* جولة وتصوير - عبدالرحمن السريع:
تلقى أصحاب محلات الذهب والمجوهرات غير السعوديين في أسواق الرياض قرار السعودة الذي بدأ تطبيقه امس بعدم الالتزام واقفال محلاتهم خاصة في أسواق منفوحة التي تدار 80% منها بعمالة وملاك غير سعوديين.
وتتضح رغبتهم في البقاء على الوضع الراهن باقفال المحلات والبقاء في سياراتهم بعض الوقت لعدة أيام حتى يصدر قرار آخر بتمديد الفترة أو القاء السعودة ولو نسبية حسب اعتقادهم.
في الوقت الذي أكد فيه عدد كبير من التجار السعوديين التزامهم بالقرار والترحيب به مشيرين الى ان الشباب السعودي قادر على العمل ويجب الوقوف بجانبه وعدم التراجع.
وكانت (الجزيرة) قامت صباح أمس أول أيام تطبيق السعودة بجولة على محلات الذهب حيث بدأت بسوق الذهب بمنفوحة الذي أصيب بشلل كامل نظراً لارتفاع نسبة المحلات التي تملك وتدار بأيد غير سعودية بلغت 80% واقفال كثير من هذه المحلات وامتناعهم من البيع.
أما اصحاب بعض المحلات فقاموا بارتداء الزي السعودي وفتحوا محلاتهم لايهام المشاهد بأن هناك سعوديين يعملون داخل المحلات, أما البعض الآخر عندما عرف بوجود (الجزيرة) قام باقفال محله وغادر المكان وهناك أصحاب محلات متسترون فجلسوا داخل سياراتهم ووقفوا أمام المحلات الخاصة بهم لمراقبة الوضع ووضعوا شبابا سعوديا داخل المحلات ووجودهم بجانب البائع وذلك لطرده مستقبلاً وإعادة العمالة القديمة وهناك من يقول ويدعي ان هذا القرار (السعودة) لن يتم ولن يطبق وسيكون كسابقه نظراً لعدم قيام اللجان بالتفتيش بمنفوحة وسوف يطبق هذه المرة لعدة أيام مما جعل بعض أصحاب المحلات القيام بجلب شباب سعودي للجلوس للتغطية واعطائهم مكافأة نظير جلوسهم الى ان تمضي عدة أسابيع وتقل عمليات التفتيش مع رفضهم التزام تطبيق السعودة. وطالب بعضهم بعض التجارغير السعوديين بعدم تطبيق السعودة لابطال القرار.
التجار السعوديون الذين يملكون محلات ذهب بمنفوحة قالوا ل(الجزيرة):نأمل القيام بالتفتيش المستمر ومعاقبة من يخالف واعداد مكافأة لمن يبلغ عن متستر أو مخالف ووجود خط هاتفي خاص بلجان السعودة.
وبذلك يكون سوق الذهب بمفنوحة طبق منذ أول أيام السعودة 20% فقط أما 80% لم تلتزم بالقرار.
أما النساء اللاتي حضرن لسوق الذهب بمنفوحة صباح أمس فقد اتجهن نحو سوق الذهب بالثميري بعد أن شاهدن المحلات مغلقة وعدم وجود حركة للبيع.
ومن خلال استطلاع (الجزيرة) لبعض تجار الذهب الذين عبّروا عن استيائهم من الموزعين غير السعوديين بأن الذهب المدروج بيعه بالسوق يسلم لمحلات غير السعوديين واعطائهم من جنسيتهم, أما الذهب غير المدرج في السوق فيحول لنا ونطالب بأن يكون الموزعون للذهب من السعوديين حتى تكتمل السعودة من الموزع حتى بائع الذهب.
من جانب آخر قال محمود سعيد الغامدي أحد تجار الذهب ل(الجزيرة): أولاً نحن مواطنون صالحون ولا نمانع في السعودة الصحيحة التي على أساس ممتاز من ناحية المسؤولين والأمانة والالتزام بالدوام, وهذا كله بعد ايجاد حل لموضوع الكفالة الغرامية للموظف السعودي من قبل جهة رسمية أو جهة معتمدة (غير شخصية).
وثانياً: النظر في بعض المحلات التي تم اقفالها للأشخاص غير السعوديين حيث انهم أصحاب رؤوس أموال سيكون اتجاههم لدول مجاورة قدمت لهم كل التسهيلات وفرص العمل لديها.
وثالثاً: السعودة في صالح الشخص الذي لا يملك أكثر من فرع بينما صاحب الفروع الكثيرة لا يمكن ايجاد موظفين لكل فروعه على ما يتمناه او المواصفات المطلوبة.
من جانبه قال تاجر آخر وهو عبدالرحيم الغامدي: قبل مناقشة مشكلة السعودة أود أن اسأل ما هي مؤهلات المستلم غير السعودي الدراسية؟ وهل هناك فارق بالنسبة لتعامل الشاب السعودي وغير السعودي؟ وهل يفتقد الشاب السعودي للذكاء الخارق الذي يحتاجه بائع عادي؟ وهل المصانع التي انشأتها الدولة والمؤسسات الحكومية والأهلية لم تستطع ان تعتمد على الشاب السعودي لعدم تمكنه من اكتساب المهارة والخبرة؟ وهل خبرة العامل الوافد وثقافته وعفافه يفوق فيها الشاب السعودي؟ وإذا كان هنا ما يقارب العشرة آلاف وظيفة في هذا المجال, وراتب العامل الوافد ما بين 3500 الى عشرة آلاف, أي بمعدل ستة آلاف وخمسمائة ريال ولو اعطي راتب الوافد لشابين سعوديين إذاً سيكون هناك ما يقارب العشرين ألف وظيفة.
وإذا كان الشاب السعودي يعول ما يقارب الخمسة أفراد فمعناه ان هناك ما يقارب مائة ألف مواطن استفادوا من هذه الوظائف بينهم العاجز والمريض والأرملة.
وقال الغامدي: إذا كان المتضرر من نظام السعودة كما يدعي البعض عشرة او مائة تاجر.. فهل تقدم المصلحة الخاصة لمائة شخص لا يعرفون ما الفقر والعوز والحاجة على مصلحة مائة ألف شخص؟
واضاف هل اعطي الشاب السعودي الفرصة ليبرز مواهبه, ويقال بأن الشاب السعودي ينساق وراء النساء؟
وهل جردنا الشاب السعودي من دينه وأخلاقه وقيمه؟
إن الشاب السعودي يعمل على الخطوط السعودية أكثر من اربعين سنة مع مضيفات داخل وخارج المملكة فهل سمعنا بما يخل بشرف وظيفة الشاب.
كما أن الشاب السعودي يعمل في المستشفيات والصيدليات والفنادق فهل حصل ما نخافه؟ الجواب لا وألف لا.
لقد كان الشاب السعودي لا يعمل في البنوك نظراً للارتباط بنظام الدوام الصباحي والمسائي.وبعد ان حصل الشاب على الفرصة والمرتب أصبح الآن يشار له بالبنان.
كل هذه الأسئلة والاستنتاجات تتلخص في الآتي:
هناك فئة معينة لا تريد فك الاحتكار على تجارة الذهب لغرض في نفس يعقوب.
وخلص الغامدي الى ان العامل الوافد لا يحمل من الشهادات ما تؤهله ليعمل بديلاً للشاب السعودي المؤهل دراسياً.
وتجارة الذهب لا تحتاج الى ذكاء خارق وباستطاعة الإنسان العادي الذي يستطيع استخدام الآلة والميزان ان يعمل بها.ولو لم يفتح من المحلات سوى الربع لكانت كافية لتلبية جميع متطلبات الفرد والمجتمع.
من جانبه تحدث ل(الجزيرة) مدير سوق الذهب بسوق الثميري الاستاذ صالح العقيلي ومدير مركز الرميزان للتدريب حيث قال: إن المركز يستنفر كامل طاقاته لاستقبال الشباب الراغب في التدريب والتوظيف والرد على مكالمات التجار الذين يرغبون الحصول على موظفين من خريجي المركز وكذلك الرد على مكالمات الشباب الخريجين الذين لم يجدوا فرصة عمل لمساعدتهم في الحصول على الفرص المتاحة في هذا المجال الحيوي.
وقد حضرت (الجزيرة) سابقاً الى مركز الرميزان للتدريب ودخلت الى غرفة العمليات واطلعت على سير العمل في الغرفة وقد سمعت بعض مكالمات التجار والمتدربين وهذا عمل يشكر عليه القائمون على مركز الرميزان للتدريب وعلى رأسهم الشيخ عبدالله الرميزان الذي لم يأل جهداً في تحقيق رغبة الشباب.
وقد ساهم المركز في تخريج جيل من الشباب السعودي المتمرس على فنون بيع وشراء الذهب والمجوهرات والحاسب الآلي باتباع أحدث أساليب التدريب وتنمية مفاهيم الانضباط والأمانة وزيادة الثقة بالنفس مجاناً.
إضافة الى الممارسة العملية من خلال فروع الرميزان للذهب والمجوهرات.
وفي ختام جولة (الجزيرة) لسوق الذهب في الثميري خرجت باحصائية حيث سجلت محلات الرميزان 100% سعودة. والتجار السعوديون أيضاً 100% سعودة, أما بعض التجار الآخرين بلغت 70 % سعودة, وشرعت اللجان المختصة بالسعودة العمل في سوق الثميري صباح أمس السبت وقامت بجولات تفتيشية على المحلات واطلعت على وجود الشباب السعودي.
كما ان محلات الرميزان قد نفذت السعودة 100% في جميع فروعها على مستوى المملكة.
وشاهدت (الجزيرة) الاقبال الكبير على أسواق الثميري نظراً لاقفال الأسواق الأخرى لعدم الاستجابة للسعودة.
|