الموت اختياراً..؟!

قرأت في عدد الجزيرة 11423 وتاريخ 15 من ذي القعدة 1424هـ على الصفحة ما قبل الأخيرة موضوعاً بعنوان نجاة فتاة من محاولة انتحار فأحببت أن أدلي بدلوي في هذه القضية أو المشكلة لعلّي أخرج بشيء يفيد قرائي الأعزاء.. فأقول مستعيناً بالله: هذه المشكلة زادت في الفترة الأخيرة وأصبحت تشكل هاجساً كبيراً لكثير من الأسر والاختصاصيين وللوطن أيضاً.. ولكن نحمد الله سبحانه وتعالى أنها لم تصل بعد إلى كونها ظاهرة يمكن أن تقلق بدرجة كبيرة وبالرغم من ذلك لابد من الاتجاه لدراستها دراسة تخصصيّة سواء أكانت دراسة ميدانية أو حتى نظرية حتى نستطيع أن نتعرف على أهم الأسباب التي يمكن أن تؤدي بالمرء أن يقتل نفسه اختياراً وطواعية... خصوصاً أنه يعيش في مجتمع مسلم ولله الحمد.. وينظر إلى ماهو أبعد من رغبات دنيوية ومصالح شخصّية وحاجات لابد زائلة.. ينظر إلى الفوز بنعيم ورضوان المولى والفوز بجنة الخلد في الدار الآخرة.. وفي موضوعي هذا سأحاول ومن خلال اجتهاد شخصي أن أقف على بعض الأسباب ولن أقول جميعها التي قد تؤدي بالإنسان أن يقدم على قتل نفسه.. علماً بأن هناك أسباباً ربما تخفى على الجميع ولا يعرفها إلاّ الشخص الذي أقدم على فعل الانتحار.. ومن أهـم الأسباب مايلي:
* المشاكل الأسرّية الدائمة والمستمرة التي غالباً لايجد المرء لها حلولاً أو يصعب عليه حلّها فهي تظهر على السطح باستمرار وتسبب تراكمات سلبية وضغوطاً نفسيّة مؤلمة.. كبعض مشاكل الزواج ومشاكل تربية الأبناء كالقسوة الزائدة والإيذاء الجسدي أو النفسي المتكرر ومشاكل الطلاق وبعض المشاكل الأخلاقية.. عندها قد يفضل الفرد الموت على الحياة، ويرى الموت أفضل له وراحة من الحياة الجحيمية التي لاتطاق من خلال وجهة نظره..
* الإدمان.. فالإدمان على المخدرات بأنواعها هو مشكلة المشاكل فعلاً ومعروف بأنه يدمر النفس والعقل والجسد والمال والأسرة وحتى المجتمع ونهايته مؤلمة فإما الجنون أو السجن أو الموت أو الانتحار خصوصاً إذا لم يستطع المدمن الخلاص من هذه المعاناة فيقدم على الانتحار تخلصاً من نفسه وعادة وربما أيضاً ارضاءً لغيره وضميره الذي يجلده دائماً بسياط التأنيب والتوبيخ المستمر.
* الأمراض العقلية كالفصام أو الهوس والهستيريا وبعض الأنواع الأخرى التي تؤدي بصاحبها إمّا للعيش الدائم داخل عنابر المصحات النفسية أو الانتحار..
بعض الأمراض النفسية يمكن أن تؤدي إلى الانتحار كالاكتئاب الحاد والمزمن..
أخيراً يجدر بنا أن نقول ان بعضاً من محاولات الانتحار ليس الهدف منها قتل النفس أو التخلص من الحياة بقدر ما تكون للفت الانتباه وبأني هنا موجود أو للضغط على الآخرين من أجل تلبية بعض المطالب...
نتائج احدى الدراسات التي تمت عن مشكلة الانتحار:
* يقل الميل نحو الانتحار ابتداء من سن العشرين بالنسبة للمتزوجين من الجنسين عنه بين غير المتزوجين.
* تقل نسبة الانتحار بين النساء عنها بين الرجال.
*تزداد نسبة الانتحار بين الأرامل عنها بين المتزوجين.
* تقل نسبة الانتحار بين المتزوجين الذين لديهم أطفال عنها بين المتزوجين الذين ليس لديهم أطفال.
*تقل نسبة الانتحار كلما زاد حجم الأسرة.
* تقل نسبة الانتحار في فترات الاضطراب السياسي والحروب وذلك نتيجة لأن هذه الحالات تؤدي إلى ربط أجزاء المجتمع وازدياد درجة التماسك الاجتماعي.
* تقل نسبة الانتحار بين الأرامل الذين لديهم أطفال عنها بغير المتزوجين ليس لديهم أطفال.
*تقل نسبة الانتحار كلما زاد الترابط بين أفراد المجتمع.
خاتمة: الإيمان الكامل وتقوى الله في السر والعلن والتوكل التام على المولى سبحانه ولزوم الطاعات والبعد عن المعاصي هي بإذن الله الحصن الحصين والدرع الواقي من اللجوء إلى هذا الأمر الشنيع..