من أهم الأمور التي تساعد المقترض على تسديد أقساط صندوق التنمية العقارية بيسر وسهولة هي المحافظة على الاتزان والمعقول في بناء المنزل، حيث إن اختيار المسطحات الكبيرة التي تكون فوق طاقة المقترض والمبالغة في اختيار المواد التكميلية والتجميلية التي يتم اختيارها بأعلى الأسعار وأرقى المواصفات هو العبء الحقيقي على المقترض، وهذا من شأنه أن يجعل نسبة قرض الصندوق في البناء تصل إلى أدنى المستويات مما يستدعي الأمر اللجوء إلى عدة اتجاهات لجلب المبالغ لتغطية متطلبات البناء، حيث يلجأ إلى شراء سيارة أو اثنين بالأقساط ليستفيد من مبالغها وليس إلى ذلك فقط، إنما يلجأ إلى بيع ما يمكن بيعه من ممتلكات شخصية من أثاث أو سيارات أو مجوهرات والذهاب لبعض الأقارب والأصدقاء واخذ سلفة من عمله إن أمكن للحصول على مبلغ يفك عقد الأمور التي رسمها لنفسه فيزيد الحال سوءا.. فبدل أن ينعم المقترض هو وعائلته ببيت جديد بدون متاعب نجده في أسوأ حالاته النفسية والهموم المنكبة عليه طولا وعرضا من جراء التفكير بالكيفية لتسديد هذه الديون لأصحابها التي قد تصل لأكثر من خمس أو عشر سنوات واكثر للانتهاء منها، وخلال ذلك سيضع الحاجز أمام المبنى الرئيسي والنهر المتدفق وهو تسديد قرضه الذي حصل عليه من صندوق التنمية العقارية وسيخسر المميزات التي أقرتها الدولة من إعفاء، وسيحرم أخا له أو صديقا ينتظر دوره بفارغ الصبر بالاقتراض من الصندوق. وليس كل هذا إنما قد يواجه الكثير من المتاعب له ولعائلته، وربما قد يواجه المتاعب الصحية من جراء الحالة النفسية التي يعيشها والتي من شأنها أن تدهور العائلة جمعاء.. وفي نهاية الأمر ستنسى حلاوة المنزل الجديد وستنسى المواصفات الخيالية، وسيصب التفكير بكيفية النجاة من هذه (الزنقة) وربما سيذهب كل هذا التعب إلى بيع المنزل وتذهب المواصفات لشخص آخر!!
|