قررت شركة الاتصالات توزيع مكافأة شهر ونصف الشهر لموظفيها وذلك نتيجة للدخل الممتاز الذي حققته الشركة، إلى هنا والخبر جيد وينم عن تحفيز إيجابي من الشركة لموظفيها من خلال توزيع (الغلة) فيما بينهم! وهذه الغلة كما هو معروف هي حصيلة كلامنا واتصالاتنا ورسائلنا فهي جمعت من (أفواهنا) ثم من جيوبنا هللة هللة! قرأت الخبر الذي نشر في (الجزيرة) إلى آخر سطر عدة مرات لعلي أقرأ سطراً يقول: وانه بهذه المناسبة السعيدة تم تخفيض أجور المكالمات للمشتركين أو إهداء كل مشترك عدداً من الدقائق (أي شيء من باب تطييب الخاطر)! لتعم الفرحة قلوب المشتركين الذين يعدون الشركة بمزيد من الكلام! المفارقة ان المشتركين قرأوا خبر توزيع الغنائم على الموظفين بينما كانوا يستعدون لتسديد الفواتير المرتفعة لجوالاتهم بعد ان جاءتهم رسالة رقيقة من الشركة تطالبهم بالتسديد (مصائب قوم عند قوم فوائد)! الفواتير التي تصدم المشتركين عند قراءتهم لها تؤكد بطلان المثل السائد (الكلام ليس عليه جمرك)! أنا بعد هذا الموقف الذي تم فيه استبعاد المشتركين من المشاركة في التعبير عن فرحتهم بزيادة أرباح شركتهم (الوحيدة) بدأت انظر لجوالي مردداً المثل الذي يقول (الصمت حكمة وقليل فاعله) لكن رسالة مفاجئة من الشركة تحذر من انني لم أسدد الفاتورة جاءت بسرعة وتحتها عبارة تقول (الكلام من ذهب)!
|