداً وهي تتعلق بالمدارس والمعلمين وأشياء كثيرة لكن الأهم في ذلك هو التحصيل العلمي للطالب، أنا هنا ومن خلال هذه الزاوية وفي هذه الجريدة الغراء ومن منبرها الشامخ أطالب:
أولاً: بتشديد الرقابة على هذه المدارس من جميع النواحي وفرض عقوبات شديدة على جميع من يعمل على هدم ثقافات شبابنا وجيلنا القادم ان شاء الله.
ولكن آمل من القائمين على وزارة التربية والتعليم ممثلة بوزيرها الأستاذ محمد أحمد الرشيد وكذلك القائمين على وزارة التربية والتعليم بمنطقة القصيم أن يقفوا في وجه من يريد تعطيل جيلنا القادم، ولا تقتصر متابعتها على اصدار التعاميم وهم في مكاتبهم بل يقومون بجولات تفتيشية كل يوم وعقوبات صارمة لجميع مخالفي لوائح التعليم في وطننا الغالي.
ثانياً: أطالب أولياء الأمور بعدم الانجراف خلف هذه المدارس التي ربما تعطي ابنه الدرجات العالية ولكنها نظرة قاصرة في مستقبل الأيام وتربيته على عدم المواظبة واللا مبالاة وتحصيل الأشياء بدون جهد، كل هذه تساعد على خموله ولا تضيف إلى تربيته الشيء الكثير ونعلم ويعلم الجميع ان التربية أهم من العلم بمراحله وخير دليل انها قدمت في المسمى (وزارة التربية والتعيلم)، والله أعلم.
إبراهيم سليمان العنـزي/القصيم |